يترقب قطاع واسع من
اليمنيين، تنفيذ توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي لقيادة
الجيش الوطني، التي مضى على صدورها أيام عدة، وذلك بتعزيز جبهات القتال المستعرة في محافظة
تعز (جنوب اليمن) بمستلزمات الحسم السريع للمعركة مع المتمردين
الحوثيين وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح.
وجاءت توجيهات هادي عقب القرارات العسكرية التي أصدرها الأسبوع الماضي، وأطاح بقائدي المنطقتين الأولى (مقرها حضرموت) والرابعة (مقرها في عدن) واستبدلهما بآخرين، وهو ما رفع من سقف التوقعات بأن"معركة تعز باتت خيارا محسوما لدى حكومة هادي".
توجيهات تلامس الواقع
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، فيصل علي أن الحديث عن تعزيزات عسكرية للجبهات في أثناء الحروب، غير موفق من الناحية العسكرية، كونها تفتح الأبواب للتكهنات وتدعو إلى تراخي الجبهات، وتدعو العدو إلى سرعة التعامل مع الوضع الجديد.
وقال في حديث لـ"
عربي21" إنه إذا كانت توجيهات الرئيس هادي فعلية بحسم معركة تعز، فيجب أن تتحول إلى واقع ملموس قبل الإعلان عنها إعلاميا".
وأكد علي أن معركة تعز اليوم مفصلية في هذه الحرب التي قاربت على العامين. مشيرا إلى أن من ينتصر في تعز يحسم الحرب لصالحه. حسب وصفه.
ولفت السياسي اليمني إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أن معسكر هادي هو الذي سيخرج منتصرا في تعز، فلا سبيل لتحقيق انتصارات حوثية؛ نظرا لأنها تمثل "حاضنة جمهورية"، وعلى النقيض من ذلك؛ "الطائفية غير مرغوب بها عند سكان هذه المدينة المحاصرة".
واعتبر فيصل علي أن الحديث عن تعزيزات "للاستهلاك الإعلامي لا غير"، على اعتبار أن الجيش الوطني منذ انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، يخوض حربا دفاعية عن تعز، ضد المتمردين الحوثيين وكتائب صالح. موضحا أن الهجوم على جبهات العدو لا يعتبر هجوما بالمعنى الحرفي، كون الجبهات في التماس، والمعارك تتخذ طابع الكر والفر وحرب شوارع غير ثابتة.
وعلل لجوء الجيش في تعز إلى الدفاع بعد أيام من هجومه الواسع على مواقع الطرف الآخر، بأنه قد يكون تكتيكا لاستقبال الحشود الجديدة القادمة من الجبال البعيدة، (في إشارة إلى تعزيزات الحوثي القادمة من مناطق الشمال)، لتتمكن القوات الحكومية المدربة جيدا من جرها إلى مربعاتها حتى يتم سحقها.
حذار من الخذلان مجددا
من جهته، أكد عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية، فهد سلطان أنه لم يعد هناك خيار أمام الرئيس هادي والشرعية بشكل عام، سوى أن تتوجه إلى دعم تعز، وعلى الأقل مواكبة ما يجري على الأرض من عمليات تحرير تنجزها المقاومة والجيش بجهود متواضعة وذاتية.
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21" أنه على ما يبدو أن القيادة الشرعية لا تريد أن ينجز التحرير في تعز دون أن تكون مشاركة فيه بصورة مباشرة، وخصوصا في فصله الأخير؛ لأثرها السلبي فيما بعد في حال غاب دورها".
وأوضح سلطان أن المخاوف حقيقية من عدم وصول الدعم العسكري الذي وعد به هادي، كما هو المعتاد في تصريحات سابقة لم يجر تنفيذها.
وحذر عضو المنتدى السياسي في الوقت ذاته، من تكرار الوعود نفسها التي قطعت في السابق؛ لأن وضع تعز هذه المرة، سيكون أكثر سوءا، بالنظر إلى الخذلان الذي مورس على المدينة منذ أشهر طويلة يتجاوز العام والنصف أو من خلال الجراح التي فتكت بها، على الرغم من أن الشرعية والتحالف قادران على فعل أي شيء بهذا الخصوص. على حد قوله.
وأطلق الجيش اليمني في تعز، عملية عسكرية منتصف الشهر الجاري، تمكن من خلالها من تحقيق إنجازات عسكرية ملحوظة، انتزع عددا من المواقع الاستراتيجية من قبضة كتائب الحوثي وصالح، لكن المعركة لم تنته في ظل حشد الطرف الأخير لتعزيزات ضخمة باتجاه المدينة، بهدف استعادة ما خسره من مواقع.