شهدت
الانتخابات البرلمانية في الأردن، الثلاثاء، نسب إقبال ضعيف مقارنة بالانتخابات السابقة، إذ بلغ عدد الناخبين المشاركين نحو مليون ونصف المليون، من أصل أربعة ملايين و130 ألفا ممن يحق لهم الانتخاب، أي ما نسبته 37 في المئة تقريبا.
لكن أعداد المقترعين في الانتخابات ارتفعت عن انتخابات عام 2013، بمقدار 350 ألف ناخب، إلا أن النسبة العامة للمشاركة بالمجمل كانت أقل.
وبحسب مراسل "
عربي21"، فقد عانت المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء وإربد، من تدن في نسب التصويت، إذ لم تتجاوز نسبة المقترعين فيها أكثر من 23 في المئة، وهي النسبة الأدنى على مستوى المملكة.
وظهر ذلك بشكل جلي في العاصمة عمان، في الدائرة التي تعد أكثر سخونة في تاريخ الانتخابات في المملكة، وهي الدائرة الثالثة، التي كان يطلق عليها الأردنيون اسم دائرة "الحيتان".
وكان لافتا، انخفاض نسبة التصويت في الدائرة الثالثة في العاصمة عمّان، التي عدّت الأدنى من حيث نسب التصويت، فهي لم تتجاوز الـ18 في المئة.
وبذلك تكون عمّان قد سجلت أدنى نسبة اقتراع على مر تاريخها الانتخابي.
وشهدت محافظة الزرقاء أيضا نسبة اقتراع متدنية، بنسبة 25 في المئة من مجموع الناخبين.
يشار إلى أن عدد من يحق لهم التصويت وهو 4 ملايين و130 ألفا، يوجد منهم خارج البلاد ما يقرب من مليون مغترب لا يحق لهم التصويت.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخاب قامت بتمديد التصويت في كل من عمان والزرقاء وإربد لمدة ساعة.
ومن المفارقات أن عمان تضم مليونا ونصف المليون ناخب، في حين أنه العدد ذاته تقريبا لمجمل عدد المقترعين في عموم المملكة.
وتضم المحافظات الأردنية الكبرى الثلاث، ما نسبته 68 في المئة من مجمل أعداد المقترعين على مستوى المملكة.. ففي إربد 750 ألف ناخب، والزرقاء نحو 580 ألف ناخب وفي عمان مليون ونصف المليون ناخب، بحسب ما نشرته الصحافة الأردنية.
وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فإن الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب، جهاد المومني، قال إن الهيئة لم تعلن بعد أي نتائج رسمية.
وأضاف في اتصال مع التلفزيون الأردني فجر الأربعاء، أن لجان الفرز أنهت فرز الصناديق في بعض الدوائر، وسيتم تدقيق النتائج من اللجنة المختصة بالهيئة المستقلة للانتخاب وإعلانها مباشرة.
وأكد أن كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسائل إعلام أخرى غير دقيق، حول نتائج التصويت، وأنه سيصار إلى إعلان النتائج في مؤتمر صحفي، حال الانتهاء منها وتدقيقها.
وبيّن المومني أنه سيتم إعلان نتائج كل دئرة انتخابية على حدة حال الانتهاء من فرز صناديقها وتدقيقها من قبل اللجنة المختصة التابعة للهيئة.
952 انتهاكا خلال الاقتراع
من جهته، أصدر فريق "راصد" لمراقبة الانتخابات النيابية في الأردن "غير رسمي"، تحليلا نهائيا أشار إلى 952 حادثة وانتهاكا خلال العملية الانتخابية، توزعت، بحسبه، على مخالفات وملاحظات عدة، من أهمها "التصويت العلني، وطرد المراقبين المحليين من غرف اقتراع، وتعطل الرابط الإلكتروني في بعض مراكز الاقتراع"، إضافة إلى أعمال شغب ومشاجرات، وتوقف الاقتراع في بعض المراكز أثناء المدة القانونية للانتخابات.
وسجل "راصد" وجود دعايات انتخابية يوم الاقتراع، وتعطيل كاميرات خاصة بالفرز، وعدم جاهزية بعض مراكز الاقتراع مع ما يتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت إلى "رصد حالات تصويت جماعي في بعض مراكز الاقتراع، وعدم مطابقة أوراق اقتراع مع عدد المقترعين في الكرك".
أحداث عنف
من جانبه، أصدر تحالف "نزاهة" لمراقبة الانتخابات (غير رسمي)، تقريره التقييمي أيضا، عن أداء العملية الانتخابية التي بدأت الثلاثاء، مبينا أن مراكز الاقتراع أغلقت في الأوقات المحددة لها سواء تلك التي شملها التمديد أو تلك التي لم يتم فيها تمديد الاقتراع، وسط أجواء مشحونة في عدد من الدوائر.
وقال إن ذلك نتيجة أحداث عنف قام بها أنصار عدد من المرشحين، إذ تم تسجيل حالات عنف في دائرة بدو الوسط، خاصة في مركزي بطمة ورجم الشامي ونتج عنها قيام أشخاص بتكسير صندوقي اقتراع وتدخلت الأجهزة الأمنية بكثافة للسيطرة على الموقع وحماية باقي الصناديق.
وتم تسجيل حالتي هجوم على مركز تجميع النتائج في دائرة مادبا وإطلاق عيارات نارية نتج عن أحدها إصابة أحد مرتبات الدرك.
ووفق "نزاهة"، لم يسمح رؤساء اللجان في غالبية المراكز للمراقبين، وفي بعض الأحيان لمندوبي المرشحين بتسجيل النتائج التي تم تعليقها على أبواب غرف الاقتراع، كما أن عملية الفرز في غرف الاقتراع استمرت حتى ساعات الفجر، ما نتج عنه بداية متأخرة في تجميع النتائج على مستوى الدوائر.
ولفت إلى أنه باستثناء دوائر العقبة وجرش ومعان والطفيلة وإربد الثالثة، فإن عملية التجميع في باقي الدوائر لا تزال مستمرة حتى صباح اليوم.
وشهدت بعض مراكز التجميع احتجاجات من قبل مرشحين على الأرقام المجمعة خاصة في دائرتي مادبا وعمان الخامسة، وفي الأخيرة غادر مرشحون القاعة متوعدين بتقديم شكوى للمدعي العام بحجة التلاعب في النتائج، كما سادت حالة من الفوضى في دائرة بدو الوسط نتيجة الحديث عن احتمالية إعادة الاقتراع في عدد من الصناديق المفقودة والتي لا يزال التحقيق بشأنها جاريا.