كتب موقع "آفتاب"، المقرب من حكومة الرئيس
الإيراني حسن روحاني، تحليلا عن العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا تحت عنوان "نهاية الأيام السعيدة بين إيران وروسيا".
وقال موقع "آفتاب" إن "إهداء الرئيس بوتين دبابة إسرائيلية لنتنياهو، كان قد اغتنمها الجيش السوري أثناء اجتياح لبنان، كانت رسالة صاخبة تقول بأن التدخل الروسي في المشرق العربي ليس من صالح أي طرف من أطراف النزاع بالمنطقة، بل تدخلت
روسيا على أساس حسابات روسية واقعية بعيدا عن المعتقدات الأيديولوجية"، بحسب الموقع الإيراني.
وحول التدخل الروسي بسوريا، قال "آفتاب" إن "قوة روسيا في هرم النظام الدولي الحالي لا تقل عن أي قوة إقليمية في الشرق الأوسط، ومن حيث التطبيق فإن لديها خيارات عديدة للتأثير على الأطراف الإقليمية المتصارعة بالمنطقة"، موضحا أن "التدخل العسكري الروسي في
سوريا جاء من هذا الباب وموسكو أساسا خططت للعودة إلى المنطقة لتحقيق التوازن في إطار النظام الدولي، في ظل انسحاب أمريكي من المنطقة".
وأضاف موقع "آفتاب" أنه "منذ الأسبوع الأول من التدخل الروسي العسكري في سوريا، فقد أثبتت جميع الدلائل أن روسيا تخطط للبقاء لفترة طويلة وليس بشكل عابر في سوريا، لأن حجم ونوع المعدات التي نقلتها القوات الروسية إلى مدن الساحل السوري كانت أوسع وأكبر من المعدات اللازمة للعمليات الروسية المعلنة، وهي الحرب ضد الإرهاب".
"على الأرض وفي السماء"
وأكد الموقع الإيراني أن التنسيق الروسي مع إسرائيل وإيران كان منذ اليوم الأول لدخول القوات الروسية في سوريا، قائلا إن "التنسيق مع طهران على الأرض ومع تل أبيب في السماء كان موضوعا هاما لإنجاح العمليات الروسية في سوريا، لأن طهران وتل أبيب تسيطران إلى حد كبير على الأمن الإقليمي في المنطقة، ونجاح العمليات العسكرية الروسية بسوريا في المرحلة الأولى يتطلب التنسيق مع هاتين القوتين الإقليميتين في المنطقة"، بحسب قوله.
وأوضح الموقع المقرب من روحاني أن "اعتقادا ساد في بداية التنسيق الروسي-الإيراني بأن هذا التدخل يساهم في تغيير ميزان القوى لصالح النظام السوري ميدانيا، ومثّل خدمة للطرفين الروسي والإيراني بسوريا"، مستدركا بأنه "في الأهداف الاستراتيجية وحتى التكتيكية؛ لم يكن هناك توافق بين الروس والإيرانيين بسوريا"، مؤكدا استمرار تضارب المصالح بينهما.
واعتبر "آفتاب" أن الإسرائليين أقرب للروس من الإيرانيين في سوريا، قائلا إن "العلاقات بين الروس والإسرائيليين منذ اليوم الأول من التدخل العسكري الروسي في سوريا كانت منسقة ومعلنة بشكل واضح، وهذا التدخل كان يحافظ على المصالح الإسرائيلية-الروسية في سوريا بغض النظر عن المواقف الأيديولوجية للطرفين".
وقال موقع "آفتاب" بأن "تل أبيب" لن تضحي بتحالفها ومصالحها الاستراتيجية مع واشنطن من أجل العلاقات مع موسكو، ولكن طالما أن الحضور العسكري الروسي في المشرق العربي "يأتي وفقا للرؤية الإسرائيلية للمنطقة ويضمن هذا الحضور مصالح الإسرائليين فإن تل أبيب لن ترفض التعاون مع موسكو في هذا الشأن"، بحسب قوله.
التحالف في قلب الصراع
وأضاف موقع "آفتاب" أن بوتين يستعرض ويطبق نظرية "التحالف في قلب الصراع" في منطقة الشرق الأوسط، رغم أن الحسابات الروسية واقعية، ولكن من الممكن أن لا تنجح ومن الصعب ضمان إنجاح رؤية بوتين للمنطقة.
وجاءت ردود أفعال إيرانية عديدة وغاضبة تهاجم روسيا على موقع "آفتاب" بسبب تضارب المصالح بين البلدين في سوريا، أو ما يسمونه خدعة الروس للإيرانيين بسوريا.
وذكر أحد المعقلين قول المرشد الأعلى للثورة الإيراني روح الله الخميني الشهير حول الروس، الذي يقول إن "أمريكا أسوأ من بريطانيا، وبريطانيا أسوأ من أمريكا، والاتحاد السوفييتي أسوأ من كليهما".
وعلق إيراني آخر قائلا: "أثبت التاريخ أن روسيا في الميدان لن تكون الرجل الواقف في الصف الأخير، وفي قطف الثمار لا تحب الشركاء وتريد أن تكون وحدها دائما".
وهاجم معلق سياسي السياسة الإيرانية قائلا إن "قراءة تطور العلاقات الثنائية وتراجعها تاريخيا بين الروس والإيرانيين لم تترك مجالا للتفاؤل لمستقبل العلاقات بين البلدين، والذي لا يتعلم من التاريخ محكوم عليه بالفشل".
واعتبر معلق إيراني أن روسيا ساهمت في تقسيم شمال إيران إلى دويلات منذ عهد القاجاريين، مؤكدا أن موسكو تحدد علاقتها وتحالفاتها من خلال المصالح المشتركة، بعكس إيران التي تحدد علاقاتها عن طريق العدو المشترك، لأن المجتمع الدولي قائم على المصالح المشتركة وليس العدو المشترك.