انتقد نائب رئيس الحكومة التركية يالتشين أكدوغان الواسع النفوذ، الثلاثاء، استراتيجية الولايات المتحدة في
سوريا ودعاها إلى الكف عن "الثقة بمجموعة إرهابية صغيرة"، في إشارة إلى الميليشيا الكردية السورية.
وقال أكدوغان في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في أنقرة: "لا أعتقد أنه من المناسب لدولة كبيرة مثل أمريكا أن تثق وتأمل بحصولها على مساعدة منظمة إرهابية صغيرة وأن تبني عليها مجمل استراتيجيتها السورية".
وكان المسؤول التركي يتحدث عن حزب
الاتحاد الديمقراطي (أهم تنظيم كردي في سوريا) وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب اللذين يسيطران على قسم كبير من شمال سوريا على طول الحدود مع
تركيا.
وتدعم الولايات المتحدة عسكريا هاتين المنظمتين. ولكن أنقرة تعتبرهما "إرهابيتين" بسبب قربهما من حزب العمال الكردستاني (المحظور) الذي يشن منذ العام 1984 تمردا دمويا على أراضيها.
وقال المسؤول التركي: "إن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب جزء من حزب العمال الكردستاني. وإن تبديل الاسم لا يبدل الطبيعة"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى التعاون "مع اللاعبين غير السيئين".
وشدد أكدوغان على أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي استغل مؤخرا هجوم قوات النظام المدعومة بغارات الطيران الروسي، لتوسيع نفوذه حول حلب (شمال) "يسير يدا بيد مع روسيا ونظام" الرئيس بشار الأسد.
ومنذ بدء الهدنة السبت بين قوات النظام والمعارضة برعاية موسكو وواشنطن، أوقف الأتراك القصف المدفعي على مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ولكنهم أكدوا أنهم سيستأنفون القصف مع أي اعتداء.
وقال أكدوغان أيضا إن "تركيا ليست معنية بوقف إطلاق النار. قالوا لنا إن الهدنة لا تعني الإرهابيين. ولكن بالنسبة إلينا، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية. وتركيا لها قواعدها الخاصة لفتح النار والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد يوجه ضدها".
وفي سياق آخر، استبعد أكدوغان تماما أية فكرة للتدخل البري الأحادي في سوريا. وقال إن "تركيا لن تشن عملية أحادية. تركيا ليست بلدا يقوم بمغامرات. نحن لسنا بلدا محبا للحرب".
وتطالب تركيا التي تستضيف 2,7 مليون لاجئ سوري، منذ زمن طويل بإقامة منطقة آمنة في سوريا وفرض منطقة حظر جوي لحمايتها، لكن حلفاءها ما زالوا يعارضون هذا الأمر حتى الآن.
وجدد أكدوغان التأكيد على أنه "من المهم أن تتحول منطقة بعرض 8 إلى 10 كلم بين الحدود التركية ومدينة أعزاز السورية إلى ممر مساعدات، يقيم فيه
لاجئون مدنيون وطالبو لجوء كي يستفيدوا من الحماية كما هو الحال في منطقة أمنية".
وأوضح أن حوالي 150 ألف سوري يقيمون في 10 مخيمات على الجانب السوري قبالة الحدود مع تركيا.
وقال أيضا: "في حال استمرت المعارك واستؤنف القصف، فسوف نواجه خطرا أمنيا جديدا: قد نكون أمام تدفق جديد للاجئين لينتقل عددهم من 150 ألفا إلى 700 ألف أو 800 ألف شخص. وهذه الموجة من اللاجئين لن تضرب فقط تركيا ولكن أيضا أوروبا".
وبموجب اتفاق موقع مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/ نوفمبر، تعهدت تركيا بمنع انتقال المهاجرين إلى أوروبا مقابل حصولها على مساعدة مالية.
وقبل أيام من قمة جديدة حول هذا الموضوع في 7 آذار/ مارس في بروكسل، أعرب أكدوغان عن معارضته لعودة اللاجئين السوريين إلى تركيا.
وقال إن "السوريين ليسوا مواطنين أتراكا. هل سيتم تجميع جميع السوريين في العالم بأسره وإرسالهم إلى تركيا؟ إذا كان للأوروبيين هذه الإمكانية فليعيدوهم إلى سوريا. فليقروا السلام هناك لإعادتهم إلى منازلهم".