سياسة عربية

ميقاتي يعدد أسباب هزيمة طرابلس.. منها غدر الإخوان وتركيا

الأخبار: حسابات القوى الكبرى في طرابلس كانت خاطئة في معظمها - أرشيفية
سخرت صحيفة الأخبار اللبنانية من الخسارة التي مني بها كل من الرئيس اللبناني نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي في الانتخابات الأخيرة في طرابلس، قائلة إن كلا منهما يواسي نفسه باعتبار أن فوز ريفي شكل لهما درسا مرتبا باشرا معه ورشة نقد ذاتي، أهم ما فيها أن الرهان على الرئيس الحريري دائما خاسر.

وقالت الصحيفة إن الانتخابات البلدية في طرابلس انتهت، وانصرفت القوى الائتلافية إلى البحث عن أسباب خسارتها.
 
وأشارت إلى أن عدة عوامل أسهمت بما جرى، ولم تكن قوة ريفي المتصاعدة وحدها السبب، بل أضيفت إليها أسباب أخرى، أبرزها تدخل مخابرات الجيش لمصلحة اللواء السابق والتحالف مع الرئيس سعد الحريري، على حد وصف الصحيفة.

وأكدت الأخبار أنه يُمكن القول إن طرابلس مقبلة على مشهد سياسي جديد يختلف جذريا عن صورتها الماضية. فقد شكّلت نتائج الانتخابات البلدية فيها صدمة للجميع، ولم تزل مثار تحليل للرابح والخاسر معا. لم يتوقّع الوزير أشرف ريفي إصابة محدلة القوى السياسية في مقتلها، تماما كما لم تتوقع لائحة لِطرابلس أن يكتسح ريفي الانتخابات، فيترك لها بعض الفتات.

وأضافت الصحيفة أنه منذ الانتهاء من فرز صناديق الاقتراع انصرف أصحاب اللائحة الائتلافية المدعومة من الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، والوزيرين فيصل كرامي ومحمد الصفدي، للبحث عن أسباب خسارتهم، إذ إنه من المؤكد أن النصر الذي حققه ريفي لم يأت من فراغ، ولم يكُن ثمرة عمل ماكينة انتخابية مبتدئة للواء السابق، كما لم يكن نتيجة لمواقف الرجل البطولية ضد حزب الله وأحزاب السلطة، تحديدا تيار المستقبل.

وشددت على أنه بحسب الوقائع على الأرض، فإن السقوط المدوي للائحة الائتلافية يعود إلى خمسة عوامل كانت ستسقطها بصرف النظر عن اللائحة المنافسة. 

ميقاتي يعدد الأسباب

وقالت الصحيفة إن الرئيس نجيب ميقاتي اختصر أمام زواره هذه العوامل بالآتي: تراخي القوى المتحالفة. دخول مخابرات الجيش على خط الناخبين. غدر الجماعة الإسلامية. مدّ اليد إلى سعد الحريري. والمال الانتخابي.

وكشفت الصحيفة أنه قبل نحو 10 أيام من موعد الانتخابات البلدية، تقدّم أحد المقرّبين من الرئيس ميقاتي والوزير كرامي بنصيحة لم تؤخذ في الاعتبار. كان الرجلان في طريقهما إلى تلبية دعوة عشاء عائلي عند الرئيس نبيه برّي. حملت النصيحة رسالة مفادها أن التحالف مع الرئيس الحريري سيضرّ بكما.

ونوهت الأخبار إلى أنه إذا كانت النسبة المتوقعة لنجاحهما تفوق خمسين في المئة، فإنها بعد الاتفاق ستتدنى حكما، على اعتبار أنه لو كان لرئيس تيار المستقبل القدرة على خوض الانتخابات سياسيا وماليا ما كان ليلجأ إلى التحالف.

واستدركت بالقول: لكن ميقاتي وكرامي رفضا التراجع عن هذا الاتفاق، من منطلق أن الحريري قبل بكل شروطهما. غير أنهما ما لبثا أن اقتنعا بالنصيحة بعد أن وقعت الفاس في الراس. 

السقوط المدوّي

وحول أسباب السقوط المدوي، أوضحت الأخبار أن ميقاتي أوجزها بآخر ما توصل إليه فريق عمله والقوى الحليفة له على الأرض بشأن أسباب السقوط المدوّي.

السبب الأول يعود إلى ما وصفه بالتراخي الكبير الذي وسم حركة الجميع قبل الانتخابات، لافتا إلى أن الائتلاف تهاون في مسألة حشد الأصوات.

الأمر الآخر، أن استخبارات الجيش دخلت على الخط لدعم ريفي، بحسب ميقاتي، الذي يؤكد أن "استخبارات الجيش ضغطت على الناخبين لعدم الاقتراع لمصلحة لائحة الأحزاب، ضدا بالرئيس سعد الحريري".

وأشار ميقاتي إلى أن سقوط الحريري في طرابلس يعني سقوط ترشيح سليمان فرنجية، في وقت يعدّ فيه قائد الجيش جان قهوجي نفسه مرشحا توافقيا.

وثالث الأسباب، وفقا لصحيفة الأخبار، هو التحالف الذي نسجه الحريري، وشمل جميع القوى السياسية الطرابلسية، فلم يقتنع به المواطن الطرابلسي، على ضوء السياسة التي مارسها الحريري سابقا.

وأضاف في جملة أسبابه سببا رابعا، ألا وهو غدر الجماعة الإسلامية المدعومة من تركيا، والتي صوّتت بإيعاز من الأخيرة لمصلحة اللواء ريفي، الذي ضمّت لائحته اثنين من الإخوان المسلمين، بحسب صحيفة الأخبار.

أما السبب الخامس، فيتمثل في شراء عدد من المندوبين في الماكينة الانتخابية المشتركة، حيث قام هؤلاء بإقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة، مقابل حصولهم على رشى انتخابية. وما لبث الناخبون أن اكتشفوا هذه الخديعة عندما أكدنا أننا لن ندفع مالا انتخابيا، ما دفع بالناخبين إلى التصويت للائحة قرار طرابلس انتقاما، بحسب ما نقلت الأخبار عن حديث ميقاتي.

وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أنه يمكن القول إنّ حسابات القوى الكبرى في طرابلس كانت خاطئة في معظمها، كما كان ريفي مخطئا حين حصر هدفه قبيل الانتخابات بتحقيق نسبة كبيرة من الأصوات لا خرق اللائحة، وتكرار مشهد "بيروت مدينتي" في انتخابات العاصمة. انتهت الانتخابات. الأنظار الآن تتوجه إلى المرحلة المقبلة.