الغارديان: كان الأجدر أن تقود ابتهاج محمد بعثة أمريكا في ريو
عربي21 - حسين أبوسرحان05-Aug-1608:15 PM
شارك
ابتهاج محمد هي أول رياضية مسلمة تنضم للبعثة الأمريكية للألعاب الأولمبية - أرشيفية
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية؛ إنّه كان من الأجدر أن تقود الفتاة المُحجبة "ابتهاج محمد" البعثة الأمريكية وتحمل العلم الأمريكي في حفل افتتاح أولمبياد ريو 2016، مشيرة إلى أنّ مثل هذا الحدث كان من المفترض استغلاله من أجل التأكيد أنّ أمريكا لا تُمارس العنصرية، وأنه تستطيع فتاة مسلمة أن تقود بعثة رياضيين أمريكيين مكونة من 500 رياضي.
وأشارت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمه "عربي21"، إلى أنّ الخيار الثاني لحمل العلم الأمريكي، يتمثل في الرياضي المشهور مايكل فيلبس، الرياضي الأكثر تحقيقا للأرقام الأولمبية في أمريكا، والحاصل على 18 ميدالية ذهبية في تاريخه، وهو في الواقع أكبر سنا من "ابتهاج محمد"، لكن الألعاب الأولمبية أيضا تعالج أمورا أكثر من مجرد نجومية وشهرة الرياضيين، مثل التعريف بالحضارات والثقافة، وتقديم أفكار جديدة، كما قالت الصحيفة.
وذكرت "الغارديان" أنّ "ابتهاج محمد" التي جاءت من نيوجيرسي، والتي حققت حلمها في التواجد في الأولمبياد وهي ترتدي الحجاب، ربما لا تملك الشهرة الرياضية، ولا تملك حتى إمكانيات لتحقيق ميداليات في الأولمبياد، لكن كان من الأجدر أنْ تقود البعثة الأمريكية وترفع العلم الأمريكي، لتكون في المقدمة، "ونوجه رسالة للعالم حول أمريكا، التي تتصاعد منها أحاديث عنصرية ومتعصبة في ظل الحملات الانتخابية".
وأكدت الصحيفة أنّ "فيلبس" يستحق بكل تأكيد رفع العلم وقيادة البعثة الأمريكية، لو كانت هذه الأولمبياد أي أولمبياد أخرى، ولو أنها جرت في أي عام آخر، لأنه حقق العديد من الإنجازات الرياضية، ويفتخر به كل أمريكي. "وبرغم أحقيته التي لا يشك بها اثنان، إلا أنه ذكر في المؤتمر الصحفي بأنه بكى عندما تم إخباره باختياره لرفع العلم الأمريكي في حفل الافتتاح هذا المساء".
لكن الصحيفة أوضحت أنّ هذه الأولمبياد ليست أي أولمبياد، وكانت أمريكا بحاجة إلى إظهار صورتها الحقيقية فيها، والتي شوهها أحاديث المرشح الرئاسي دونالد ترامب. وأشارت إلى أنّ "الكثيرين يقولون إنه يجب ألا تختلط السياسة بالألعاب الأولمبية، وهذا هو السبب الذي جعل الرياضيين يصوتون لاختيار فيلبس، لكن الأولمبياد دائما كانت تحمل أهدافا سياسية، وتهدف إلى تحسين البنية التحتية وزيادة الحركة الاقتصادية وغيرها من الأهداف، أثناء اختيار مكان إقامة الأولمبياد".
وشددت الصحيفة على أنّ اللجنة الأولمبية الأمريكية تفهم ذلك، ولهذا صرفت الأموال الطائلة من أجل تدريبات المشاركين في ريو، لأنها تعلم بأنّ الأنظار تتجه نحو أمريكا لقوتها، وستكون فعلا تحت أعين الناس وأنظارهم، وتصرفات الرياضيين هناك ستعكس وجه دولتهم، ولهذا فإنّ تواجد الرياضيين الأمريكيين مهم، ومنهم "ابتهاج مُحمد"، التي لن تكون مخفية عن الأنظار في البرازيل، بحسب الصحيفة.
ونقلت "الغارديان" عن "ابتهاج محمد"، قولها في آذار/ مارس الماضي؛ إن "الأوضاع السياسية في العالم اليوم صعبة، والمسلمون تحت المجهر، وأرغب بتغيير نظرة العالم تجاه الإسلام والمرأة المسلمة". وقالت أيضا: "هذا بلدي، ووطني، أنا عشت هنا وعائلتي كانت هنا دائما، وأنا جزء من أمريكا، وأمريكية، هذا ما أعلمه جيدا".
وأوضحت الصحيفة أنه "كان من المفترض أن يرى العالم أمريكا على حقيقتها خلال الأولمبياد، من خلال ابتهاج محمد، والرياضيون الأمريكيون اختاروا خيارا موفقا عندما اختاروا فيلبس ليقود البعثة، لكن في هذه الأولمبياد، لم يختاروا الخيار الأمثل، وخسرنا فرصة كانت بيدنا".