تناول بروفيسور
إسرائيلي في مقال تحليلي برنامج عمل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد
ترامب، وقدم أبرز ملامحه.
وتحت عنوان "قراءة الاتجاه لدونالد ترامب"، نشر إيال زيسر، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "الخطوات الأولى لترامب، تؤكد أنه لا ينجر وراء الأحداث، بل يحاول فرض برنامج عمل يومي عالمي جديد".
وقال في تقريره الذي تعرضه "
عربي21" إن "ترامب منذ لحظة دخوله إلى البيت الأبيض لم يكف عن مفاجأتنا، وتخييب آمال كل من توقع أن الرئيس الجديد سيسارع إلى الاستقامة بحسب الخطوط العامة للسياسة الأمريكية التقليدية، ويقبل بخضوع ما تمليه عليه الوظائف الرفيعة في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في واشنطن".
فقد وقع ترامب على أمر يقيد دخول اللاجئين من سبع دول إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي وصفه منتقدوه ومعارضوه بأنه خطوة ضد المسلمين كمسلمين.
وأيد البروفيسور الإسرائيلي قرار ترامب، واعتبر أن قادة أوروبا الذين ينتقدونه يقومون بفحص خطوات مشابهة على ضوء الحاجة إلى التوازن بين الرغبة في مساعدة ملايين اللاجئين الذين يهربون من المناطق الصعبة، وبين ضرورة الاعتراف بالعبء الاجتماعي والاقتصادي الذي تسببه موجات الهجرة لدول العالم.
خطوط حمر لبشار وبوتين
وقال البروفيسور الإسرائيلي إن ترامب يقوم بدراسة خطوة أخرى هي إقامة مناطق آمنة في
سوريا.
وعبر عن رأيه بأن هذه الخطوة "كان يجب أن يتخذها الرئيس أوباما في بداية الأزمة في سوريا قبل ست سنوات".
وقرأ أن ترامب الآن ينوي وضع خطوط حمر لبشار وبوتين، وأن يزيد من التدخل الأمريكي في الأزمة السورية.
وقال إن "هذا عمل منهجي للحفاظ على الخطوط الحمر، الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج دراماتيكية بثمن قليل".
وأضاف أن الأسد وفلادمير
بوتين أضعف كثيرا مما يبدوان، لذلك فهما سيستسلمان أولا.
واعتبر أن خطوة كهذه من ترامب، ستعيد للولايات المتحدة إلى مكانتها لدى حلفائها، وتمكنها من أن تكون لاعبا ناجعا في الساحة السورية، أو شريكة إلى جانب بوتين من أجل وضع الحل الذي يُجيب أيضا عن مصالحها ومصالح حلفائها، وليس فقط روسيا وإيران.
تقليص الدعم لمؤسسات الأمم المتحدة
أما الخطوة الأخرى التي يقوم ترامب بدراستها، بحسب زيسر، فهي تقليص الدعم الذي تمنحه الولايات المتحدة لمؤسسات الأمم المتحدة التي تعمل بشكل معاكس للسياسة الأمريكية.
وقال: "في الساحة الفلسطينية، يوجد الكثير من هذه المنظمات التي أعاق عملها إيجاد حل للصراع. ومثال على ذلك وكالة الغوث للاجئين (أونروا)، التي تعنى بالموظفين وأصحاب الوظائف الرفيعة، وتبقي على مشكلة اللاجئين بذريعة العمل على حلها"، وفق قوله.
وأشار إلى أن الحديث يدور عن خطوات أولية تؤكد أن ترامب لا ينوي الانجرار وراء الأحداث، بل فرض برنامج عمل يومي عالمي وإقليمي جديد، يناسب مواقفه.
ويرى أن هذا يناقض التقديرات التي قالت إن ترامب سيظهر السلبية ويركز على مشاكل الولايات المتحدة الداخلية.
وقال إن "العكس هو الصحيح، فخطوات ترامب تؤكد رغبته في تغيير القرص والابتعاد عن الجمود الذي ميز السياسة الأمريكية في عدد من المواضيع الهامة في العقد الأخير، وهذا أيضا للأفضل"، وفق تعبيره.