فصائل إسلامية توقع على الاندماج.. وفتوى تؤيدها تثير جدلا
عربي21 - مؤيد باجس31-Dec-1609:59 PM
شارك
"فتح الشام" أكبر مكون في الاندماج الذي تم الإعلان عنه - أرشيفية
أصدر تجمع أهل العلم في الشام بيانا أوضح فيه أن عددا من الفصائل الإسلامية في الشمال السوري، وقّعت اتفاقية للاندماج فيما بينها.
ووفقا للبيان الذي اطلعت عليه "عربي21"، فإن الموقعين على الاندماج هم "أحرار الشام، فتح الشام، نور الدين زنكي، أجناد الشام، لواء الحق، أنصار الدين، الحزب الإسلامي التركستاني"، ولاحقا أعلنت جماعة "أجناد القوقاز" انضمامها لهم.
كما أفتى الموقعون على البيان، جميع الألوية والجنود في سوريا، بوجوب انضمامهم لهذا الاندماج، الذي أكد صحّته حسام الشافعي الناطق باسم "فتح الشام".
ونوّه البيان بأن الجسم الجديد سينتج عنه توحيد القضاء والعمل الأمني والعسكري والسياسي، وغيرها.
وبرز من بين الموقعين على البيان، الشرعي العام السابق لـ"أحرار الشام"، "أبو محمد الصادق"، والقاضي العام لجيش الفتح عبد الله المحيسني، ومواطنه السعودي مصلح العلياني، إضافة إلى "أبو الحارث المصري"، والقضاة السوريين عبد الرزاق المهدي، وإبراهيم شاشو.
كما وقع الشرعيون في فتح الشام "أبو مارية القحطاني"، و"مظهر لويس"، والشرعي المصري في "أحرار الشام" أبو الفتح الفرغلي.
قناة "عام الجماعة" على "تليجرام" نشرت قائمة بأسماء نحو 50 شرعيا من "أحرار الشام"، وعدد آخر من الفصائل الأخرى، قالت إنهم يؤيدون قيام الكيان الجديد.
إلا أنه وبعد سويعات من نشر البيان، تبيّن أن "أحرار الشام" و"نور الدين زنكي"، لم ينضما بشكل رسمي إلى الاندماج، بخلاف ما ورد في البيان.
وأطلق شرعيون مستقلون، ومسؤولون في فصائل، ورد اسم بعضها في الييان، هاشتاغي "الدين ليس مطية"، و"لا لفقه التغلب"، معتبرين أن اللغة التي استخدمت في البيان تدعو للتغلب وعدم المشاورة.
مدير العلاقات الخارجية السياسية لأحرار الشام، لبيب النحاس، قال في تعليقه على البيان إن "البعض يفضل أن يكون قبطانا لسفينة تغرق على أن يكون بحارا في مركب يصل إلى بر الأمان".
وتابع: "يقوم البعض بفرض مشاريعهم بطاغوت الكهنوتية وبالتغلب، هذه ثورة شعب مسلم ولن نسمح بخطفها أو تدميرها كما فعلوا في ساحات أخرى".
وأضاف: "انقلابات خشنة ثم ناعمة، والآن انقلابات (شرعية) بفتاوى كهنوتية. لم يتركوا سبيلا لتدمير الساحة إلا وسلكوه".
وقال القيادي المؤسس في الحركة خالد "أبو أنس": "أيها المشايخ الأكارم: فرحت والله لجمعكم الطيب وكم وددت لو رأيت هذه الأسماء الطيبة بحزمها وشدتها في مواقف ردّ الظلم والبغي وازدراء العلماء".
وتابع: "أنا مع الاندماج ولم أخف موقفي ولكني أرفض أن أساق كالقطيع لأمر اجتهادي فيه سعة وأرفض أسلوب التهديد والتحريض والابتزاز".
وأكد عضو مجلس شورى الحركة "أبو البراء معرشمارين"، أن أحرار الشام "لن تقبل بسياسة لي الذراع ولن تمضي باندماج لا يحقق معظم الساحة ويحقق مطالب شعبنا ويمنع الاستقطاب ويجرنا للتغلب".
وقال "أبو علي عبد الوهابي" القيادي في "جيش الإسلام"، إنهم "يشرعنون التغلب والتغلب سيؤدي إلى اقتتال، والاقتتال يعني سقوط ما تبقى بيد الروافض فهل هم مدركون نتيجة فتواهم؟".
وتابع: "فتوى من مجاهيل ومشايخ محسوبون على تيار واحد يأخذون الإذن بالكلام من أمير هذا التيار لا تعنينا بشيء هذه الفتوى".
أحمد عيسى الشيخ، قائد "صقور الشام"، قال إنه "مهما يكن من عالم مدجج بعلمه فعليه أن يتريث ولا يتعجل ويتوسع في المشورة بفتوى ترتهن بها الدماء والعباد والبلاد".
وتساءل الشيخ: "هل يضمن الموقعون عن رب العالمين عصمتهم من خطأ يكلفهم جرة قلم ويكلفنا دما معصوما وأنفسا زكية. أجُرأَة على النار؟".
سيف الرعد، الناطق الإعلامي باسم "فيلق الشام"، علّق على بيان الاندماج قائلا: "سبحان الله، فتاوى الدين أصبحت مسيسة، وتجارة الدين أصبحت مقدسة، والكذب والدجل أصبح فتوى، والفتوى يصوت عليها!!!!".
وتابع ساخرا: "جديدنا في الأسواق، بيانات2017 آية قرآنية كذب كذب كذب فتوى، كذب كذب كذب والله ولي التوفيق، الموقعون لهم سوابق".
أستاذ العقيدة في جامعة "أم القرى" سلطان العميري، انتقد البيان، قائلا إن "من التزييف أن يبادر طرف بإصدار فتاوى الوجوب، ثم يستكثر من الأسماء، وكأن حسم القضايا الكبرى يكون بكثرة الأسماء ولو كان بعضها غير معروف!!".
يشار إلى أن حركة "نور الدين زنكي" تبرّأت من مشاركة أحد شرعييها "حسام الأطرش" في التوقيع على البيان، قائلة إنه من طلبة العلم "الأفراخ" ولا يرتقي ليكون شرعيا يمثل الحركة في رأيه.