تشارك نساء
الدفاع المدني في محافظة درعا أزواجهن في إنقاذ المدنيين وتقديم العلاج للمصابين والجرحى، إلا أن ضغط الهجمات الجوية الروسية على مدن وبلدات المحافظة فاقم من مصاعب عمليات الإنقاذ، ودفع
التدخل الروسي المزيد من الفتيات إلى التطوع في الدفاع المدني وسط ترحيب من قبل ذويهم والمقربين.
عنصر الدفاع المدني في محافظة درعا "أنجي محاميد" عبرت عن مشاركتها في الدفاع المدني بالحديث عما أسمته "واجبا أساسيا" على كافة الرجال والنساء المدنيين في مساعدة المتطوعين في الدفاع المدني وسط المصاعب الكبيرة التي خلفتها الهجمات الروسية.
وقالت "محاميد" لـ "
عربي 21" خلال اتصال خاص معها: "أعداد النسوة المتطوعات في الدفاع المدني 23، بمعدل اثنتين أو ثلاث بالمركز الواحد، ومن المهام الموكلة لهن "الإسعاف، الحملات التوعوية والطبية" بإشراف الأطباء القائمين على المراكز الطبية في المناطق المحررة".
وأوضحت أن التدخل الروسي وتوسيع غاراته ليشمل محافظة درعا ضاعف من أعداد المصابين، وكذلك الجهود المبذولة من قبل كوادر الدفاع المدني لمواجهة تحديات المرحلة الحرجة.
بدورها وصفت "عبير"، عنصر الدفاع المدني في بلدة "صيدا" بريف درعا، انضمامها للدفاع المدني في البلدة بـ "المغامرة"، متحدثة أن "الأوضاع الميدانية أصبحت سيئة وبحاجة إلى من يقوم بهذه الأعمال كالإسعافات وانتشال الجثث من تحت الأنقاض، وأن هذه العمليات نعيشها بشكل يومي تقريبا في مدننا، في حين أن أغلب المدنيين الموجودين لا يعرفون طرق الإنقاذ، فيظنون أحيانا بأنهم ينقذون المصابين ولكنهم يزيدون من حالاتهم بطريقة حملهم الخاطئة وتقديم
الإسعافات الأولية، وهذه المواقف تحتاج إلى أشخاص مدربين ويعرفون طرق الإنقاذ".
واستطردت "عبير" بالقول: "في بادئ، الأمر كانت مناظر الجثث والدماء وحجم الدمار صعبة ولا يحتمل النظر إليها، لكن مع مرور الوقت وكثافة أعمال القصف أصبح الأمر معتادا عليه، وسط مشاعر من الأسى والحزن على هؤلاء الناس الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون بمناطق ليست تابعة للنظام"، على حد وصفها.
من جانبها، رأت المنتسبة للدفاع المدني في درعا البلد "منال أبازيد" أن لمغامرتها هدف آخر هو برهان وإظهار الدور الفعال لنساء درعا في المجتمع والمحيط، حتى وإن كان الدور الذي ستقوم به صعب، وربما سيودي بحياتهم يوم من الأيام، لكن سيقمن بكل ما يستطعن من أجل إيصال البرهان للعالم بأن نساء درعا قادرات على أعمال صعبة وشاقة ومشاركة الرجال هذه المغامرة.
أما الدافع لانتسابها في الدفاع المدني فقالت "أبازيد" لـ "
عربي 21" خلال اتصال خاص معها، إن ذلك ينبع من رغبتها في مساعدة الجرحى والمصابين وتخفيف آلامهم وخاصة المصابات من النساء، باعتبار أن المجتمع لا يتقبل دائما فكرة أن يسعف الرجل امرأة، ومن هنا وجدت الحاجة لوجود عنصر نسائي في الدفاع.
في حين، اتخذت عائلة "منال" موقفا مشجعا لها على اعتباره عملا إنسانيا رغم المخاطر المحدقة بهم، مؤكدة أن الغارات الجوية الروسية زادت من أعداد القتلى والمصابين ونسبة الدمار في الأحياء السكنية، الأمر الذي جعل فرق الدفاع المدني أمام اختبارات صعبة للغاية خاصة مع افتقارها للمعدات والآليات التي تحتاجها في عملها، والنقص في سيارات الإسعاف والإطفاء.