صحافة دولية

دبلوماسيون بريطانيون يعرضون تقييما متشائما لترك "الاتحاد"

بازفيد: دبلوماسيون بريطانيون شعروا بالصدمة من نتيجة الاستفتاء - أ ف ب
ذكر موقع "بازفيد" أن الدبلوماسيين البريطانيين يخشون على موقع بلدهم ودوره على المسرح الدولي، بعد تصويت يوم الجمعة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويقول الموقع إن "بريطانيا بتاريخها الإمبريالي الطويل، ومقعدها الدائم في مجلس الأمن، عادة ما تمارس دورا أكبر من حجمها الدبلوماسي، وبحجم الدور ذاته الذي تؤديه روسيا والصين، وليس كتلك الإمبرياليات التي اختفت، مثل البرتغال وهولندا".

ويستدرك التقرير بأن تصويت يوم الخميس، الذي شهد خروج بريطانيا من نادي الاتحاد الأوروبي، المكون من 28 قبل التصويت على الخروج، شهد في الوقت ذاته بروزا لبريطانيا، التي تنظر لنفسها على أنها واحدة من أكثر الدول المؤثرة في المسرح الدولي.

ويذكر الموقع أن دبلوماسيين بريطانيين يعملون في أنحاء متفرقة من العالم، شعروا بالصدمة من نتيجة الاستفتاء، حيث قال دبلوماسي ذو خبرة طويلة في عاصمة عربية: "نشعر بخيبة الأمل والصدمة، ولا نصدق ما حدث"، ويضيف: "نحن دوليون من ناحية النظرة، ونريد أن نؤدي دورا كبيرا في كل شيء، وتعودنا أن نؤدي الدور من خلال الاتحاد الأوروبي خلال 40 عاما الماضية".

وينقل التقرير عن دبلوماسي بريطاني بارز آخر، عمل سابقا في الشرق الأوسط، قوله: "دعنا نكن صادقين، (الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي) ليس إيجابيا من ناحية موقفنا الدولي".

ويعلق الموقع بأن الدبلوماسيين البارزين تحدثا بناء على شرط عدم الكشف عن اسميهما، حيث طلبت وزارة الخارجية والكومنولث من الدبلوماسيين عدم التعليق على ما جرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن الدبلوماسي العامل في العاصمة العربية قال إن "التوجه الحزبي هو أن نبقى محايدين"، وأضاف: "قد تكلم الناس، ومهمتنا هي التوصل إلى أفضل صفقة ممكنة". 

ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن دبلوماسي حالي، قوله إن نظراءه الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كانوا يعزون زملاءهم البريطانيين، حيث وصف ردة الفعل على الاستفتاء بأنها جاءت على النحو الآتي: "يا إلهي، إنها مثل الخازوق، ولكن حاولوا عبور هذه الأزمة".

ويشير الموقع إلى أن البرلمان يجب أن يصادق على رحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تحتاج عملية إنهاء فك الارتباط لعامين تقريبا، لافتا إلى أنه سيخفف نفوذ بريطانيا في كتلة من الدول التي استطاعت البقاء متحدة وفاعلة نسبيا، في ظل أحداث كبيرة، مثل التفاوض لحل أزمة الملف النووي الإيراني، وثورات الربيع العربي، واجتياح روسيا لأوكرانيا. 

ويلفت التقرير إلى أن تأثير الاتحاد الأوروبي قد لا يظهر للعيان، خاصة في القضايا التي لا تحظى باهتمام إعلامي، خاصة جهوده عام 2010 من أجل ترضية الأطراف المتنازعة في ساحل العاج، بهدف التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية. 

وينقل الموقع عن دبلوماسي بريطاني عمل في غرب أفريقيا، قوله: "أعتقد أن رحيل بريطانيا يعني خسارة تأثيرها في مجموعة مهمة"، وأضاف أن "العقوبات والوحدة، التي أبدوها خلال أزمة ساحل العاج مثلا، كانت جزءا مهما من الرد الدبلوماسي والضغط". 

ويجد التقرير أن بريطانيا ستظل قوة دولية داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، مشيرا إلى أنه حتى إن خفت قوتها قليلا، فإن لديها سلكا دبلوماسيا قويا نوعا ما، وخبيرا في اللغات الأجنبية، بالإضافة إلى جيش يعد إلى جانب جيوش الولايات المتحدة وروسيا والهند والصين أقوى خمسة جيوش في العالم، حيث إنها على خلاف الدول الأوروبية الصغيرة، لا يعتمد جيشها أو سلكها الدبلوماسي بشكل كامل على عضويتها في الاتحاد الأوروبي. 

ويورد الموقع نقلا عن دبلوماسي بريطاني عمل سابقا في الشرق الأوسط قوله: "بنينا هذه القوة قبل انضمامنا للاتحاد الأوروبي بفترة طويلة".

ويقول الدبلوماسي الذي يعمل حاليا في الشرق الأوسط إن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيسهل من عمله، ويضيف أنه "بطريقة أو بأخرى، إنه نوع من التحرير، ولن نحتاج إلى الاتفاق على كل قضية مع 27 دولة أخرى، ونستطيع التوصل إلى نتيجتنا الخاصة، وإصدار بيانات"، مشيرا إلى أن هناك لقاءات دورية وطويلة بين دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في البلد ذاته، حيث يقول: "لا نتوصل إلى اتفاقيات في هذه اللقاءات إلا نادرا، وقد تستمر هذه اللقاءات لساعات طويلة، وتنتهي إلى كل من السفيرين البريطاني والفرنسي، اللذين يخبران البقية بما حدث"، بحسب الموقع.

ويفيد التقرير بأن هذه اللقاءات المملة تظل مفيدة في الدول والمناطق المتميزة بميزات تاريخية ولغوية، حيث إنه في أمريكا اللاتينية، يمكن للدبلوماسيين الإسبان تقديم رؤيتهم الخاصة، لافتا إلى أن إيطاليا قادت الجهود في التعامل مع الأزمة الليبية، كما كان لألمانيا تميز على غيرها في علاقتها مع الكرملين في روسيا، حيث يقول الدبلوماسي الذي يعمل في غرب أفريقيا: "في غرب أفريقيا الفرنسية، حيث لا يوجد فيها لبريطانيا المستوى ذاته من التأثير، كما يقول الفرنسيون، فإن هذا يعطينا القدرة على أن نكون جزءا من المسؤولية".  


ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى قول الدبلوماسي: "حتى أكون صادقا معك، دائما ما كنت من المعجبين بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك لقاءاته، التي لم تكن محبوبة لدى الدبلوماسيين البريطانيين، ومثل مسابقة يورفيجين، فإننا سنفتقد الاتحاد الأوروبي إن ذهبنا بعيدا عنه".