انتقدت جبهة
فتح الشام الكلمة الأخيرة للمهندس مهند المصري "أبو يحيى الحموي"، أمير حركة
أحرار الشام، التي تحدث فيها عن آخر مجريات قضية الحركة مع جماعة
جند الأقصى.
وردّت "فتح الشام"، عبر متحدثها الرسمي "حسام الشافعي"، على عدة نقاط تحدث بها الحموي، في كلمته التي نُشرت مساء الأربعاء.
الحموي اتهم في كلمته "جند الأقصى" بتخزين السلاح و"القعود عن قتال الكفار إلا قليلا"، مضيفا أنهم سعوا لشق الصفوف؛ عبر انسحابهم من "جيش الفتح"، وإشغال عناصرهم بـ"نشر الغلو في الساحة"، وفق قوله.
وقال الحموي إن "المكاتب الأمنية للفصائل تتبعت مصادر العبوات والسيارات المفخخة والاغتيالات، فثبت أن غالبيتها صادرة عن جند الأقصى، وبحماية من قادتها".
وأضاف: "فضلا عن أنهم أصبحوا قنوات عبور لأوليائهم الخوارج في الرقة"، في إشارة إلى انتقال العديد من عناصر "جند الأقصى" إلى تنظيم الدولة.
وبحسب الحموي، فإن إنهاء "جند الأقصى" كان ضرورة أجمعت عليها الفصائل، مبينا أن أحرار الشام والفصائل التي ساندتها تمكنوا من القضاء على جند الأقصى، "ولم يعد لهم راية تخفق، ولا مقرات بالغلو تنعق"، وفق قوله.
وتابع: "ماضون في استئصال شأفة الغلو، ولو تستروا بأي شعار"، كما وصفهم بـ"الشرذمة النجسة"، وتوعد بالانتقام ممن قتل القيادي في الحركة "أبو منير الدبوس".
حسام الشافعي، بدوره، انتقد وصف الحموي لعناصر جند الأقصى بـ"الشرذمة النجسة"، في إشارة إلى أنهم باتوا أعضاء في جبهة فتح الشام.
وقال الشافعي إن "فتح الشام" تمكّنت خلال 48 ساعة من إيقاف إطلاق النار بين الطرفين، وإطلاق سراح عشرات الأسرى من كلا الطرفين أيضا، إضافة إلى تشكيل محكمة واستلام الحواجز الأمنية.
وتابع: "كل ذلك تم في أقل من 48 ساعة بفضل الله، بعد حملة تجييش كبيرة، وانطلاق الطلقة الأولى لحرب كانت ستحرق الساحة برمتها وتطلق رصاصة الرحمة عليها".
ووصف الشافعي كلمة "أبو يحيى الحموي" بـ"التصعيدية"، متابعا: "يظهر للمستمع من أول وهلة أن المعركة كانت ستنتهي، وأن تلك الجماعة أبيدت، إلا أن فتح الشام آوت تلك (الشرذمة النجسة) -على حد وصفه- وحمتها، والحقيقة أن المعركة كانت في بدايتها، ولم تحسم لطرف دون آخر، والمعطيات كانت تشير لحرب استنزاف طويلة لا تحمد عقباها".
وتابع: "استنفدت فتح الشام كافة المحاولات لإيقاف الاقتتال، وتواصلت مع الطرفين، إلا أن أحرار الشام لم ترض بمحكمة البتة، رغم ضمانة الجبهة للجند".
وأرجع الشافعي سبب القبول السريع لبيعة "جند الأقصى" إلى "مشاهدتنا لطبول الفتنة تدق، والمحرشين في سعار وتحريض شديد، وفقد السيطرة قد أوشك!".
وبعد أن سرد الشافعي الشروط التي وضعتها "فتح الشام" أمام "جند الأقصى" للانضمام إليه، من تقديم المتورطين للمحكمة، ونبذ الغلو، وغيره، قال: "أمام هذه الشروط -التي رضوا بها- لا يجوز إطلاق حكم الخارجية والنجاسة عليهم كما جاء في كلمة الشيخ".
وتابع: "إن كان يقصد بذلك الخوارج منهم فلا بأس، وعذرا أيها الشيخ الكريم، فإننا لم نقبل بيعة (شرذمة نجسة)، بل مجاهدين أطهار سمع الجميع بصولاتهم في معركة تحرير إدلب".
وأكد الشافعي: "لن نقبل بيعة خارجي، أو مجرم، أو من عليه دعاوى في الدماء والأموال، ومرد كل أولئك للمحكمة الشرعية، لتفصل في حالهم".
وطالب الشافعي بضرورة "التهدئة والسكينة، ليأخذ القضاء مجراه بعيدا عن التشويش والتخويف الذي ربما يفشله أو يحرفه، أو التصعيد الذي يوغر الصدور، ويفسح للمحرشين مدخلا ينفذون من خلاله، فنعود للمربع الأول لحرب طويلة".
وفي سياق متصل، قال الشافعي إن "هناك العديد من المشاريع والمؤامرات بحاجة لفتوى الاسئتصال وغضبة الحليم، إنها المشاريع الأمريكية، واتفاقات الاستسلام، والحكومات المؤقتة، والمكاسب السريعة على حساب دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا وصبرهم".
وبيّن الشافعي أن "التحصين الخارجي ليس بأقل أهمية من التحصين الداخلي، فالحكمة والتوازن مطلوبان في كل وقت وحين، يحدوها شرع ربنا سبحانه".
ورغم تأكيد الشافعي على الروح الأخوية التي تربطهم بأحرار الشام، إلا أن الداعية السعودي عبد الله المحيسني، القاضي الشرعي في "جيش الفتح"، استنكر حديث الطرفين.
وقال المحيسني إن "قطبي الجهاد الشامي في حالة عتاب علني رسمي، كم يؤسفنا ذلك، وما أحوج الساحة اليوم لأقوام تغريداتهم مفاتيح للخير مغاليق للشر، فأولئك طوبى لهم".
وتابع: "ما أحوجنا أن نلين إذا رأينا إخواننا قد شدّوا، والمتابع لكم من الأمة الإسلامية ليسوا فقط العشرات من المغردين، بل فئات من الصامتين الذين يقرأون ويسجلون، ويأخذون انطباعاتهم عنكم، ويرونكم من دون التأثر بالأجواء المشحونة ".
وحذّر المحيسني من أسماهم "المحرشون"، بأن "أيّ شرارة تخرج ستشعل الساحة دما، ولن يكون ثمة منتصر، لا لمن يحبون، ولا لمن يكرهون، فالمنتصر الوحيد هو عدوهم الذي سفك مئات الآلاف من دماء أهليهم".
وختم قائلا: "ويل لمن كانت كلمته وتغريدته سببا لدمار الساحة".