ملفات وتقارير

صحف غربية: هجوم حلوان ينهي أسطورة السيسي محارب الإرهاب

"نيويورك تايمز": الهجوم سيعطي السيسي فرصة جيدة ليطلب مزيدا من الدعم الغربي ـ تويتر
قالت صحف غربية إن هجوم حلوان الذي استهدف دورية للشرطة المصرية، يوم الأحد، هو الأكثر تحديا لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الشهور الأخيرة، بعد أن انتقل العنف من شمال سيناء إلى القاهرة.

ولفتت إلى أن الهجوم وقع في العاصمة، التي تشهد إجراءات أمنية مشددة منذ عدة أسابيع الأخيرة؛ لوأد أي تظاهرات مناوئة للنظام، كما يتزامن مع ارتفاع حدة التوتر في البلاد، بعد الاحتجاجات على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واقتحام الشرطة لمقر نقابة الصحفيين.

وكان أربعة مسلحين ملثمين نصبوا كمينا محكما لسيارة أجرة (ميكروباص)، يستقلها رجال الشرطة، وقتلوا ركابها الثمانية بالرصاص، قبل أن يلوذوا بالفرار.

وأعلن تنظيم الدول الإسلامية ومجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية" مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه انتقام للعفيفات في سجون الانقلاب، وللشهداء الذين قتلهم الشرطة.
 
مؤشر خطير

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن العملية الأخيرة من أكثر العمليات التي خلفت قتلى من الشرطة، منذ شهر نوفمبر الماضي، عندما قتل مسلحون أربعة من رجال شرطة في حاجز أمني جنوب الجيزة، الأمر الذي يسلط الضوء على تزايد إمكانيات تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وقدرته على ضرب عمق العاصمة المصرية.

وأشارت الصحيفة إلى تزايد حالة الإحباط العام من الممارسات القمعية غير المسبوقة في تاريخ مصر الحديث، التي تمارسها الشرطة في عهد السيسي، ومن بينها عمليات القتل خارج إطار القانون، والتعذيب، والاختفاء القسري، واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين".

وتابعت: قوات الجيش والشرطة تحارب تنظيم داعش في شمال سيناء البعيدة عن العاصمة، حيث يظهر التنظيم المزيد من التطور والجرأة في هجماته على رجال الأمن. لكن إذا ثبت تورط داعش في هجوم حلوان، فإن ذلك سيكون مؤشرا خطيرا يظهر تخطيطه لتوسيع نطاق عملياته.
 
تبدد شعبية السيسي

أما "صحيفة وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقالت إن هجوم حلوان جاء في وقت بالغ الحرج بالنسبة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي يقدم نفسه للمصريين باعتباره محارب الإرهاب وحامي البلاد.

وأضافت الصحيفة أن السيسي يعاني من تبدد شعبيته، التي كانت متوهجة في يوم من الأيام؛ بسبب عدم الاستقرار الأمني، وتدهور الاقتصاد، وتزايد قمع المعارضين السياسيين".

وقالت إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والجنرال جوزيف دونفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، زارا القاهرة قبل عدة أيام؛ لمناقشة التهديد المتزايد الذي يشكله المسلحون المتشددون على نظام عبد الفتاح السيسي.

ولفتت إلى أن الهجمات، التي استهدفت قوات الأمن ومسؤولي الدولة، تزايدت بشكل دراماتيكي منذ أن أطاح السيسي بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا، واستولى على السلطة في انقلاب عسكري في يوليو 2013.

وأضافت أن مظاهرات حاشدة ضد السيسي اندلعت في نيسان/ أبريل الماضي؛ احتجاجا على تنازله عن جزيرتين للسعودية، إلا أنه قابل هذا التحدي بالحديث عن قوى الشر التي تسعى لتدمير مصر بمساعدة المعارضة.
 
الأكثر دموية هذا العام


وقالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية إن هجوم حلوان يقوض جهود نظام عبد الفتاح السيسي للقضاء على العنف وإنعاش الاقتصاد المتردي، مشيرة إلى أن الهجوم جاء في وقت صعب بالنسبة للسيسي، حيث يرتفع سعر الدولار بشكل جنوني، وتشتعل الأسعار، ما يعوق قدرة بعض الشركات على الاستثمار في مصر.

وتابعت بأن المعارضة للنظام تتزايد باضطراد؛ بسبب فشله في حل مشكلات الاقتصاد، وارتفاع وتيرة القمع من قبل أجهزة الأمن، لافتة إلى الانتقادات الواسعة التي يواجهها قائد الانقلاب بسبب تنازله عن تيران وصنافير للسعودية مقابل المساعدات المالية، بحسب كثير من المصريين.

بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الهجوم يحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية، الذي ينشط عناصره في شمال سيناء، إلا أنه توسع، فيما يبدو، ليدخل العاصمة المصرية في دوامة العنف المسلح.

وتابعت الصحيفة بأن منطقة حلوان، التي تقع جنوب القاهرة، معروفة بأنها من أكثر المناطق المناوئة لنظام السيسي، والمؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين، لكنها، على الرغم من ذلك، لم تشهد هجمات دموية بهذه الشدة قبل ذلك.
 
فرصة جيدة


لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رأت أن الهجوم سيعطي السيسي فرصة جيدة ليطلب مزيدا من الدعم الغربي؛ ليتمكن من مواجهة تنظيم داعش، مشيرة إلى أن خوف الغرب من تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وليبيا سيدفعه لمساعدة السيسي، والتغاضي عن الانتقادات الحادة التي توجهها منظمات حقوق الإنسان له بسبب قمع معارضيه السياسيين.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم الذي يعد الأكثر دموية في العاصمة القاهرة منذ شهور، يكشف أن تهديدات الجماعات الإسلامية المسلحة ما زالت قويا، موضحة أن شعبية السيسي تدهورت بشدة في الشهور الأخيرة؛ بسبب الممارسات الوحشية لرجال الشرطة الذين يمكن أن يقتلوا مواطنين أبرياء بعد مشادات لأسباب بسيطة، مثل ثمن كوب شاي، أو خلاف على قيمة أجرة التاكسي.