مع تنامي الخلافات داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح" بين تيار قائدها ورئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، والقيادي المفصول
محمد دحلان؛ رجح مختصون بالشأن الفلسطيني أن حركة "فتح" التي قادت العمل الثوري الفلسطيني لعدة أجيال؛ في طريقها إلى "الانشقاق والتمزق".
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، إن احتمالية الانشقاق داخل حركة فتح "أمر وارد"، معتبرا أن "ما وصلت إليه الحركة؛ هو نتاج عدم التواصل بين الأجيال السياسية داخلها، وتحكم وسيطرة النخبة الأكبر سنا في معظم مؤسساتها الفاعلة".
وأضاف شراب لـ"
عربي21" أنه "في ظل الظروف الحالية التي تمر بها حركة فتح؛ هناك أكثر من سيناريو ينتظرها، أولها تحقيق المصالحة بين النقيضين (دحلان وعباس) بدعم عربي، مؤكدا أن هذا السيناريو "مستبعد إلى حد كبير، بسبب التكتلات السياسية داخل اللجنة المركزية للحركة، إضافة لما حصل مؤخرا من الحجز على أموال شركة فادي السلامين، واتهام دحلان بتمويلها".
وأصدر النائب العام الفلسطيني أحمد براك، الثلاثاء الماضي، قرارا بـ"الحجز التحفظي على أموال شركة السرينا العالمية للتجارة، والتي يملكها السلامين؛ لتلقيها أموالا مشبوهة من دحلان، تقدر بأكثر من مليوني دولار، استخدمت لشراء عقارات داخل القدس المحتلة، دون معرفة الجهة التي ستؤول إليها ملكية هذه العقارات"، في إشارة إلى احتمالية تسريب هذه العقارات لصالح جمعيات استيطانية يهودية.
اقرأ أيضا: من يقف وراء "تسريب" منازل المقدسيين للاحتلال؟
وبيّن شراب أن السيناريو الثاني متعلق بمرحلة ما بعد الرئيس عباس، ويتمثل في "تأصيل حالة الانشقاق، وبروز حركة سياسية جديدة"، واصفا إياه بأنه "أحد السيناريوهات القوية والقائمة".
الانشقاق والتفكك
وأضاف شراب: "أما السيناريو الثالث، وهو الأخطر والأصعب، فهو أن تكون حالة الانشقاق أكبر بكثير، خصوصا أن هناك أكثر من فريق داخل اللجنة المركزية، التي لم تتفق على عقد مؤتمرها السابع، الذي يفترض أن يحسم أمورا كثيرة، وفي مقدمتها رئاسة الحركة".
وتابع: "أما السيناريو الرابع الأكثر احتمالا، فهو الذهاب إلى حكم الأجهزة الأمنية، وتعيين أمين سر المنظمة
صائب عريقات رئيسا لدولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، بدعم تلك الأجهزة".
وقال إنه "إذا لم تتحقق المصالحة بين الرئيس الفلسطيني، وبين دحلان والتيار الذي يقوده؛ فمن المستحيل تحقيقها بعد مغادرة عباس لكرسي الرئاسة"، لافتا إلى أن "تيار دحلان الموصوف بالإصلاحي؛ يمثله عدد كبير من قيادات فتح، وهذه القيادات لن تقبل بما هو آت بعد مرحلة عباس، وسيبرز وقتها خيار الإعلان عن تشكيل سياسي جديد".
وأضاف شراب أن "الذهاب إلى خيار التشكيل السياسي الجديد؛ سيؤدي إلى استبعاد المصالحة (الفتحاوية الفتحاوية)، وفتح المجال لتدخلات إقليمية، بالإضافة إلى كونه سيدفع الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة هذا التشكيل، واعتقال كل من ينتمي إليه".
وبناء على ما سبق؛ رجح أستاذ العلوم السياسية أن تدخل الضفة في حالة من "المواجهات العسكرية، وهو ما سيقودنا إلى الكونفدرالية مع الأردن، والحل الإقليمي للقضية الفلسطينية" على حد قوله.
اقرأ أيضا: ملامح تمرد في "فتح" وأعضاء يلوحون بـ"ثورة" داخل الحركة
عرابو الكونفدرالية
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الفلسطيني، فايز أبو شمالة، إن "ما يجري على صعيد حركة فتح؛ هو نفسه ما يحدث في الساحة الفلسطينية عموما"، مؤكدا وجود "جهات فلسطينية متآمرة على القضية، تسعى لترسيخ الانقسام بين الفصائل، وتقسيم حركة فتح لتصبح بلا تأثير".
وأضاف أبو شمالة لـ"
عربي21" أن ما يجري لحركة فتح هو "مقدمة للحلول السياسية التي تطرحها إسرائيل، والتي تهدف إلى تحقيق كونفدرالية بين الضفة الغربية والأردن، إضافة إلى إقامة علاقات خاصة بين مصر وقطاع غزة؛ ربما تكون على شكل عودة الإدارة المدنية المصرية لغزة".
وأوضح أن "هذا الحل السياسي يتطلب من عرابيه السعي لترسيخ انقسام فلسطيني بين الفصائل، وتصفية حركة فتح، ودفعها نحو التمزق"، مؤكدا أن وحدة "فتح" وعودتها قوية مؤثرة "بات ضربا من المستحيل".