لكن المرصد أورد عددا أقل بكثير للقتلى قائلا إن 11 شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجروح. وقال مسؤولون من الإدارة التي يقودها الأكراد وتدير أغلب مناطق شمال شرق سوريا إن عشرات قتلوا.
ومما يزيد الأمور تعقيدا وصف الجيش السوري الضربات التي شنتها تركيا بأنه "اعتداء سافر" وقال إنه سيسقط أي طائرات حربية تركية تدخل المجال الجوي السوري.
وقال مسؤول أمريكي بارز في وزارة الدفاع إن المجموعات التي استهدفتها المقاتلات التركية ليست هي نفسها التي تدعمها الولايات المتحدة لكنها كانت مقربة من مقاتلين تعمل معهم واشنطن وصديقة لهم.
ولدى سؤاله عما إذا كان قلقا في ضوء تلك الضربات الجوية بشأن تفكك تحالف الولايات المتحدة مع تركيا قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) "بالنظر إلى تركيا... شراكتنا قوية جدا في حملة مواجهة الدولة الإسلامية."
وأضاف كارتر الذي من المقرر أن يزور تركيا غدا الجمعة "نحن نعمل مع الأتراك الآن بنجاح كبير لمساعدتهم على تأمين منطقتهم الحدودية."
وساندت الولايات المتحدة القوات الكردية في قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية مما أغضب أنقرة التي ترى وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا.
وتخشى تركيا أن تحاول وحدات حماية الشعب الربط بين ثلاث مناطق حكم ذاتي كردية ظهرت إلى الوجود خلال الحرب الدائرة منذ خمس سنوات لإقامة جيب يحكمه الأكراد في شمال سوريا مما يعزز آمال الانفصاليين الأكراد على أراضيها.
وقال الجيش التركي إن خمس قذائف أطلقت من داخل منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا -وتقع إلى الغرب من المناطق التي استهدفها القصف الجوي- لتسقط في أرض فضاء في إقليم خطاي التركي اليوم الخميس وإنه تم الرد عليها بمدافع هاوتزر.
وقالت وكالة أنباء هاوار الموالية للأكراد إن الجيش التركي قصف قرى قرب عفرين خلال الليل. وأظهرت لقطات قالت إنها أعمدة دخان تتصاعد من الجانب السوري من الحدود. وأضافت الوكالة إن هناك قتلى وجرحى من جراء القصف الذي تم بنحو 44 قذيفة هاوتزر على الأقل.
وقال الجيش أيضا أن 21 من مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا في عمليات في إقليم هكاري في جنوب شرق تركيا حيث اشتعل العنف منذ تخلي حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار العام الماضي.
* "لن ننتظر"
هذه الضربات الجوية هي الأعنف على وحدات حماية الشعب منذ أن شنت تركيا حملتها العسكرية داخل سوريا قبل شهرين. وجاءت بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن تركيا قد تتصرف بشكل منفرد للقضاء على أعدائها في الخارج.
وقال إردوغان في كلمة ألقاها أمس الأربعاء "من الآن فصاعدا لن ننتظر حتى تأتي المشكلات وتطرق بابنا لن ننتظر حتى نجد النصل على رقابنا لن ننتظر حتى تأتي الجماعات الإرهابية لمهاجمتنا."
وقال المرصد إن القرى التي تعرضت للقصف هي حسياء وأم القرى وأم الحوش. وتقع على مسافة نحو 30 كيلومترا غربي الباب آخر بلدة كبيرة مازال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب سوريا.
ودخلت تركيا - وهي أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد- الصراع السوري في أغسطس آب مستخدمة قوتها المدرعة والجوية لمساعدة فصائل الجيش السوري الحر المعارض للاستيلاء على أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود.
لكن تدخلها يهدف كذلك إلى منع قوات سوريا الديمقراطية من كسب المزيد من الأراضي. وكانت القوات تتقدم شرقا صوب الباب وهي البلدة التي تسعى القوات المعارضة المدعومة من تركيا لانتزاعها من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الجيش التركي إن ضرباته الجوية دمرت تسعة مبان وعربة مدرعة وأربع مركبات أخرى تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية. (إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)
هذه إنجازات "درع الفرات" حسب رئاسة الأركان التركية
محلل عسكري: الروس يرفضون أي تدخل بخططهم في سوريا
نائب قائد الحرس يشبّه سوريا والعراق بالأحواز.. ويلعن..