طفلة دفعها والداها لتفجير نفسها.. حقيقة أم خيال؟ (شاهد)
عربي21- مؤيد باجس22-Dec-1601:48 AM
شارك
الأب أثناء توديعه ابنتيه قبل أن تتوجه واحدة منهما لتفجير نفسها في فيديو أكّده النظام وشكّكت به المعارضة- يوتيوب
نشر إعلام النظام الرسمي قبل أيام مشاهد من داخل قسم الشرطة في حي الميدان بالعاصمة دمشق، تظهر آثار تفجير عنيف استهدف المركز.
وبحسب إعلام النظام، فإن "طفلة صغيرة فجّرت نفسها في حمام المركز، بعد إيهامها أحد عناصر الشرطة بأنها ضلّت طريق منزلها".
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر رجلا ملتحيا، وامرأة مختمرة بالكامل، وطفلتين صغيرتين، قال الرجل إنهما ابنتاه، ناويتين على تفجير نفسيهما؛ "انتقاما من الطاغية، ونصرة لأهل حلب".
الفيديو الذي أثار جدلا واسعا، وجزم ناشطون مؤيدون للثورة بأنه "من فبركة المخابرات السورية"، أظهر المرأة أثناء توديعها طفلتيها، والرجل (زوجها) يبارك "صبرها وثباتها".
وقالت المرأة: "لا أحد صغير على الجهاد الآن"، وأيد زوجها كلامها بالقول: "صدقت يا أم نمر، هيا تقدمن يا بابا، اغزوا في سبيل الله".
وأوضح الرجل أن طفلتيه (فاطمة 9 سنوات)، و(إسلام 7 سنوات)، لهنّ كامل الرغبة في تفجير نفسيهما.
وفي رسالة منه بأن طفلتيه على أتم القناعة بما سيقدمن عليه، خاطب الرجل طفلته (فاطمة)، قائلا: "لم لا تتركين هذا العمل للجهاد"، وواصل حديثه محرضا إياها (عشان ما يغتصبوك، صح، عشان الرجال هربوا بالباصات الخضر)".
وفي فيديو نُشر لاحقا، أوضح الرجل الذي قال إن اسمه "عبد الرحمن شداد أبو فاطمة"، أن ابنته ذهبت الخميس إلى مركز الأمن في باب مصلى بدمشق، وعندما لم تجد سوى عنصر أمن واحد عادت لبيتها، وقالت له: "يا بابا ما في غير واحد، وهيك ما راح نحقق النكاية بأعداء الله".
وتابع: "وبعد عودتها إلى المركز، لاحظ الإخوة الأمنيون أن غيابها طال، فتوجسوا من أن تكون وقعت في الأسر، ولكن عندما أخبروني، قلت: نحن بعناها لله، شاء قتلها، أو شاء أسرها".
وزعم الأب أن ابنته توجّهت من تلقاء نفسها إلى مركز الأمن في الميدان، وفجرت نفسها هناك بعد تأكدها من وجود الكثير من عناصر الأمن.
وختم قائلا: "أحمد الله أن أخرج من صلبي من يوحّد الله، وأسأل الله أن يستخدم كل بناتي وأولادي كاستشهاديين، وإن شاء الله القادم أدهى وأمر، والخبر ما ترون لا ما تسمعون".
"عربي21"، بدورها، تواصلت مع "أبو أنس الشامي"، مسؤول التنسيق الإعلامي في "جبهة فتح الشام"، حول الفيديو، الذي زعم بعض إعلاميي النظام أن الرجل الذي ظهر فيه ينتمي لـ"الجبهة".
وقال "الشامي" إن "من ظهر في الفيديو ليس من عناصر فتح الشام، ولا علاقة لنا به على الإطلاق".
وبعد تردّد أنباء أن الرجل كان انتمى في فترة من الفترات إلى حركة أحرار الشام، بقطاعها الجنوبي، تواصلت "عربي21" مع الناطق الرسمي باسم الحركة، الذي نفى ما تردد جملة وتفصيلا.
وقال أحمد قرة علي إنه وبعد التوثق تأكد أن الرجل الذي ظهر في الفيديو لم ينتم إلى "أحرار الشام" على الإطلاق.
فيما رجّح ناشطون أن يكون الفيديو "لعبة مخابراتية من نظام الأسد"، لا سيما أن الراية التي ظهرت خلف الرجل لم يُكتب عليها اسم أي تنظيم.
ولم يذكر الرجل في حديثه إلى أي تنظيم ينتمي، الأمر الذي زاد من الغموض حوله، إضافة إلى كونه روى تفاصيل وصفها ناشطون بـ"المحال تصديقها"، مثل "أن ابنته قالت له: هيك ما راح نحقق النكاية بأعداء الله". إضافة إلى توجهها من قسم شرطة إلى آخر دون أن تنسّق مع أحد وهي محملة بالمتفجرات.