يطال قصف الطيران الروسي أهدافا مدنية في حلب - أ ف ب
نشرت صحيفة لوتون السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن تمكن قوات النظام السوري من قطع الإمدادات عن مقاتلي جبهة النصرة وأحرار الشام، واعتبرت ذلك انتصارا حاسما تحقق أولا بسبب التدخل الروسي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن النظام السوري يسيطر على جانب مهم من الطريق الاستراتيجية الرابطة بين مدينة حلب ومعبر باب السلام على الحدود التركية. وقد أحرز هذا التقدم بعد الغطاء الجوي الذي وفرته له الطائرات الروسية.
وأفادت الصحيفة بأن هذا التقدم الذي يحرزه النظام، جاء نتيجة لسلسلة طويلة من الهجمات المدعومة من القوات الروسية والإيرانية وحزب الله؛ بهدف عزل مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، التي تسيطر المعارضة السورية على شطرها الشرقي.
فبعد سيطرة النظام على أهم خط إمدادات يربط حلب بالحدود التركية في الشمال الغربي، عاد ليسيطر على الخط الثاني للإمدادات في الجنوب الذي يمر عبر بلدة باب الهوى في محافظة إدلب، مستفيدا من تقدم القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على تنظيم الدولة.
وعن هذا التقدم الملحوظ لقوات بشار الأسد، قال الخبير الأمني بمعهد الدراسات العالمية بجنيف، ورئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية، ألكسندر فوترافر: "إن السبب الرئيسي لتقدم حكومة دمشق هو الدعم الدولي الذي يتلقاه بشار الأسد من روسيا وإيران والحكومة العراقية وحزب الله".
وأضاف الخبير الأمني: "يعدّ هذا التحالف تحالفا صلبا ومدفوعا بمصالح مشتركة، وبتناسق عسكري فعّال مقره العاصمة بغداد، التي تستخدمها إيران كمركز مخابرات ينسق مع روسيا لتحديد الأهداف التي يتم قصفها".
كما أشار ألكسندر فوترافر إلى أن "النظام السوري غيّر من استراتيجيته، فبعد أن كان يدافع عن المناطق التي يسيطر عليها، توجه الآن نحو الهجوم، في محاولة لعكس تقدم المعارضة، عبر حصار مواقع تمركزها، ومن ثم إمطارها بوابل من القذائف والقنابل والصواريخ".
واعتبرت الصحيفة أن هذا التغيير في الأهداف العسكرية للنظام لم يأت من فراغ، بعد النقلة النوعية في قدرات قوات النظام، فقد تضاعف عدد مقاتلي النظام، وبعد أن وصل في بعض المراحل إلى 100 ألف ارتفع اليوم ليصل إلى 200 ألف؛، عبر عمليات التجنيد التي قام بها النظام وسط سكان المناطق السنية التي تخضع لسيطرته.
كما عزز النظام قواته بوحدة النخبة، والفرقة الرابعة المدرعة، وبمقاتلين من الفئة الثانية والثالثة، وأنشأ عدّة ألوية تدين بالولاء للنظام، كما كان للحضور الروسي دور فعّال في تقدم النظام.
وفي هذا الإطار، قال ألكسندر فوترافر: "إن روسيا وضعت 30 في المئة من قواتها الجوية الاستراتيجية، أي بين 27 و33 قاذفة قنابل قادرة على ضرب أهداف دقيقة بطريقة فعّالة جدا".
كما أفاد رئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية بأن "سياسة روسيا ضد أعدائها في الحرب تتصف بالوحشية؛ فهي لا تقيم أي اعتبار للأضرار الجانبية من مدنيين وأحياء سكنية، ومثال ذلك ما فعلته في مدينة غروزني الشيشانية في مطلع الألفية الجديدة، حين قصفت أحياء المدينة كلها".
واعتبر ألكسندر أن "هذه المنهجية تعدّها روسيا ناجحة جدا، ولا تجد حرجا في انتهاجها، في حين أن أمريكا والغرب عموما يتبعون منهجية أخرى تقوم على التمييز بين ما هو مدني وما هو عسكري؛ بهدف التخفيض من الأضرار الجانبية".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن القصف الروسي يبدو فعّالا في سوريا، ولكن ما لم يلحظه ألكسندر فوترافر، فإن قطع طريق "باب السلام" لن يخنق المعارضة في حلب، أهم المدن التي تسيطر عليها، وهو يعدّ تقدما للنظام وليس انتصارا.