كشف نشطاء إعلاميون في دمشق، عن مقتل عدد من أبناء مدن وبلدات أبرمت "مصالحات" في
ريف دمشق، ضمن صفوف قوات النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني، على عدة جبهات.
وقال الناشط الإعلامي في العاصمة السورية، وحيد إسماعيل، لـ"
عربي21": "أقدم النظام السوري منذ شهر ونيف على زج العشرات من أبناء ريف دمشق الذين هجّر بشار الأسد مقاتلي مناطقهم نحو الشمال السوري، على عدة جبهات، أهمها أمام فصائل الثوار في وادي بردى والغوطة الشرقية، وعلى الخطوط الأمامية للمعارك مع تنظيم الدولة في تدمر ومحيطها بريف حمص".
وأضاف إسماعيل لـ"
عربي21" أن أبناء الريف الدمشقي الذين جندهم الأسد لصالح قواته، ينقسمون إلى ثلاثة أصناف، الصنف الأول: معتقلون، أقدمت المخابرات السورية على اعتقالهم أثناء توجههم من مناطقهم لداخل العاصمة عقب حصار الأسد لهم لسنوات، فكان التجنيد "عقوبة بديلة للاعتقال"، علما بأن جميعهم أبرم تسويات مع الأسد.
أما الصنف الثاني، بحسب إسماعيل، فهم من أبناء ريف دمشق ممن تطوعوا مع
مليشيات الدفاع الوطني، بعد إقدامهم على إبرام توقيع مصالحات مع الجهات الأمنية التابعة للأسد، فتم تجنيدهم "طواعية"، مقابل 100 دولار أمريكي شهريا.
والصنف الثالث هم مقاتلون سابقون في الجيش الحر من أبناء ريف دمشق، قبلوا بعرض الأسد قبيل مرحلة
التهجير، فانتقلوا بعد التهجير للقتال إلى جانب النظام السوري، بعد انضمامهم لمليشيات الدفاع الوطني.
وأكد الناشط الإعلامي مصرع قرابة 20 مقاتلا من أبناء ريف دمشق ممن تطوعوا لصالح النظام السوري، وغالبيتهم قضى على جبهات وادي بردى، وآخرون قتلوا على يد تنظيم الدولة في ريف حمص الشرقي، وعدد قليل منهم قتلوا في الغوطة الشرقية أثناء مشاركتهم.
بدوره، أكد الناشط الميداني في ريف حمص، إبراهيم الحمصي، لـ"
عربي21"، أن النظام السوري استقدم العشرات من أبناء ريف دمشق لقتال تنظيم الدولة في تدمر ومحيط الحقول النفطية في ريف حمص الشرقي، بعد إخضاعهم لدورات عسكرية مكثفة لا تتجاوز مدتها أسبوعا واحدا في مركز "الدريج" العسكري الواقع في منطقة دُمّر بريف دمشق.
وأضاف الحمصي أن النظام السوري تعمد إرسال من اعتقلتهم مخابراته في العاصمة دمشق إلى ريف حمص لقتال تنظيم الدولة، تحت مسمى "الفيلق الخامس- اقتحام"، منوها إلى أن غالبية المجندين قسريا لا يجيدون استخدام السلاح، وأن قوات النظام سلحت معظمهم ببنادق آلية كونها لا تحتاج الكثير من الخبرة للاستخدام والمهارة في التعامل معها، كما قال.