يقود عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب
العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، مرشحي حزبه لانتخابات مجلس النواب المزمع عقدها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، فيما تمت تزكية اسمين مثيرين للجدل، هما الداعية السلفي
حماد القباج، ورجل الأعمال
سمير عبد المولى.
وأعلن حزب العدالة والتنمية
المغربي عن ترشيح رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، وسبعة وزراء بالحزب في الحكومة الحالية، للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 7 أكتوبر/تشرين أول المقبل.
وكشفت الأمانة العامة لحزب "المصباح" عن أسماء وكلاء لوائح الحزب في 74 دائرة محلية من أصل 92 دائرة بالبلاد، فيما أرجأت البت في القائمتين الوطنيتين للشباب والنساء، و18 دائرة محلية إلى موعد لاحق.
وتبلغ عدد الدوائر الانتخابية المحلية في المغرب 92 دائرة يتم الانتخاب فيها بالاقتراع اللائحي، وتتراوح عدد مقاعد القوائم المحلية بين 2 و5 مقاعد، تنتخب محليا، إضافة إلى قائمتين وطنيتين، واحدة للنساء وتضم 60 امرأة، وأخرى للشباب الأقل من 40 سنة من الذكور والإناث، تضم 30 مقعدا.
لوائح المرشحين
قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في بيان لها، ترشيح عبد الإله بن كيران، للمرة الخامسة وكيلا (رئيسا) للائحة (قائمة) الحزب في دائرة "سلا تابريكت" بمدينة سلا قرب الرباط.
كما قرر الحزب ترشيح سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، ووزير خارجية المغرب السابق، بمدينة المحمدية (قرب الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب).
ويتقدم عبد القادر عمارة وزير الطاقة والمعادن لائحة الحزب بدائرة "سلا المدينة"، وعبد العزيز عماري، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وعمدة مدينة الدار البيضاء (كبرى مدن المغرب) سيقود لائحة الحزب بالحي المحمدي بهذه المدينة.
ويترأس مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، لائحة إقليم (محافظة) سيدي بنور (وسط).
وتزعم إدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، لائحة حزبه بدائرة فاس، بينما يقود الحسن الدوادي، وزير التعليم العالي، لائحة الحزب بإقليم (محافظة) بني ملال (وسط).
ورشح الحزب عزيز رباح، وزير التجهيز، على رأس لائحة الحزب في مدينة القنيطرة (قرب الرباط)، ونجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، وكيلا للائحة بمدينة طنجة (أقصى الشمال).
ويقود عبد الله بوانو، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي) لائحة الحزب في مدينة مكناس (وسط).
الرميد وباقي الوزراء
وقررت الأمانة العامة للحزب ترشيح جميع وزراء الحزب في الحكومة، باستثناء وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، الذي تذهب التكهنات إلى أنه لن يتم ترشيحه بسبب إشرافه على
الانتخابات رفقة وزير الداخلية.
هذا ولم يعلن بعد عن ترشيح الوزيرتين، بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والأسرة والمرأة، وجميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي، وسط تكهنات بأن يتم ترشيح الوزيرتين في إحدى الداوئر 18 المتبقية.
سمير.. ضحية التحكم
اختارت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ترشيح سمير عبد المولى، العمدة السابق لمدينة طنجة شمال المغرب، وصيفا لوكيل اللائحة الوزير محمد نجيب بوليف، أحد رجال الأعمال الذي وجد نفسه محاصرا بالمشاكل المالية والأحكام القضائية، منذ قرر الالتحاق بحزب العدالة والتنمية.
سمير عبد المولى الذي انتخب عمدة لمدينة طنجة في 2009 باسم حزب الأصالة والمعاصرة، استقال وغادر الحزب في سنة 2011 حيث أعلن التحاقه بحزب العدالة والتنمية نقيض الحزب الأول.
ويعد ترشيح سمير باسم العدالة والتنمية رسالة من الحزب إلى رجال الأعمال من أنه لا يتخلى عمن قرر مقاومة "الدولة العميقة" أو "الموزاية" أو "التحكم" كما يسمى في المغرب.
القباج.. الوجه السلفي
رشح حزب العدالة والتنمية الناشط السلفي، غير المنتمي سابقا للحزب، حماد القباج على رأس لائحة العدالة والتنمية في دائرة "جليز" بمراكش (جنوب).
وأثار ترشيح القباج جدلا بين السلفيين المغاربة، بين مؤيد ومعارض، حيث دافع فريق عن القرار، واعتبروا أن "الهدف يتعلق بمزاحمة المفسدين في المدينة من خلال تقديم وجه مشهود له بالصلاح والورع، فضلا عن قاعدة شعبية هائلة للقباج بين أبناء المدينة الحمراء، ما يرجح فوزه في الانتخابات المقبلة".
وعبر فريق آخر عن "مفاجأته" و"رفضه" للقرار، معتبرين "دخول القباج في اللعبة السياسة قرار خاطئ في الوقت الراهن، لأن هذا المجال مليء بالمؤامرات والدسائس"، داعين الشيخ السلفي إلى "تسخير وقته للدعوة والتربية لأنه أنفع للشعب من دخوله للبرلمان".
قرار ترشيح داعية سلفي باسم حزب العدالة والتنمية، يندرج في سياق صراع الحزب مع خصومه الذين يسارعون الوقت لتوظيف الصوت "السلفي" ضد الحزب الذي يقود الحكومة، سواء من خلال ابتزاز "السلفية التقليدية"، أو فتح بعض الأحزاب على معتقلي "السلفية الجهادية" المفرج عنهم.
وكان القباج من أشهر تلاميذ زعيم "السلفية التقليدية" بالبلاد، الشيخ عبد الرحمن المغراوي، الذي تدعمه السعودية، قبل أن يبتعد عنه بسبب تباين المواقف من الربيع الديموقراطي والثورات العربية، حيث أيد القباج المظاهرات الشعبية، في حين رفضها شيخه المغراوي.