ذكرت مصادر معارضة أن أجواء مشحونة بالتوتر والحذر تسود ريف
حلب الشمالي، وذلك على خلفية اتهامات لفصيل تشكل حديثا بالتنسيق مع
روسيا بهدف توفير الدعم الجوي في المعارك ضد تنظيم لفك الحصار عن
مارع، في ريف حلب الشمالي.
وأكد مصدر عسكري، في حديث خاص لـ"
عربي21"، ما تردد عن اعتقال الجبهة الشامية لكل من المقدم محمد خليل، والملازم أحمد فتوح قائد فصيل "ألوية النصر" المشكل حديثا، في معبر باب السلامة الحدودي، بريف حلب الشمالي، بتهمة "التعامل مع روسيا والنظام".
من جهته، ذكر تسجيل صوتي منسوب للمسؤول الأمني في الجبهة الشامية، أبو علي سجو، اعتقال الضابطين بعد التثبت من "خيانتهما"، بحسب ما جاء في التسجيل المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى حيازة الجبهة الشامية لوثائق ومقاطع صوتية تثبت وبالدليل القاطع، إجراء اتصالات بين قادة "ألوية النصر" وبين روسيا، بهدف التنسيق لبدء معركة فك الحصار عن مدينة مارع، كاشفا عن تعهد قادة "ألوية النصر" بإعلان تعليق قتالهم العسكري لجيش النظام، مقابل مساندة المقاتلات الروسية لقواتهم على الأرض.
و شدد المصدر على "أن عملية التنسيق تمت بدراية أمريكية"، مضيفا: "لقد تولى المدعو علي بدران مهمة التنسيق مع روسيا". وقال إن بدران كان يعمل منسقا في غرفة عمليات "الموك" الأمريكية، وكانت له مهام تنسيق مع قوات التحالف.
في المقابل، شن علي بدران هجوما لاذعا على من وصفهم بـ"عصابات معبر باب السلامة الحدودي"، وذلك في إشارة منه إلى الجبهة الشامية التي تدير المعبر القريب من مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا.
وكتب بدران على صفحته الشخصية على فيسبوك: "بلغ من جهل أحدهم أن يعتقل ويختطف ضباط الثورة، الذين اقتحموا و حرروا مسجد حلب الأموي، و الذين خاضوا معارك الثورة منذ بدايتها، و حتى تاريخه باذلين الروح والنفس و المال في سبيل سورية الحرة الموحدة الخالية من نظام الإجرام و الوحشية".
وتابع بدران، وهو محام من مدينة تل رفعت المجاورة لمارع: "مطالبنا واضحة، إما أن يفك الحصار عن مارع من قبل جحافل الجيش الحر الموجود في الشمال من قبل الجبهة الشامية و باقي الفصائل، أو إطلاق سراح الضباط المختطفين، و ترك ثوار مدن كفر كلبين و جبرين وتل رفعت و مارع غير المرتبطين بـ"الموك" أو برامج الأمريكان التحرك لفك الحصار عن أبنائنا".
وأضاف: "في مارع مئات المقاتلين المحاصرين، وهم من تل رفعت و مارع، ولا معين لهم و لا مجير.. أنقذوا شبابنا في مارع، فكل يوم يرتقي الشهداء هناك، و بعد أيام لن يتبق منهم أحد"، وفق تعبيره.
و تهكم ناشطون من الأنباء التي تتحدث عن تنسيق بين فصائل من المعارضة مع روسيا، وقال أحدهم: "كيف نضع يدنا بيد المقاتلات الروسية التي ارتكبت مئات المجازر بحق أبناء الثورة".
وتتعرض مدينة مارع بين الفينة والأخرى لهجمات يشنها
تنظيم الدولة بعد تطويقه المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والشمالية، فيما تحاصر وحدات الحماية الكردية المدينة من الجهة الغربية، بعد السيطرة على قرية الشيخ عيسى المجاورة للمدينة.
ويشار إلى أن فصيل "ألوية النصر" تشكل يوم الأربعاء الماضي، باندماج 15 فصيلا، بهدف القتال ضد "الإرهابيين والانفصاليين"، في إشارة إلى تنظيم الدولة والوحدات الكردية، وفق تسجيل مصور لقائد الألوية، أحمد فتوح.