ذكرت مصادر خاصة في دمشق؛ عودة عشرات الضباط والعسكريين الروس إلى قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، فيما وصل ضباط روس من أصحاب الرتب العسكرية العالية عبر مطار دمشق للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير دفاعه.
وقال المصدر الذي يعمل داخل مطار دمشق الدولي، لـ"
عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن المطار شهد قبل أيام وصول طائرة نقل عسكرية روسية وعلى متنها العشرات من الضباط الروس.
ونقل المصدر عن مسؤولين أمنيين في المطار أنهم ذكروا أن هؤلاء العسكريين هم ممن كانوا قد غادروا قاعدة حميميم العسكرية في الفترة الماضية، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن سحب قسم من قواته المتواجدة في
سوريا، وأن هؤلاء الضباط سبق أن شاركوا في معارك سابقة ضد الفصائل المقاتلة أو تنظيم الدولة.
وقدر المصدر عدد الضباط الذي وصلوا عبر مطار دمشق بحوالي 45 ضابطا برتب مختلفة، توجهوا إلى قلب دمشق للقاء بشار الأسد وعدد من ضباطه العسكريين والأمنيين، فيما كان قد سبق وصول الضباط الروس وصول عشرات العناصر الروس من "المشاة" إلى قاعدة حميميم بشكل مباشر دون المرور بدمشق، بحسب ما ينقله المصدر عن مسؤولين أمنيين في مطار دمشق.
وتأتي المعلومات عن عودة الضباط الروس إلى سوريا، بعد الخسائر التي لحقت بقوات النظام السوري والحرس الثوري الإيراني في ريف
حلب الجنوبي الأسبوع الماضي، على يد فصائل "جيش الفتح"، وكذلك فقدان قوات النظام حقل الشاعر في ريف حمص الشرقي، على يد تنظيم الدولة، وهو من أواخر الحقول النفطية التي كانت تخضع لسيطرة النظام في عموم البلاد.
وتشير المعلومات أيضا إلى أن دمشق شهدت خلال الأيام الماضية لقاءات بين الأسد ومستشارين إيرانيين من الصف الأول، بينهم الجنرال قاسم سليماني، وجنرالات روس.
وتعقيبا على ما يتردد عن عودة الضباط والجنود الروس إلى سوريا، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الجيش الحر سابقا العقيد خالد المطلق، إن هذه العودة "هدفها الحالي هو العمل مع الأسد والإيرانيين على محور حلب بعد الهزائم التي منيت بها المليشيات الموالية لطهران، وكذلك الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية، الأمر الذي قد يدفع الأسد إلى محاولة دخول الغوطة بزخم عسكري أكبر بعد تمهيد جوي وأرضي لإحداث خرق في صفوف المعارضة"، وفق تقديره.
ورأى العقيد المطلق أن من الطبيعي أن يعيد الروس قواتهم إلى سوريا بعد نجاحهم في المعارك السابقة؛ بإحداث اختراق واسع في الجبهتين الشمالية والشرقية لمدينة حلب، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين، "وربما تكون خطتهم اليوم هي إحداث خرق استراتيجي في الغوطة الشرقية أو حلب أو الاثنتين معا".
وحول إعادة أسراب الطيران الروسي إلى سوريا، فقد توقع المطلق ألا يعيد الروس سوى طائرات "سو 34" ليحافظوا على سمعتها، وفي ذات الوقت القيام بتجريب حمولتها القتالية في الأجواء السورية، وأخذ ما يلزم لتطويرها، رغم أنه لا حاجة لها في سوريا مع تواجد أنواع مماثلة تقوم بالمهمات العسكرية ذاتها وبتكاليف أقل، كما يقول المطلق.