بمجرد تحررها من العقوبات، أعلنت
إيران رغبتها في شراء أكثر من 100 طائرة غربية، لتفتح نافذة كان من شأنها أن تجذب إليها عمالقة صناعة الطائرات التي يقدر حجمها بنحو 130 مليار دولار سنويا.
إلا أن رد الفعل الفاتر من جانب كل من "إيرباص" ومنافستها "بوينغ" يبرز الشكوك العميقة والتعقيدات المصاحبة للدخول في صفقات أعمال مع إيران.
يقول مسؤولون غربيون وإيرانيون إن طهران ستحتاج إلى 400 طائرة على الأقل على مدى عشر سنوات لتجديد أسطولها المتقادم، منها ما بين 100 و200 طائرة تحتاجها بصفة عاجلة وتزيد قيمتها عن 20 مليار دولار.
وهذا يجعلها سوقا مغرية بشدة في وقت يواجه فيه صناع الطائرات سنوات عجافا أعقبت قوة في الطلب.
لكن مسؤولين كبارا في هذا القطاع يقولون إن إزالة كل العوائق القانونية والتنظيمية والسياسية بما يتيح بيع أعداد كبيرة من الطائرات لإيران قد يستغرق شهورا وربما أعواما. ولا تزال طهران خاضعة لمجموعة واسعة من العقوبات الأمريكية الأخرى.
قال إنجوس كيلي، المدير التنفيذي لشركة "إير كاب" الهولندية العملاقة للتأجير: "هذه فرصة في
سوق ضخمة تحتاج قدرة إحلال كبيرة ناهيك عن قدرة النمو، لكن لابد أن نكون متأكدين تماما من
رفع العقوبات".
وسيكون استعداد شركات الطائرات وقدرتها على دخول السوق الإيرانية اختبارا مبكرا لمدى السرعة التي يمكن أن تعيد بها إيران فتح باب الأعمال بعد سنوات العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب برنامجها النووي الذي اعتبر الغرب أنه يهدف لتطوير أسلحة، بينما ظلت طهران تنفي ذلك دوما.
واعترافا بخطوات إيران لتقييد برنامجها الذري تم رفع العقوبات يوم السبت، وفي اليوم نفسه نقلت وكالة إيران للأنباء عن وزير النقل قوله إن طهران "اتخذت الخطوة الأولى في الاتفاق مع إيرباص على شراء 114 طائرة".
وفاجأ الإعلان بعض المسؤولين الأوروبيين وأبدت شركة الطائرات نفسها رد فعل حذر قائلة إنه لا يمكنها البدء في مفاوضات قبل أن تسمح القوانين.
إلا أن المحللين يرون أن التعليق يعطي إشارة واضحة لقطاعات الأعمال الأجنبية والمنافسين السياسيين بالمنطقة إلى أن إيران جادة في سعيها لاستعادة نشاطها الاقتصادي والترحيب بالمستثمرين.
أهلا بكم في طهران
في ظل هذه الأجواء، ستستضيف إيران كبار مسؤولي صناعة الطائرات يومي الأحد والاثنين في مؤتمر بطهران إلى جانب شركة "سي.إيه.بي.إيه" الأسترالية للاستشارات، لبحث خطط طموح لاستعادة وتوسيع صناعة الطائرات وقطاع السياحة.
ويجيء أول تجمع رئيسي يتعلق بالصفقات والأعمال منذ رفع العقوبات وسط معارضة الجمهوريين بالكونغرس الأمريكي للاتفاق النووي، وتصاعد التوترات بين إيران والسعودية.