قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن "خطة التحول الوطني" التي يقودها ولي ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان، المعروفة بـ"
السعودية 2030"، غيرت كل السياسات السعودية، باستثناء سياسة
النفط.
وفي مقال للمحرر الاقتصادي في الصحيفة البريطانية، فيليب ألدريك، الأحد، قالت "التايمز" إن وزير الطاقة السعودي الجديد، أشار إلى أن تعيينه لن يغير سياسة المملكة "المتوحشة" النفطية تجاه خصومهم، عبر خفض أسعار النفط.
وتم تعيين خالد الفالح كرئيس جديد لشركة أرامكو، عملاقة النفط العالمية، كما أعلن حال تعيينه أنه لن يغير إستراتيجية الدولة النفطية، قائلا إن "السعودية ستحافظ على سياساتها النفطية المستقرة"، مشيرا إلى "التزام المملكة بالحفاظ على دورها في أسواق الطاقة العالمية وتعزيز مكانها كأكبر مورد نفطي".
وتابع الفالح، بحسب ما نقلت "التايمز" بأن "السعودية ملتزمة بتلبية الطلب الحالي والإضافي للمنتجات النفطية عبر توسيع قاعدة الزبائن، المدعومة بقدرتنا المستقرة القصوى على الإنتاج".
وتحت وزارة النعيمي (80 عاما)، الذي كان وزير النفط منذ عام 1995، أصبحت السعودية القائد الفعلي لمنتجي النفط العالميين في "أوبك"، وحولت سياستها من دعم أسعار النفط عالميا إلى حماية حصتها في السوق، منذ نهاية 2014، مما أدى لسقوط أسعار النفط من 120 دولارا للبرميل إلى 30 دولارا.
ويمثل تعيين الفالح جزءا من خطة اقتصادية أوسع يقودها محمد بن سلمان، الذي أصبح المشرف على سياسات السعودية الاقتصادية والنفطية، خصوصا بعد كشفه الشهر الماضي عن سعي المملكة للاستقلال النفطي.
وقطع بن سلمان الإضافات النفطية والطاقية، وعمل على خصخصة "أرامكو"، بالإضافة لدراسة قطع الدعم عن الكهرباء، وتقسيم الضرائب لأربع قطاعات ضمن السعي نحو الخصخصة.
وقال الفالح إن "إنشاء وزارة جديدة في السعودية يجمع ما بين الطاقة النفطية الموجودة والمعادن والقدرات الصناعية يتسق مع
رؤية 2030 الطموحة".
ووصفت "التايمز" الأمير محمد بن سلمان بأنه أكثر الشخصيات تأثيرا بعد استلام والده الحكم العام الماضي، واستخدم صلاحياته على السياسات النفطية عندما تجاوز خطة النعيمي لتجميد الدعم المنسق بين منتجي النفط، للحفاظ على أسعار النفط، حين قرر أن السعودية لن تقر هذه الصفقة ما لم توافق عليها إيران.
وقال المحللون لـ"التايمز" إن تعيين الفالح يأتي ضمن تعزيز الاستراتيجية بدل قيادة أي تغير في التفكير، إذ قال المحلل الكبير في شركة "إينرجي آسبيكت" ريتشارد مالينسون إن "سياسة النفط هي سياسة النعيمي الخاصة، وليست سياسة المملكة"، مضيفا أن "الفالح يبدو متشددا جدا حول فكرة أن أسعار النفط يجب أن تبقى منخفضة".
وسيبقى الفالح رئيس شركة "أرامكو" النفطية، حيث عمل لثلاثين عاما، في حين سيصبح النعيمي مستشارا للديوان الملكي.