سياسة عربية

لماذا تسابق إعلاميو النظام على "السيلفي" مع شعارات حلب؟

شادي حلوة وسيلفي مع عبارة تركها زوجان قبل مغادرتهما المدينة
قد يبدو لافتا اهتمام "الإعلاميين" الموالين النظام السوري بالتقاط الصور إلى جانب العبارات التي آثر نشطاء حلب أن يودعوا بها مدينتهم قبيل تهجيرهم عنها، لكن ربما يُفهم من تركيزهم على نشرها، حجم تأثرهم وانشغال هؤلاء الموالين بها، وذلك لما حظيت به هذه العبارات من اهتمام إعلامي محلي ودول واسع.

ومن بين هؤلاء كان مراسل تلفزيون النظام السوري، شادي حلوة، ومدير مكتب قناة العالم الإيرانية في سوريا، حسين مرتضى، ومراسلها ربيع كلاوندي.

وفي هذا السياق، يعتقد الصحفي السوري مصطفى عباس، أنه لو لم تكن تلك الصور عالقة في أذهان الإعلامين الموالين للنظام، لما كانوا قد تسابقوا إلى التقاطها ونشرها بهذا الشكل.

ويضيف عباس في حديث لـ"عربي21": "لقد وصلت الرسائل من تلك العبارات التي حملت أفكارا إنسانية نبيلة، إلى الشبيحة قبل غيرهم، وأوجعتهم أكثر من غيرهم"، لافتا إلى أهمية الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ التي تهتم بالصورة أكثر من اهتمامها بالخبر.

من جهته، رأى الصحفي أيمن بكور؛ في التقاط إعلاميي النظام صورا لهم أمام العبارات التي تركها نشطاء حلب؛ "محاولة لإثبات نصرهم المزعوم في حلب".

وقال لـ"عربي21": "هم يحاولون بذلك خداع حاضنتهم بأنهم هم من استطاعوا دخول هذه المناطق، في محاولة لإخفاء علامات الاحتلال الإيراني والروسي الواضح للبلاد".

وأوضح بكور قائلا: "إصرارهم على هذه النوعية من الصور، إنما هو نابع من توجيه عقول اسختباراتية كبيرة تدير مسرح الأحداث في مناطق النظام، والهدف من كل ذلك، هو تنمية الحقد وتعزيز الشرخ والانشقاق بين أطياف المجتمع السوري، وهذه هي العقلية البعثية التي تصنع في أقبية المخابرات وتدير جميع شؤون دولة النظام منذ نصف قرن"، على حد وصفه.

بدوره، رأى الصحفي شمس الدين مطعون؛ في الصور "مشهدا انتقاميا من المعارضة"، مشيرا في حديثه لـ"عربي21"؛ إلى رغبة جامحة من ملتقطيها لحب الظهور، على حساب هذه العبارات التي تداولتها كل وكالات الأنباء العالمية، وخصوصا عبارة "راجعين يا هوا".

الناشط الإعلامي ماجد عبد النور، عقب على الصور قائلا: "لقد علمتنا الثورة أن نقول: لا، ونتغنى بهذه الكرامة والأنفة والعزة التي ملكناها، لأنها نعمة لا يعطيها الله للجميع"، وفق قوله.

وكتب على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "لن يعرف قيمة هذه الشعارات أولئك العبيد، الذين يلاحقون كتابات الأحرار من مكان لآخر على جدران حلب، يتصورون السيلفي ويضحكون ويهزأون من شعارات تعاطف معها كل أحرار الدنيا".

وختم عبد النور تدوينته قائلا: "لقد وقف العالم الحر لهذه العبارات احتراما، لأننا كتبناها وأردناها واقعا لنا ولهم، لكي نحيا بكرامة وعزة في بلد أنهكه الفساد والظلم والاستبداد، ولكن عقولهم المريضة التي تربت في بيت مخبر لأدنى عنصر مخابرات لم تستوعب ما كتبناه وما أردناه لهذا البلد".


حسين مرتضى وسيلفي مع شتيمة له