دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إلى توخي الحذر في عملية تحرير مدينة
الموصل من تنظيم الدولة.
كما حذر من أنَّ ارتكاب أي خطأ في العملية سيتسبب بتحويل مئات آلاف المدنيين إلى لاجئين، ولن تقتصر تداعيات ذلك على العراق فحسب، بل على كل دول المنطقة.
وقال قالن في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في القصر الرئاسي بأنقرة: "من أجل تجنب الوقوع في أي خطأ، ينبغي اتخاذ أعلى درجات الحيطة في كل خطوة يتم الإقدام عليها، ووضع كل الخطط بدقة كاملة".
وأعرب عن قلق
تركيا الكبير من مشاركة منظمة "بي كا كا" المسلحة في عملية تحرير الموصل من جهة سنجار.
وجدد التأكيد على أن تركيا "ليس له أي أطماع أو أجندة خفية" في الأراضي العراقية، واعتبر أن يعتقد غير ذلك فهو "يضمر نوايا سيئة ويتصرف على أساسها، أو مخدوع".
وأردف قائلا: "لدينا عدو مشترك في العراق، وهو داعش، وعلى هذا الأساس تركيا مدّت يد العون للعراق لمحاربة التنظيم، وعلى العراق تقييم ذلك جيدا".
وأضاف: "سواء حول بعشيقة (معسكر تدريبي للجيش التركي قرب الموصل) أو أي مسألة أخرى، أجرينا سلسلة من المحادثات مع العراق، ونحن دائما مع حل المشاكل العالقة عن طريق المباحثات".
وحول سوريا، أكد قالن أنَّ المعارضة المعتدلة قادرة على محاربة "داعش" حال توفر لها الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
في إشارة إلى المساحات الكبيرة التي تمكن "الجيش السوري الحر"، من استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة في إطار عملية "درع الفرات".
وبين قالن أنَّ الانتصارات التي حققها "الجيش الحر"على تنظيم الدولة "تنهار أمامها أسطورة انتشرت في فترة ما مصدرها أمريكي بأن القوة الأكثر فاعلية على الأرض في قتال تنظيم الدولة هي ي ب ك)، (الجناح العسكري لتنظيم "ب ي د" الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" المسلحة).
وشدّد على أنَّ تركيا لن تسمح مجددا لتنظيم الدولة بالعودة للمناطق التي تم استعادتها في إطار عملية "درع الفرات" ليس من أجل الأمن القومي التركي فحسب بل من أجل المدنيين السوريين الذين يحتمون بتلك المنطقة (شمالي حلب).
وحول تحرير الرقة شمالي سوريا، حذّر قالن من أن تركيا لن تشارك في عملية تحرير مدينة الرقة (شمالي سوريا) حال مشاركة تنظيم "ي ب ك" بها.
وقال إن مشاركة تركيا في هذه الحالة سـ"تُعد بمثابة اعتراف" بهذا التنظيم.
وحول منظمة فتح الله
غولن، حذر المتحدث التركي الدول التي تأوي أتباع المنظمة، وقال إن هذه المنظمة لا تشكل تهديدا على تركيا فحسب، بل على الأمن القومي للدول التي تنتشر فيها.
وبشأن تعيين سفير تركي في دولة
الاحتلال "إسرائيل"، قال المتحدث التركي: "أعتقد أن تبادل السفراء بين البلدين سيتم في غضون أسبوع أو عشرة أيام المقبلة".
وحول سعي تركيا لامتلاك منظومة دفاع جوي، قال قالن: "مع استمرار التهديد الأمني الداخلي والخارجي في منطقة تشهد أعمال إرهابية، لا يوجد شيء طبيعي أكثر من امتلاك تركيا لمنظومة دفاع صاروخي".
وأضاف: "لدينا مبدأ مع أي دولة شريكة نريد الحصول منها على المنظومة، يتمثل بشروط تتعلق بالسعر والتسليم والتصنيع المشترك، وهذه شروط واضحة وموضوعية".
واستطرد: "أي دولة تحقق هذه الشروط سنتعاون معها بشأن منظومة الدفاع الصاروخي، والسيد رئيس الجمهورية (رجب طيب أروغان) بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإطار العام لهذا الملف، في لقائهما الأخير بإسطنبول (على هامش قمة الطاقة)، وتوافقا حول ذلك، والجهات المعنية ستتابع الموضوع".