نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمايكل إيفانز وتوم كوغلان، قالا فيه إن أمريكا تقتل قادة
تنظيم الدولة من خلال
الغارات الجوية، لدرجة أنه يتم قتل القادة الجدد بمجرد تعيينهم.
وينقل التقرير عن المتحدث الرسمي الرئيسي باسم القوات الأمريكية في بغداد الكولونيل ستيف وارين، قوله: "كانت هناك حالات تم فيها الضرب بعمق في بعض المواقع"، ويضيف وارين: "نقتل واحدا فيقومون بترفيع شخص آخر، فنقتله، ويرفعون آخر وفي بعض الأحيان نقتله أيضا".
ويستدرك الكاتبان بأنه بالرغم من معدل الاستنزاف في القيادة، فإنه ليس هناك مؤشر على أن التنظيم يقوم بتغييرات مهمة لبنيته التنظيمية، إلا أن بعض الضربات الناجحة للطائرات الأمريكية دون طيار تسببت بإحداث تراجع كبير للتنظيم، وأكبرها كان بادعاء مقتل وزير الحرب لدى تنظيم الدولة أبي عمر
الشيشاني.
وتنقل الصحيفة عن ناشطين في مناطق تنظيم الدولة، قولهم إن التنظيم لم يخسر فقط قيادات كبيرة، لكن يبدو أن لديه مشكلات في الأفراد أيضا، حيث يقول مصدر في شبكة من الناشطين المعارضين لتنظيم الدولة في مدينة دير الزور: "بدأ تنظيم الدولة يخسر كثيرا من قادته مؤخرا، خاصة في المعارك بالقرب من الحسكة".
ويضيف المصدر للصحيفة: "تقلصت غارات التحالف على دير الزور والرقة وغيرهما من المناطق في الفترة الأخيرة؛ لأن تنظيم الدولة يرسل بالمقاتلين والقادة، وحتى الحسبة (الشرطة الدينية) إلى معارك الحسكة، (حيث تتقدم القوات الكردية شمال دير الزور)، ويبدو أن التنظيم ينقصه المقاتلين".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن ناشط آخر يطلق على نفسه اسم سارية الجبل، قوله إن تنظيم الدولة يضغط على المدنيين لتجنيدهم ليكونوا مقاتلين كي يرسلهم للشمال.
ويشير الكاتبان إلى أنه بالرغم من تصريحات تنظيم الدولة بنجاة الشيشاني من الموت في الغارة الأمريكية القريبة على موكب في بلدة الشدادي، إلا أن الكولونيل وارين قال إن الجيش الأمريكي متأكد من أنه توفي جراء جروح أصيب بها في الغارة.
وقال وارين خلال مؤتمر في بغداد: "قتل الشيشاني سيكون ضربة لهذا العدو، لقد كان أهم قيادات التنظيم بعد أبي بكر البغدادي (القائد العام)، لقد كان حقا مقاتلا شرسا"، وأضاف: "إنه كان يلقب بأبي اللحم؛ لأنه كان يلقي بمقاتليه في الميدان دون حساب لما قد يحصل لهم، وهذا ما حصل في كوباني، حيث ظل يلقي بالقوات في طاحونة اللحم وكانوا يطحنون"، بحسب الصحيفة.
وتذكر الصحيفة أن التنظيم يبذل الجهود كلها لإيجاد بديل، لكن الكولونيل وارين يقول إنه "ليس هناك شخص ثان في تنظيم الدولة بمستوى الشيشاني، بحسب علمنا، يستطيع الترفع لأخذ موقعه".
ويلفت التقرير إلى أن مقاتل تنظيم الدولة، الذي سلم نفسه للقوات الكردية، تحدث هذا الأسبوع عن خيبة أمله الليلة الماضية، وقال محمد جمال خويص (26 عاما) على التلفزيون الكردستاني إن الأمر انتهى به في الموصل عندما لحق بامرأة هناك، وأضاف: "أخطأت بأن قررت أن أذهب مع الفتاة إلى الموصل، كانت حياتنا عبارة عن أكل وتعلم الدين لمدة ثماني ساعات في اليوم.. العيش في الموصل صعب، فهي ليست كالدول الغربية، فليس هناك دخان".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن خويص، وهو من أصل فلسطيني، نشأ في فرجينيا، وقال: "هربت من تنظيم الدولة لأنني أريد العودة إلى أمريكا".