اتهمت صحيفة "الصانداي تايمز" البريطانية السلطات
المصرية بمقتل الشاب الإيطالي
جوليو ريجيني، متتبعة أحداث يوم اختفائه ومقتله، نقلا عن شهود عيان.
وقالت "التايمز" في تقرير لها من القاهرة، إن الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، اتفق في يوم ذكرى الثورة (25 يناير)، مع صديق له يدعى جرفاسيو على اللقاء في ميدان التحرير للقاء واحد من الشخصيات المعارضة لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، موضحة أن "ريجيني لم يصل إلى محطة مترو البحوث التي تبعد عن مكان سكنه دقيقتين مشيا"، فيما نقلت الصحيفة عن شهود أنهم رأوا رجال الأمن المصري يأخذونه.
وعندما لم يصل ريجيني إلى موعده في تمام الساعة الثامنة مساء، اتصل به صديقه جرفاسيو عدة مرات دون رد، وفي الساعة الـ8:25 توقف هاتف ريجيني، وبرر مسؤول مصري بعد اكتشاف جثته أنه "تعرض لحادث سير"، إلا أن تقرير الطب الشرعي أثبت تعرضه للتعذيب.
ونقلت "التايمز" عن تقرير الطب الشرعي، الذي وصل إلى وكالة "رويترز" للأنباء، أن "ريجيني تعرض للصعق بالكهرباء على عضوه الذكري، وكسر سبعة ضلوع، وإصابات أخرى شديدة، ونزيف بالمخ، وكما يبدو فإنه تعرض كذلك لتقطيع في جسده بآلة حادة مثل الموس، وللضرب بالعصا والقبضات والأرجل"، على حد وصف الصحيفة.
وكان تقرير إيطالي قال في وقت سابق، إن ريجيني تعرض للحرق بالسجائر، وإن أظافره قد نزعت وقطع الجزء العلوي من أذنه، في ما وصف بأنه "تعذيب حيواني"، ما ينفي رواية الضابط المصري بتعرضه لحادث سير.
وأشارت الصحيفة إلى الإخفاء القسري الذي يتعرض له النشطاء في مصر، عبر اختطافهم من الشوارع أو اختفائهم بشكل غامض منذ انقلاب السيسي، و"نادرا ما توجد تفسيرات لتلك الحالات"، بحسب "التايمز".
"نابه وذكي"
وعن ريجيني نفسه، فقد تحدثت الصحيفة عن طفولته، ووصفته بأنه "ذكي ونابه"، ما جعله يحصل على عدد من المنح الدراسية، موضحة أنه درس اللغة العربية والسياسة في جامعة ليدز في بريطانيا، وحصل على درجة الماجستير من جامعة كامبردج عام 2011.
وكان ريجيني يحب مصر منذ أن جاء إليها في المرة الأولى، عندما كان يعمل ضمن برنامج إنمائي للأمم المتحدة في القاهرة.
وقال أحد المحاضرين من جامعة كامبردج، إن رسالة ريجيني في الماجستير كانت حول "مسألة دراسية جادة، هي تطور النقابات الرسمية والمستقلة" في مصر، كما أنه نشر مقالا باسم مستعار في
إيطاليا قال فيه إن "هناك هجوما على حقوق وحريات النقابات العمالية".
وقال محمد المسيري، الناشط الحقوقي في منظمة العفو الدولية، إن هناك تواجدا أمنيا كثيفا في المنطقة التي عُثر فيها على جثة ريجيني، و"لا يمكن تصور أن تتحرك سيارة غير رسمية تحمل جثة في تلك المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة المصرية لم تطلب من أصحاب المحلات المحيطة بمكان اختفاء الحادثة صور كاميرات المراقبة لديهم، "بسبب عدم كفاءتها أو سعيا منها للتغطية على الأمر"، على حد تعبيرها.
واختتمت "الصنداي تايمز" تقريرها بالقول إن "مخاوف الإيطاليين تضاعفت بمعرفتهم أن الضابط المسؤول عن التحقيق مع ريجيني هو خالد شلبي، المحكوم مع وقف التنفيذ، بتهمة تزوير تقارير الشرطة حول تعذيب معتقلين حتى الموت".