أفاد ضابط في
الجيش العراقي بانسحاب القوات العراقية "مؤقتا" من مستشفى حكومي داخل مدينة
الموصل في الطرف الجنوبي من شرق المدينة، بعد يوم من توغلها في تلك المنطقة نتيجة هجمات
تنظيم الدولة.
وقال النقيب مهدي كاظم، الضابط في الفرقة المدرعة التاسعة، إن "تشكيلات من الجيش انسحبت اليوم من داخل مستشفى السلام التعليمي، جنوب شرق الموصل، بعد هجمات عنيفة من قبل التنظيم".
ووفق كاظم فإن "تعليمات صدرت بالانسحاب بعد قضاء ليلة كاملة بالقتال مع تنظيم الدولة الذي كان يحاصر المستشفى من أكثر من محور"، مستدركا بالقول إنه "انسحاب مؤقت، وسنعود مجددا بعد إعادة الخطط والتنظيم".
وفي وقت سابق اليوم، قتل ثلاثة جنود عراقيين وأصيب 43 شخصا بينهم 19 مدنيا، في هجمات انتحارية شنها مسلحو تنظيم الدولة على الفرقة التي كانت تتحصن داخل مستشفى السلام التعليمي، قبل الانسحاب.
وأمس الثلاثاء، تمكنت القوات العراقية من دخول مستشفى السلام التعليمي، أحد أكبر المستشفيات الحكومية الأربعة بالموصل، بعد اقتحام حيي "الوحدة" و"سومر"، إلا أنها لم تقم بتحريرها بالكامل، وهو أول توغل لها في الأحياء الجنوبية الشرقية منذ بدء معركة التحرير يوم 17 تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وفي الأحياء الشرقية للمدينة، قال نائب قائد المهام الأولى لجهاز مكافحة الإرهاب العميد الركن حيدر العبيدي، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب (تابعة للجيش) عثرت اليوم، على مخبأ كبير للأسلحة والعتاد تابع للتنظيم، في حي الزهور.
وأوضح العبيدي أن "المخبأ يضم قذائف هاون وعددا كبيرا من صواريخ 107 وأسلحة متنوعة أخرى".
من جهته، قال رئيس أركان الفرقة التاسعة العميد شاكر كاظم، إن "التقدم حاليا في حي السلام" الواقع على بعد حوالى كيلومترين من نهر دجلة الذي يفصل بين جانبي المدينة، "لكن الوضع حرج اليوم لأن المعارك عنيفة".
وأضاف: "سيطرنا على مستشفى السلام الذي يعد مركز قيادة تنظيم الدولة، ومن المفترض أن نواصل تقدمنا باتجاه الجسر الرابع للالتقاء بقوات مكافحة الإرهاب".
وأوضح أنه "بوصولنا إلى نهر دجلة، ينتهي واجب الفرقة التاسعة".
وذكرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة، بحسب ما نقلت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الجهاديين شنوا خمس هجمات انتحارية بسيارات مفخخة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وتحدثت عن تعرض قوات الجيش التي حوصرت داخل المستشفى إلى
خسائر كبيرة.
ولم يكشف القادة الأمنيون العراقيون عن أعداد ضحايا المواجهات الأخيرة في صفوف القوات العراقية.
وتقدمت القوات العراقية في الأحياء الشرقية بالموصل، في حين طوقت قوات أخرى المشارف الجنوبية والشمالية، وأغلقت قبل 10 أيام الطريق الواقع إلى الغرب، لكن تقدمها تعرقله موجات من الهجمات المضادة من تنظيم الدولة المسيطر على المدينة منذ عام 2014.