أكد رئيس السلطة
الفلسطينية،
محمود عباس، أن تحقيق المصالحة التاريخية مع
إسرائيل "يقتضي اعترافها بالنكبة التي حلت بفلسطين"، وكذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما "نعترف بدولة إسرائيل"، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد عام 2017 لحل القضية الفلسطينية.
وقال عباس، خلال كلمة ألقاها بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، الخميس، إنه "كان من المفترض أن يؤدي اتفاق أوسلو إلى قيام دولة فلسطينية لكن إسرائيل تنصلت من التزاماتها..". وأضاف: "إسرائيل شكلت مجموعات إرهابية تحرق وتقتل عائلات بأكملها، وتدمر الممتلكات وتقتلع الأشجار التي تعتبر مورد رزق للفلسطينيين".
وأكد أن "تحقيق مصالحة تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقتضي بأن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن
النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني الأمر الذي سيفتح صفحة جديدة للتعايش.."، وطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عما لحق به من جراء وعد بلفور الذي وصفه بـ"المشؤوم".
وانتقد أبو مازن تشريع
الاستيطان الذي تنفذه "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال: "إن مثل هذا التشريع سيشكل خرقا فاضحا وصارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وتساءل: "من الذي يمارس التطهير العرقي؟".
وحذر رئيس السلطة الفلسطينية مما تقوم به الحكومة الإسرائيلية "من تنفيذ لخطط توسعها الاستيطاني الذي سيقضي على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 67..".
وقال: "إن الاستيطان غير شرعي جملة وتفصيلا.. من البداية للنهاية، ولذلك سوف نقوم بطرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، ونقوم الآن بمشاورات مكثفة مع الدول العربية والصديقة بهذا الشأن".
ودعا الدول العظمى لعدم استخدام "حق الفيتو ضد هذا المشروع".
وأوضح أبو مازن أن "التمييز العنصري الذي تطبقه إسرائيل حاليا على الفلسطينيين يختصر واقعا يوميا من خلال تقديم جميع التسهيلات للمستوطنين على أرضنا المحتلة بما في ذلك توفير تراخيص البناء للمساكن والمصانع والمشاريع الاقتصادية، والبنية التحتية من شبكات طرق وكهرباء ومياه، في الوقت الذي يمنع فيه الفلسطينيون، أصحاب الأرض، من التصرف فيها، كما تصدر الأوامر العسكرية الإسرائلية لمنع استعمال الفلسطينيين غالبية أرضهم..".
ولفت إلى أن دولة الاحتلال "تستمر في حصار قطاع غزة، وتغيير هوية وطابع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وتعتدي على مقدساتنا المسيحية والإسلامية وبخاصة المسجد الأقصى..".
وأكد أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية لعب بالنار".
ودعا أبو مازن المنتظم الدولي إلى توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وتساءل: "إذا لم توفروا أنتم لنا الحماية الدولية فمن الذي سيوفره لنا؟ لم تستطع الأمم المتحدة أن توفر لنا الحماية الدولية..".
وكشف "عباس" عن محاولة إسرائيل التهرب من المؤتمر الدولي للسلام الذي أجمعت عليه غالبية دول العالم "والذي نأمل في أن يفضي لوضع آلية وسقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية التي تنص أيضا على حل عادل ومتفق علبيه في قضية اللاجئين"، آملا من "جميع دول العالم دعم عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام.."، على حد تعبيره.
وشدد أبو مازن على أن الاعتراف بإسرائيل ليس مجانيا، وعليها أن تعترف من جانبها بدولة فلسطين، وقال: "نحن نعترف بإسرائيل ولكن على إسرائيل أن تعترف بدولة فلسطين، وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولتنا، لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وسلام وحفظ للجوار، كل منهما في حدود آمنة ومعترف بها..".
وأوضح أبو مازن أن "خصومتنا وتناقضنا هما مع الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا.. نحن نحترم الديانة اليهودية لأنها ديانة سماوية..".
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية، في ختام كلمته "الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد عام 2017 لحل القضية الفلسطينية".