سياسة عربية

الجيش يسيطر على أحياء بالموصل ويقترب من ضفة دجلة (فيديو)

الجيش العراقي أعلن تحرير حيين جديدين شرق المدينة (أرشيفية)- أ ف ب
أعلن الجيش العراقي، السبت، السيطرة على حيين جديدين داخل مدينة الموصل من الجهة الشرقية، إثر معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة، في حين قال قائد عسكري في الجيش إنه يبعد أقل من ثلاثة كيلومترات من نهر دجلة، الذي يفصل شقي المدينة.

وقال قائد حملة تحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، عبر بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الدفاع "سيطرت، السبت، على حيي الأوربجية والقادسية الثانية (شرق الموصل) بعد قتل العشرات من الإرهابيين"، مضيفا أن القوات العراقية "تطوق حي عدن (شرق الموصل)"، ومنوها إلى "تدمير 9 عجلات (سيارات) مفخخة (بالموصل) بالتنسيق مع الطيران العراقي وطيران التحالف"، دون مزيد من التفاصيل. 

وتوغلت القوات العراقية قبل أيام في شرق مدينة الموصل التي يقطنها نحو 1.5 مليون شخص، وتحولت أزقة وشوارع المدينة من الناحية الشرقية إلى ساحة معارك عنيفة منذ ذلك الوقت. 

وبالإضافة إلى الحيين اللذين تمت السيطرة عليهما، فقد تمكنت القوات العراقية خلال الأيام الماضية من فرض سيطرتها بنحو تام على حي الزهراء (صدام سابقا)، فيما تفرض سيطرتها بنحو جزئي على حيي "الانتصار" و"القدس"، شرق المدينة، بحسب وكالة "رووداو" الكردية للأنباء.

وكانت وزارة الدفاع العراقية، أعلنت في بيان، سيطرتها على أكثر من 140 قرية وناحية وقضاء وحي ومنطقة، في محيط مدينة الموصل وداخلها، منذ انطلاق العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. 

ثلاثة كيلومترات عن دجلة

في سياق متصل، قال قائد عسكري عراقي، مساء السبت، إن قوات الجيش تبعد حاليا ثلاثة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر "دجلة" الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين.

وفي تصريحات للتلفزيون العراقي، قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، القائد في جهاز مكافحة الإرهاب (التابع للجيش)، إن "قوات مكافحة الإرهاب دمرت 100 مركبة مفخخة خلال خمسة أيام من المعارك في المحور الشرقي للموصل".

وأضاف الساعدي أن "قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي لا تبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن حافة النهر الشرقية، بينما تبعد قواتنا نحو خمسة كيلومترات عن النهر"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية ستدخل الساحل الأيمن (الغربي) من المدينة بعد الانتهاء من تحرير أحياء الساحل الأيسر (الشرقي) والبالغة 50 حيا".

في الوقت نفسه، قالت خلية الإعلام الحربي، التابعة للجيش العراقي، إن القوات حققت تقدما، السبت، في جميع محاور العمليات العسكرية في الموصل.

وقالت الخلية في الإيجاز العسكري لعمليات السبت، إن "قوات الفرقة المدرعة التاسعة ضمن المحور الجنوبي الشرقي، تمكنت من التوغل في أحياء الانتصار وجديدة المفتي والشيماء والسلام ويونس السبعاوي، إلى جانب تطهير كافة القرى في منطقة شمال الزاب الكبير".

وأضافت أن "قوات الفرقة 16 من الجيش تواصل تطهير المناطق المحررة، فيما استكملت قوات الشرطة الاتحادية ضمن المحور الجنوبي الغربي تطهير المباني والطرق من العبوات الناسفة".

وأفاد أن "قوات مكافحة الإرهاب ضمن المحور الشرقي، تمكنت من تطهير أحياء الأوربجية والقادسية الأولى وعدن والبكر والذهبية".

نمرود الأثرية

وقال بيان عسكري، الأحد، إن القوات العراقية انتزعت السيطرة على بلدة نمرود الآشورية الأثرية التي سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة قبل عامين.

وقال البيان إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تحرر ناحية نمرود بالكامل وترفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".

وتقع بلدة نمرود على بعد كيلومتر غربي أطلال المدينة القديمة.

47 ألف نازح

إنسانيا، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، السبت، ارتفاع أعداد النازحين من قرى محافظة نينوى إلى 47 ألفا، منذ انطلاق عمليات استعادة مدينة الموصل، مركز المحافظة، من تنظيم الدولة. 

وقال ضياء صلال، مدير عام دائرة الفروع بالوزارة، في البيان، إنهم استقبلوا السبت، 3027 نازحا من مناطق حي 90، والساحل الأيسر، وقراج بمحافظة نينوى، وقضاء الحويجة بمحافظة كركوك، وجرى نقلهم إلى مخيم حسن شام، شرقي الموصل، ومخيم ديبكة (جنوب شرقي الموصل)، فضلا عن مخيم الجدعة بناحية القيارة. 

وأضاف أن "أعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى بلغت 47 ألف نازح".

وكانت الأمم المتحدة قالت الخميس، إن أعداد النازحين جراء العمليات العسكرية لتحرير الموصل، ارتفعت إلى 45 ألف شخص. 

وتوقعت منظمات دولية نزوح نحو مليون شخص خلال الحملة العسكرية، وتسود المخاوف بشأن ما ستؤول إليه أوضاع المدنيين، واحتمال استخدامهم دروعا بشرية من قبل تنظيم الدولة.

تدمير دبابة

من جانبها، بثت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة، مقطع استهداف دبابة "أبرامز" أمريكية، للجيش العراقي، قرب منطقة حمام العليل، جنوبي الموصل.

ويظهر المقطع استخدام تنظيم الدولة لصاروخ حراري مضاد للدروع، أدى إلى "إعطاب" الدبابة، بحسب ما يظهر مقطع "أعماق".


ويشارك في عمليات السيطرة على الموصل 45 ألفا من القوات التابعة لحكومة بغداد، من الجيش والشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وحرس نينوى (سني)، إلى جانب "البيشمركة" (قوات الإقليم الكردي بشمال العراق).. كما أن الحملة العسكرية تحظى بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.