في الوقت الذي يشن الطيران الروسي مئات
الغارات بالتعاون مع نظام الأسد، مسقطا عشرات القتلى والجرحى في عدد من المدن السورية، يقف العالم متفرجا على سقوط الضحايا، وتكتفي أمريكا بالإعلان أنها ستبحث الغارات الروسية، ويظهر الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون مكتفيا بإدانة الغارات.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية نفذت عدة غارات على أماكن في مدينة بنش وبلدتي معرة مصرين وطعوم بريف إدلب الشرقي، ما أدى لسقوط جرحى ومقتل شخص في بلدة معرة مصرين، فيما نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في مدينة إدلب، بينما قتل متطوع في الدفاع المدني جراء قصف طائرات حربية لمناطق في أطراف بلدة البارة.
وقال المرصد إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم مواطنتان اثنتان، جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب.
فيما أكد سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، إن مقاتلات تابعة للنظام السوري، "نفذت خلال اليومين الماضيين أكثر من 700 غارة ضدّ المدنيين في محافظة حلب".
وبحسب بيان صادر عن الهيئة العليا للمفاوضات، أضاف المسلط أن "ثمانية آلاف مدني في مدينة داريا بريف دمشق يواجهون خطر الجوع، بينما يعاني 250 ألف مدني يعيشون في المناطق المحاصرة من عدم تلبية احتياجاتهم الأساسية".
وحذر المسلط من "فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحصار المفروض على المدنيين، ووقف الغارات التي تستهدفهم"، قائلا: "سيساهم ذلك في زيادة عدد قتلى الأبرياء في
سوريا".
وأوضح المسلط أنّ عرقلة النظام السوري وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، تعدّ دليلا واضحا على تهميش النظام للقوانين الدولية.
البيت الأبيض يتحرى عن ضربات روسية
من جهته، قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الحكومة الأمريكية تتابع تقارير صحفية عن ضربات جوية روسية مزعومة في سوريا، بينها واحدة قرب مستشفى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في تصريحات صحفية: "دعوني أبدأ بالقول إنني لا يمكنني تأكيد تلك التقارير. اطلعت عليها، ونتابع تلك التقارير، ولكن إذا تأكدت، فإن هذه الضربة ستكون الأحدث في سلسلة ضربات على المنشآت الطبية في سوريا. يجب أن يفهم المجتمع الدولي حقيقة الأمر، ويجب محاسبة المسؤولين عن تلك الضربات".
كي مون يدين الغارات
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مساء الثلاثاء، الغارات الجوية التي استهدفت مسجدا ومستشفى ومرافق مدنية أخرى في مدينة إدلب، شمالي سوريا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام استيفان دوغريك: "نحن ليس لدينا القدرة على معرفة الجهة التي نفذت الغارات، لكن أي استهداف للمدنيين وللمنشآت المدنية هو أمر ندينه باستمرار".
وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك: "نحن ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي، والامتناع عن استهداف المرافق المدنية".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، في بيان، الغارات التي شنتها مقاتلات روسية على إدلب.
وقالت الخارجية التركية إنه "من الجلي أن
روسيا الاتحادية التي تدعي دعمها لحل سياسي في سوريا، وتفاهم إيقاف الاشتباكات، ضربت عرض الحائط بتلك المبادئ بشكل سافر".
وأشارت إلى أن "نظام (بشار) الأسد وروسيا أضافا جريمة جديدة إلى ما ارتكباه في سوريا"، لافتة إلى قصف المقاتلات الروسية المستشفى الوطني، ومسجد الأبرار، ومرافق مدنية أخرى في إدلب.
ولفت البيان إلى وصول عدد القتلى في حصيلة أولية جراء تلك الهجمات في إدلب إلى أكثر من 60 قتيلا مدنيا وقرابة 300 مصاب.