تمخضت الجولة الأفريقية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، الأسبوع الماضي، وشملت تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر، عن توقيع 19 اتفاقية بين
تركيا والدول الثلاث في مجالات مختلفة.
وشهدت الجولة الأفريقية توقيع اتفاقات في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية والتعليم والثقافة والسياحة والدفاع والطاقة والبنية التحتية فضلًا عن قطاعات النقل والإنشاءات والمشاريع الاجتماعية.
واتّسمت زيارة أردوغان إلى مدغشقر وموزمبيق بأهمية تاريخية كونها أول زيارة تركية رسمية إلى هذين البلدين على مستوى رئاسة الجمهورية.
ووقّعت تركيا تسع
اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم مع تنزانيا التي كانت المحطة الأولى لجولة الرئيس أردوغان، وذلك في مجالات التعليم والصحة والطاقة والدفاع والدبلوماسية والنقل والسياحة.
وافتتحت عقيلة الرئيس التركي، أمينة أردوغان، على هامش الزيارة، مكتبًا رسميًا لوكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، في مدينة دار السلام بتنزانيا، في مراسم افتتاح حضرتها عقيلة الرئيس التنزاني جانيث ماغوفولي.
وأجرت سيدة تركيا الأولى، زيارة إلى المتحف الوطني التنزاني الذي أقدمت وكالة التعاون والتنسيق التركية على ترميمه، في خطوة هامة من شأنها تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين.
وفي موزمبيق، المحطة الثانية لجولة أردوغان، وقّعت تركيا 6 اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.
وأجرت أمينة أردوغان زيارة إلى دار للأيتام في موزمبيق، وساهمت بتوزيع الهدايا للأيتام وقدمت تبرعًا للقائمين على الدار.
أمّا في مدغشقر، ثالث وآخر محطات الجولة الأفريقية، فقد قلّد رئيس البلاد هيري راجاوناريمامبيانينا، أردوغان أعلى وسام في الدولة، في مراسم أقيمت في القصر الرئاسي بالعاصمة أنتاناناريفو.
وأقدم الوفد التركي خلال الزيارة على توقيع 4 اتفاقيات مع الجانب الملغاشي، فيما افتتحت عقيلة الرئيس التركي بصحبة السيدة الأولى الملغاشية مركزًا للتدريب النسائي أشرفت على تأسيسه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء التركية.
وبإشراف مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، رافق أردوغان خلال جولته الأفريقية حوالي 150 من رجال الأعمال الأتراك، بهدف استكشاف الفرص المتاحة والتعرف على مناخ الاستثمار والإمكانات في الدول التي شملتها الجولة.
وتبادل رجال الأعمال الأتراك الآراء مع نظرائهم في تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر حول إمكانات الاستثمار في مجالات مختلفة، أهمها الطاقة والبنية التحتية والفوقية والإنشاءات والنقل وقطاع الخدمات.
ورافق أردوغان في جولته إلى القارة السمراء، إلى جانب عقيلته، وزراء: الخارجية مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيرق.
وأطلع أردوغان مسؤولي الدول الأفريقية على معلومات حول منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف تموز/ يوليو 2016، محذّرا من خطورة نشاطها في
أفريقيا، ودعا إلى التعاون لمكافحة المنظمة.
وجاءت جولة الرئيس التركي خلال الفترة من 22 إلى 26 الجاري تأكيدا على سياسة تركيا في الانفتاح على القارة الأفريقية والتي بدأت عام 1998.
واكتسبت سياسة الانفتاح زخمًا مع إعلان الاتحاد الأفريقي تركيا شريكًا استراتيجيًّا عام 2008، إلى جانب عقد قمة التعاون التركي الأفريقي في العام نفسه بمدينة إسطنبول، لتدخل تركيا عام 2013 لاعبا أساسيا في سياسة الشراكة الأفريقية.
وساعدت سياسة الانفتاح التركية على أفريقيا، المبنية على مبدأ "الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة"، في تحقيق تقدم سريع في الكثير من المجالات، ومنها حجم التجارة وآليات الحوار السياسي والأنشطة التربوية والاستثمارات الاقتصادية.
وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم
المساعدات الإنسانية للقارة السمراء بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تجاوز حجم المساعدات التركية 800 مليون دولار منذ عام 2012.