فيما حذر عدد من الكتاب من خطورة الانجراف للفاشية الدينية، فقد دل استطلاع للرأي العام أن 68 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون إقدام أحد جنود الاحتلال على إعدام الفتى
الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، في مدينة الخليل أواخر الأسبوع الماضي.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية أنه وفق استطلاع رأي أجري لصالحها، تبين أن 68 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ما أقدم عليه الجندي.
من ناحيتها، شرعت بلدية مدينة "بيت شيمش" التي تقع غربي مدينة
القدس، في شن حملة واسعة لدعم الجندي وللضغط على قيادة الجيش والدولة لإطلاق سراحه.
وذكرت الإذاعة العبرية، الخميس، أن البلدية قامت بتعليق صور ضخمة للجندي في الشوارع ومحطات الحافلات وفي الميادين، علاوة على تنظيمها مسيرات لدعم الجندي وعائلته.
من ناحية ثانية، فقد زاد عدد الوزراء الذين أعلنوا تأييدهم لما أقدم عليه الجندي وتعاظمت الضغوط على وزير الحرب موشيه يعالون لإطلاق سراحه.
وإلى جانب وزير التعليم نفتالي بنات ووزيرة الثقافة ميري ريغف ووزير الدولة أوفير أوكينوس، فقد انضم للمؤيدين وزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيلكاتس ووزير الزراعة أوري أرئيل ووزير السياحة يريف ليفين ووزيرة القضاء إياليتشاكيد.
وفي مقابلة أجرتها معه الخميس، إذاعة "عروتسشيفع" التي تمثل المستوطنين، قال الوزير آرئيل إن الجندي "يستحق أهم أوسمة البطولة وليس السجن".
يشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي العبرية قد ضجت بمظاهر التأييد للجندي.
وقد طالب عقيد متقاعد من الجيش يدعى ران ليفيالجمور الإسرائيلي، بالتوقيع على عريضة تطالب كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يعالون ورئيس هيئة الأكان جادي إيزنكوت بمنح الجندي "وسام البطولة".
وزعم ليفي أن 50 ألفا وقعوا على العريضة التي طرحها على صحفته على "فيسبوك".
وفي السياق، اعتبر المفكر والأديب الإسرائيلي ذو التوجهات اليسارية بي ميخائيل، أن الاحتفاء بإعدام الجريح الفلسطيني تدلل على "انحدار المجتمع الإسرائيلي نحو شوفينية على أساس ديني وعرقي".
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، نوه ميخائيل إلى أن "الشوفينية الإسرائيلية مرت بمرحلتين، الأولى شيطنة الآخر، والثانية إضفاء شرعية على المس به بكل قوة".
ونوه ميخائيل إلى أن ما مرت به إسرائيل مرت به ألمانيا قبل وصول النازيين للحكم عبر صناديق الاقتراع.
وفي سياق متصل، سخر الصحافي تسفي بارئيل من مهاجمة نخب اليمين لرئيس هيئة الأركان إيزنكوت بسبب موقفه ضد الجندي.
وأضاف بارئيل في مقال نشره أمس موقع صحيفة "هآرتس": "يدعي إيزنكوت أنه مهتم بالحفاظ عل قيم الجيش الذي يصفه بالأخلاقي، لكن هذا الجيش هو الذي صنع الجندي القاتل من الخليل وأمثاله، من خلال تشريع القتل كقيمة".
وأشار بارئيل إلى حرب
غزة الأخيرة وعمليات القتل الجماعي التي نفذها الجيش، كمسوغ لسخريته من حديث إيزنكوت من "قيم الجيش الإسرائيلي".