بدأ السيناتور الجمهوري
ريتشارد بلاك، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، زيارة للعاصمة السورية دمشق الثلاثاء، تستمر ثلاثة أيام، والتقى خلالها عددا من المسؤولين السوريين، وسط احتفاء إعلامي رسمي من النظام السوري "الممانع".
وقالت وكالة "سانا" السورية للأنباء، إن بلاك التقى المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس مجلس الشعب جهاد اللحام، ومفتي النظام السوري أحمد الحسون.
وقالت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء، إن بلاك بحث مع اللحام "الجهود المبذولة في مجال محاربة الإرهاب"، مؤكدا أن "ما يحدث في
سوريا اليوم له منعكسات على مستقبل الحضارات في العالم، فعلى الرغم من أنها بلد صغير لكنها دولة مركزية بالمنطقة، وفي حال أنها خسرت الحرب لا قدر الله فسيكون لذلك منعكسات خطيرة على الحضارة والإنسانية بشكل عام"، بحسب قوله.
وأشاد السيناتور الأمريكي بالتدخل الروسي العسكري على سوريا، معتبرا أنه "أحدث تغييرات عظيمة تدفع للاطمئنان تجاه الحرب التي يخوضها الجيش السوري ضد الإرهابيين".
صمود سوريا "معجزة من الله"
واعتبر السيناتور الجمهوري أن "صمود دولة بحجم سوريا في مواجهة كل القوى العالمية الأمريكية والأوروبية والخليجية فيه معجزة من الله"، بحسب "سانا".
وقال السيناتور الأمريكي إنه سيعمل فور عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية على إجراء مناقشات في الكونغرس، من أجل تغيير الرأي السائد هناك تجاه ما يجري في سوريا، والسعي لإعادة افتتاح السفارة السورية هناك.
اقرأ أيضا: ماذا يعني سقوط الأسد للغرب؟ سيناتور أمريكي يجيب (فيديو)
لا يوجد مقاتلون معتدلون
واعتبر السيناتور أن "ما يحدث في سوريا هو إرهاب وأن الموضوع ببساطة هو أن إرهابيين يقاتلون الشعب السوري وحكومته الشرعية"، مؤكدا عدم وجود "مقاتلين معتدلين".
واعترف السيناتور بلاك، في تصريحات احتفت بها وكالة إعلام النظام السوري "سانا"، بأنه لم يزر سوريا من قبل، لكنه يعرف "الأطراف الجيدة والسيئة" ويعلم أن "الرئيس بشار الأسد تم انتخابه بشكل شرعي عام 2014، في انتخابات شارك فيها ثلثا الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب وصوتت نسبة كبيرة منهم لصالحه".
وأبدى بلاك "استغرابه" من أن "تطالب جهات كالسعودية التي لم تكن لديها انتخابات يوما من الأيام بإقامة انتخابات في سوريا، ثم يقولون إن عليها أن تغير دستورها"، متسائلا عما تريد
السعودية تغييره في دستور كالدستور السوري، وهي التي ليس لها دستور ولا حقوق للنساء ولا حرية دينية.
وهاجم بلاك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن "الرئيس التركي رجب أردوغان يعطل الدستور التركي رغم أنه دستور جيد لأنه يريد مزيدا من السلطات كأدولف هتلر، فهل هذا ما يطلبه لسوريا؟".
حسون وبلاك يتقاطعان
وفي أثناء لقائه بمفتي النظام السوري أحمد حسون، اعتبر السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك أن ما تقوم به سوريا في "مقاومة الحرب المفروضة عليها أمر عظيم، لأنه لو قدر للإرهابيين أن ينجحوا فإن هذا سيكون له منعكسات خطرة على أمن واستقرار العالم".
وكان بلاك صرح في آذار/ مارس في لقاء مع "
روسيا اليوم"، بأن سقوط دمشق يعني أن تنظيم الدولة سيتوجه إلى أوروبا، في رد صدى لتصريحات حسون بعد اندلاع الثورة، والذي هدد بإرسال الإرهابيين إلى أوروبا إذا سقط النظام السوري.
واحتفى إعلام النظام السوري، الذي يصف نفسه بـ"المقاوم والممانع لقوى الاستكبار العالمي والإمبريالية الأمريكية"، بزيارة السيناتور الأمريكي، ونشرت وكالته الرسمية "سانا" عدة مواد للقاءات السيناتور الأمريكي، وأفردت زاوية خاصة للزيارة.
وأشارت "سانا" إلى أن السيناتور ريتشارد بلاك، هو أحد أبرز المحافظين في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فرجينيا، وخدم لمدة ثماني سنوات في مجلس المفوضين، وانتخب لدورتين في مجلس الشيوخ مدة كل دورة أربع سنوات.
وكان بلاك وصف في وقت سابق ما يجري في سوريا بأنه "حرب غير قانونية من قبل قوى خارجية"، مؤكدا أنه "لا يحق للقوى الغربية فرض إرادتها على الشعب السوري، فالسوريون يجب أن يقرروا مصيرهم".