نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للكاتب دين عبيد الله، تحدث فيه عن حملة يقوم بها ناشطون
مسلمون لحث المسلمين الأمريكيين في أمريكا على الإدلاء بأصواتهم في
الانتخابات الأمريكية.
ويقول عبيد الله إن الحملة تتضمن خطبة جمعة تم توزيعها على المساجد، هي الأولى من نوعها في أمريكا، حيث تحث الخطبة المسلمين على التصويت في الانتخابات، وتدعو من لم يسجل للتصويت لأن يقوم بذلك في أقرب فرصة، وذلك لإسماع صوتهم.
ويضيف الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، أن "صوت الجلبة، التي قد تسمعونها نتيجة هذا التحرك، ستكون من مؤيدي
ترامب، فإن قدرة المسلمين على ترجيح الكفة في الولايات، التي يقطنها عدد كبير من المسلمين، مثل فلوريدا وبنسلفانيا وميتشيغان، كافية لإرعابهم، ومما سيزيدهم قلقا التوقع بأن المسلمين سيشاركون بقوة في هذه الانتخابات، حيث قالت ليندا صرصور، وهي إحدى الأشخاص الذين يقودون هذا العمل بأن (مشاركة المسلمين في هذه الانتخابات ستكون غير مسبوقة)".
ويتابع عبيد الله قائلا: "قبل أن يخبركم ترامب أو (فوكس نيوز) شيئا مغايرا، فإن هذا المشروع ليس من بنات أفكار هما عابدين، وليس مؤامرة سرية لفرض قانون الشريعة عبر الانتخابات، لكن المنظمة التي تقف خلف هذا المشروع هي منظمة (صوتي المسلم)، وهي منظمة غير حزبية (تركز على الرفع من مشاركة الناخبين المسلمين عام 2016)".
ويبين الكاتب أن "مواد هذا المشروع تتضمن نموذج خطبة جمعة عنوانها (واجب المسلمين في الإدلاء بأصواتهم)، وتأمل هذه الخطبة، التي تعتمد على مبادئ إسلامية، بتشجيع المسلمين على المشاركة في الحياة السياسية في أمريكا، حيث تقول: (لا يكفي منا بصفتنا مجتمعا مسلما أن نصلي، ونصوم، ونحج، وأن نهتم بأنفسنا وعبادتنا، في الوقت الذي نهمل فيه ما يدور حولنا.. يجب علينا أن نشارك.. يجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي دون فعل شيء عندما نرى الخطأ)".
ويشير عبيد الله إلى أن "المسلمين الأمريكيين زادوا في مشاركتهم في السنوات الأخيرة، وذلك لسبب مهم، فقد رأينا العديد من المرشحين الجمهوريين يشيطنون المسلمين، وجاء ترامب وفعل هذا على مستوى لم يسبقه إليه أحد، كما رأينا جهودا لحرماننا من حقوقنا الدستورية، مثل (فتح الملفات بناء على الديانة)، الذي ينتهك البند الرابع من الدستور، بالإضافة إلى صعوبة بناء المساجد، الأمر الذي ينتهك البند الأول من الدستور".
ويستدرك الكاتب بأن "هذا المشروع أخذ مشاركة المسلمين في الانتخابات إلى مستوى جديد، حيث قام المسلمون مع بداية الخريف بحملة تسجيل الناخبين، وبمشروع الخطبة هذا انتقلوا إلى مستوى أبعد".
ويؤكد عبيد الله أن "ما يقوم به المسلمون الأمريكيون اليوم لا يختلف عما قامت به الأقليات، التي شاركت في العملية السياسية، لمقاومة محاولات التهميش التي تعرضت لها، وكوني مولودا لأم إيطالية كاثوليكية وأب فلسطيني مسلم، فأنا مدرك تماما للتعصب الأعمى ضد الأقليات الدينية في الماضي، فأجدادي الكاثوليك عانوا معاناة شديدة في بداية القرن العشرين من التمييز بسبب دينهم، وحتى عام 1960 عندما ترشح جون كندي للرئاسة، فإن البعض قال وبصوت عال إنه بصفته كاثوليكيا لن يكون مخلصا لأمريكا، لكنه سيأخذ أوامره من البابا".
ويستدرك الكاتب بأن "الكاثوليك شاركوا بقوة في السياسة، ما مكنهم من الوقوف في وجه تلك الرواية، ووصلنا إلى مرحلة لا يمكن فيها لأحد حتى أن يلمح بأن المرشح الديمقراطي لنيابة الرئيس تيم كين –وهو كاثوليكي ملتزم– قد يكون أقل ولاء لأمريكا بسبب دينه".
ويلفت عبيد الله إلى أن "نجاح الأقليات الأخرى في الانتصار على الكراهية من اليهود إلى الكاثوليك يعطينا الأمل، ويعطينا نموذجا نتبعه، وكما قالت صرصور: (رأينا استخدام منابر الكنائس تاريخيا تستخدم لبناء قوة سياسية في المجتمعات، والمسلمون يفعلون ذلك اليوم بطرق مشابهة)، كما أن رئيس الأصوات الأمريكية المتحدة وأحد من سيلقون
خطبة الجمعة (اليوم) أحمد بدير، يعتقد بأن (الطريق الوحيد لوقف التعصب ضد المسلمين واعتبار مجتمعاتنا كبش الفداء هو التصويت بأعداد كبيرة، والمشاركة في العملية السياسية)، وأنا أتفق معه تماما".
ويقول الكاتب إن "البعض قد يستغرب بأن المعارضين لمشاركة المسلمين في الحياة السياسية الأمريكية لا يقتصرون على المتطرفين اليمينيين، بل بينهم أناس مثل ميشيل باتشمان، وموقع Brietbart.com حيث يقولون إن أي وجود ملموس للمسلمين في السياسة الأمريكية هو تهديد لها، وفي الواقع هناك مسلمون محافظون جدا يحرمون مشاركة المسلمين في الديمقراطية الأمريكية، أو (الولاء) لغير المسلمين، ومع أنني شخصيا لم أر شخصا يحمل هذه الآراء، إلا أن آخرين رأوا ذلك، ولذلك فإن خطبة الجمعة تتعامل مع هذا الموضوع".
وينوه عبيد الله إلى أن "الخطبة تشدد على أن كل صوت يهم، وتشير أيضا إلى أن (المسلمين أثروا في مجرى الانتخابات في الماضي)، وضربت مثالا على ذلك انتخابات عام 2000، حيث (صوت المسلمون بشكل كبير لصالح بوش .. ومنحوه ولاية فلوريدا)، كما تشير إلى مثال أقرب، حيث تقول: (وبالمثل، صوت المسلمون في الانتخابات الأولية في ميتشيغان بشكل كبير لصالح بيرني ساندرز، ولذلك فاز ساندرز في ميتشيغان بسبب أصوات المسلمين)".
ويخلص الكاتب إلى القول إن "مشروع حشد أصوات المسلمين لا يدعم مرشحا بعينه، لكن الواقع هو، ومع استثناءات قليلة، أن المسلمين معارضون لترامب؛ بسبب شيطنته لمجتمعنا وأقليات أخرى، والأمل هو أنه بمشاركة المسلمين في الحياة السياسية من التصويت إلى جمع التبرعات إلى الترشح سنكون قادرين على أن نمنع وصول ترامب آخر إلى السلطة إن شاء الله".