أعلن الرئيس التونسي السابق منصف
المرزوقي، السبت، أنه ضد حكم الإعدام لأسباب سياسية وقضائية واجتماعية، مقارنا إعدام الشيخ السعودي نمر
النمر والشاعر العراقي أحمد
النعيمي بأنهما يتشابهان.
وأُعدم، الإثنين، الشاعر النعيمي بالرافعة على الطريقة الفارسية بسبب قصيدة "نحن شعب لا يستحيي" قالت شيعة العراق إنه أساء لهم وللإمام علي في قصيدته، في حين أعدم النمر، السبت.
وعبر المرزوقي في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية "فيسبوك" عن الأسى والاستنكار من الإعدامات التي نفذت في
السعودية قائلا: "أستنكر الإعدامات في السعودية والعراق وإيران والصين دون نسيان الإعدامات ''المتحضرة'' في الولايات المتحدة...".
ولم يخف المرزوقي استياءه من عدم نجاحه في إلغاء عقوبة الإعدام أثناء توليه رئاسة تونس، إلا أنه عبر عن اعتزازه باستبدال حكم الإعدام، الصادر في حق أكثر من 200 شخص حال دخوله قصر قرطاج، كما أبدى سعادته بأنه لم يبعث لحبل المشنقة أحدا طيلة مدة رئاسته.
وأفصح أنه بعد مراجعة ملفات الإعدام، اتضح أن عشرة في المائة من المحكوم عليهم كانوا ضحية خطأ قضائي، أو مناضلين سياسيين (90 في المائة من أحكام الإعدام في العالم هي لأسباب سياسية كالنموذج المصري)، أو لأسباب طبقية (أغلب الضحايا فقراء).
وشدد المرزوقي على أن موقفه من الإعدام كلّفه وسيكلفه الكثير، لكنه لن يحيد عنه يوما لقناعة ترسخت عنده باعتباره "مبدأ يضمن نجاة القاتل من القصاص لكنه يحمي آلاف الأبرياء".
وأضاف قائلا: "إذا كان مبدأ إلغاء عقوبة الإعدام يحفظ حياة مجرم وقاتل وسفاح ومغتصب يستحق الموت لفظاعة ما ارتكب، إلا أنه يحفظ حياة أبرياء".
وعبر المرزوقي عن خطأ الإعدام وصواب إلغائه بالتساؤل "عن أي عدل يتحدثون عندما تنظر للأمر كظاهرة اجتماعية وعلى امتداد العقود والقرون؟ هل ثمة اليوم في هذا العالم جهاز قضائي لا يخطئ؟ هل ثمة نظام سياسي لا ينزلق؟ هل يمكن تدارك الخطأ عندما يحدث؟".
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان صباح السبت تنفيذ حكم "القصاص" بحق 47 شخصا، كان أبرزهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، وأحد أشهر منظري تنظيم القاعدة في "بلاد الحرمين" فارس الشويل الشهير بالزهراني، وقد تردد أن الأخير بايع تنظيم الدولة من سجنه.
وقالت الوزارة في بيانها إن من تم إعدامهم "أقدموا على استباحة الدماء المعصومة وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة مستهدفين زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل والتقول في دين الله
بالجهل والهوى".