طرح وصول
حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" إلى السواحل السورية في البحر الأبيض المتوسط تساؤلات حول الهدف من الإضافة الجديدة على القوة الروسية في
سوريا وشكلها في ظل حديث عن نية روسية لتوجيه ضربة عسكرية إلى
حلب وإنهاء وجود المعارضة المسلحة فيها.
وكانت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية قالت نقلا عن مصدر عسكري روسي إن المقاتلات الروسية على متن "الأميرال كوزنيتسوف" بدأت عمليات الإقلاع والهبوط وتستعد لتنفيذ طلعات فوق سوريا.
وأشار المصدر العسكري الروسي إلى أن المقاتلات من طراز "ميغ-29" و"سوخوي-33" تستعد لتنفيذ طلعات استطلاعية لدراسة مسرح العمليات تمهيدا لبدء الضربات ضد من وصفهم بالإرهابيين.
ويرى مراقبون أن الحاملة الأخيرة للطائرات الروسية تعتزم توجيه ضربات جوية عنيفة لا تقتصر على حلب التي تدور فيها عمليات الآن بل تتعداها إلى مناطق أخرى خاصة أن "الأميرال كوزنيتسوف" تحمل على متن صواريخ ذات مديات كبيرة ومدمرة.
الخبير العسكري السوري العميد أحمد الرحال قال إن الحاملة الروسية الجديدة "جاءت لهدف واحد وهو صناعة مجزرة شبيهة بمجزرة غروزني في الشيشان في تسعينيات القرن الماضي في مناطق ريف حلب إدلب وريفها".
وأوضح الرحال لـ"
عربي21" أن "الأميرال كوزنيتسوف" تحمل على متنها قاذفات قنابل بالإضافة إلى حملها لصواريخ مدياتها كبيرة تصل إلى 3 آلاف كلم قادرة على إحداث دمار كبير في الريف الحلبي وفي إدلب وريفها.
وأشار إلى أن تواجد المعارضة شرق حلب يقتصر على مسلحين لا يحملون أسلحة ثقيلة قادرة على تهديد النظام لكن الهدف بلا شك هو إنهاء أي مظاهر معارضة داخل تلك المنطقة وربما تهدف
روسيا لإفراغ المنطقة من السكان.
وشدد على أن مصدر الإزعاج للروس ليس في شرق حلب بالدرجة الأولى بل إن التهديد للنظام موجود في الريف الحلبي وإدلب وريفها حيث تسيطر المعارضة على كامل تلك المناطق وتملك أسلحة يمكن أن تغير من ميزان القوى في معارك حلب.
ولفت إلى أن الروس يسعون لتدمير قوة المعارضة في تلك المناطق قبل اقترابهم من حلب وتهديد المنطقة الغربية منها الواقعة تحت سيطرة النظام وفقدان حلب بالكامل.
وحول الحديث الدائر عن أن تواجد الحاملة الروسية قبالة سواحل سوريا يأتي لهدف استعراضي قبيل تصديق الدوما الروسي على إقامة قاعدة بحرية روسية في طرطوس، قال الرحال إن هذه الإجراءات شكلية بالنسبة للروس فهم القوة الحاكمة لسوريا ولا يمكن للأسد أن يعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يمليه من أوامر على الساحة الروسية ولذلك تواجد الحاملة هدفه عسكري بحت وليس للاستعراض.
ويرافق "الأميرال كوزنيتسوف" مجموعة السفن الحربية الروسية التي تضم في قوامها حاملة الطائرات والطراد الذري الثقيل "بطرس الأكبر" وفرقاطة "الأميرال جريجوروفيتش" تمهيدا لعمل عسكري بحسب متحدث روسي.
وتشير مواقع روسية إلى أن الحاملة مخصصة لتدمير الأهداف البحرية الكبرى وحماية التشكيلات البحرية من الهجمات، فضلا عن توجيه ضربات إلى أهداف برية وتحمل على متنها خلال قيامها برحلات بحرية طائرات "سوخوي -27" أو"سوخوي-33" ومروحيات "كا-27" أو"كا-29" البحرية.
الضرب في سوريا والرسائل للخارج
من جانبه قال المحلل السياسي السوري محمد النعيمي إن روسيا على ما يبدو تهدف إلى إفراغ حلب من أي وجود للمعارضة من خلال الحشودات الجديدة على السواحل السورية.
وقال النعيمي لـ"
عربي21" إن وصول الحاملة يحمل كذلك رسائل لكل من تركيا وعدد من الدول في المنطقة التي لها مصالح استراتيجية في سوريا بأن الساحل السوري منطقة تدار من قبل روسيا وعملية استعراض عضلات أمام كل الأطراف التي لها مصلحة هناك.
وأضاف النعيمي: "على الرغم من أن الضرب والتدمير والقتل داخل سوريا إلا أن رسالة وصول الحاملة هي للخارج والدول المحيطة المعارضة للتدخل الروسي في سوريا".
وأشار إلى أن الحديث عن توجيه ضربة لحلب لإنهاء وجود المسلحين فيها غير صحيح، إذ إن شرق حلب يقطن فيها ربع مليون مدني وعدد المسلحين فيها بالمئات ولا يوجد بها سلاح ثقيل وروسيا تسعى لتهجير المدنيين عبر قصف المدينة بعنف أكبر مما شهدته الفترة الماضية.
ولفت النعيمي إلى أن الروس الآن يستبيحون سوريا من كل جهاتها فالقاعدة الجوية في حميميم لم يكونوا بحاجة لإذن من النظام السوري لإقامتها، كذلك وصول حاملة الطائرات إلى السواحل السورية وبدء طلعات جوية في الأجواء وبالتالي وصول حاملة الطائرات للسواحل السورية هو تعزيز لفرض الأمر الواقع والذي يقول إن الروس هم المتحكم بالقرار في دمشق وليس بشار الأسد.
وشدد على أن النظام السوري الآن خرج من معادلة الرفض والموافقة على وجود قوات أجنبية على أرضه وتحول الروس بسبب ضعفه وسماحه لهم بالتدخل إلى قوة احتلال تمارس ما تريد دون أن يكون للنظام القدرة على معارضتها.