أثار بيان نائب رئيس الجمهورية السابق بمصر، محمد
البرادعي، جدلا واسعا بين نشطاء التواصل الاجتماعي، والإعلاميين من مؤيدي الانقلاب على الرئيس الشرعي
محمد مرسي.
وأصدر البرادعي بيانا الثلاثاء، عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك" كشف فيه أن انسحابه من المشهد السياسي باستقالته من منصبه؛ جاء بسبب فض اعتصام "رابعة العدوية" المؤيد لمرسي بالقوة.
ديمقراطية على "وحدة ونص"
وعقب الصحفي سلامة عبدالحميد على بيان البرادعي قائلا: "عرض مرسي رئاسة الوزراء على البرادعي، فرفض، ثم وافق على منصب نائب الرئيس بعد الانقلاب، وكان يعمل على عدم إكمال مرسي مدته.. ديمقراطية على وحدة ونص".
وأضاف أن "البرادعي نسي أنه اعترف بأنه قضى الأشهر الستة التي سبقت الانقلاب؛ في الترويج له حول العالم".
من جهته؛ قال رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان، إن "تبرئة البرادعي لموقفه مما جرى بعد 3 يوليو؛ فعلها
السيسي نفسه أكثر من مرة"، مشيرا إلى أنه "ثمة إدراك لدى الجميع بأن الخراب الذي تعيشه مصر بدأ من تلك اللحظة".
وقال الباحث السياسي باسم خفاجي، إن "مذبحة الحرس كانت في 8 تموز/ يوليو، والبرادعي قبل بمنصب نائب الرئيس في 14 يوليو، ما يعني أنه أقر بشرعية القتل والانقلاب"، مضيفا أنه "إنْ أراد أن يتوب عن خطيئته؛ فليعتذر، ولكنه يتهرب".
وأوضح خفاجي أنه لا يشكك في "وطنية" البرادعي، "فقد كان مخلصا لمصر، وأخطأ أخطاء فادحة، منها أنه أقر بسكوته عن مذبحة الحرس، وقبِلَ بعدها بمنصب نائب رئيس"، وقال: "هو جزء من الانقلاب، ويجب أن يعتذر".
أما نائب رئيس حزب الوسط محمد محسوب؛ فقال إن "كل من وثق بالسيسي خَدَعه، والسهل في المشهد هو اعتبار كل مراجعة مادة لإحياء خلافاتنا، والصعب هو الإقرار بالخطأ واصطفاف الجميع لمواجهة ما جنته أيديهم".
وقال رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، إن تصريح البرادعي "يكشف جانبا موثقا من جرائم السيسي، ويؤكد أن الانقلاب لم يمرَّر حتى الآن، وأن الأيام القادمة تحمل المزيد.. لكن يبقى أن نوحد صفوفنا".
وعقب الناشط السياسي تقادم الخطيب، بالقول إن "ما ذكره الدكتور البرادعي صحيح، لكنه لم يذكر كيف قامت جبهة الإنقاذ بصياغة بيان تأييد خطاب السيسي (مهلة 48 ساعة)".
من جانبه؛ قال الحقوقي هيثم أبو خليل، إن "البرادعي تذكر بعد 40 شهرا أن يخرج بيان توضيح بسبب ما وصفه بالانحطاط الذي يمارس ضده، لكن ما حدث من مجازر وانتهاكات لعموم الشعب؛ لم يلفت انتباهه، ولم يحتج منه إلى توضيح".
وذهب الكاتب الصحفي وائل قنديل إلى القول بأن "شهادة البرادعي تضع السيسي وعصابته تحت طائلة الجنائية الدولية؛ لو أن هناك عدلا في هذا العالم".
دفاع عن البرادعي
بدوره؛ قال السياسي الليبرالي حازم عبد العظيم، الذي كان أحد مؤيدي 30 يونيو، إن "قليلا من الرجال يستطيع أن ينشر شهادته وهو حي، ورغم تأخرها شكرا للدكتور البرادعي، وأرجو أن تتقبل اعتذاري عن فترة ضبابية اختلط فيها الحق بالباطل".
وأضاف: "لو كان البرادعي كاذبا كما يقولون؛ أليس من الأسهل للكاذب من باب المصلحة؛ أن يستمر مع النظام؟ لو فعل ذلك لكان له حيثية، وكان من المرضي عنهم".
والتمس الصحفي محمود رفعت للبرادعي العذر، قائلا إن "الدكتور البرادعي قامة، لكن له أخطاء مثل كل البشر، وعلينا أن نفرق بين أن يكون الخطأ بقصد، مثل ما يفعل السيسي، فيصبح جرما، وبين أن يكون نابعا عن سوء تقدير، فيبقى خطأ مجردا".
مهاجمون من مؤيدي الانقلاب
وشن عدد من مؤيدي الانقلاب هجوما على البرادعي، فوصفه المتحدث الاعلامي باسم حملة "تمرد" حسن شاهين، بأنه "كاذب بكل ما تحمله الكلمة من معانيها"، مخاطبا إياه بالقول: "كذبك هذا لن يغير شيئا، بل سيزيد من احتقارك في أعيننا".
وقال مسؤول الاتصال السياسي في حملة "تمرد"، عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي المصري، محمد عزيز: "بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو، أقول بضمير مستريح؛ إن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب، وليس حتى خلافا في الرأي، وإنما كذب بمعنى كذب".
وأضاف في "بوست" مطول له على "فيسبوك"، إن "البرادعي هو من رفض إجراء استفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكنا معه في ذلك، وأصررنا على العزل الفوري لمرسي (...) وكان البرادعي مصرا على العزل المباشر، وليس استفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
وأوضح عزيز أن "البرادعي أكد لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أنه يعلم أن اعتصام رابعة فيه سلاح، بل طلب منها أن تركب معه طائرة عسكرية ليريها بنفسه أماكن تواجد السلاح"، مؤكدا أن البرادعي "حضر اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي اتخذ فيه قرار فض الاعتصام".
دفاع وهجوم عبر "التوك شو"
واحتل بيان البرادعي مساحة من برامج "التوك شو" أمس، حيث دافع رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، رفعت السعيد، عن البرادعي، فقال في مداخلة عبر فضائية "TEN"، إن "محمد البرادعي كان في جبهة الإنقاذ ضد أن ننطق بحرف واحد نطالب فيه بإسقاط حكم محمد مرسي".
وهاجم الأمين العام السابق للحزب المصري الديمقراطي، أحمد فوزي، البرادعي، خلال مداخلة ببرنامج "بتوقيت مصر" المُذاع على قناة "التلفزيون العربي" واصفا إياه بـ"الساذج أو الكذاب".
وقال المذيع المؤيد للانقلاب، أحمد موسى، إن "البرادعي مستمر في ترديد الأكاذيب عن القوات المسلحة"، ناعتا إياه بـ"الجاسوس والخائن والعميل".