سياسة عربية

سجن العقرب بمصر.. تعذيب واغتصاب وإهمال طبي للمعارضين

بناؤه جاء باقتراح من مجموعة ضباط تدربوا في أمريكا بينهم حبيب العادلي- أرشيفية
بني سجن العقرب، أحد أشهر قلاع التعذيب بمصر، باقتراح من مجموعة من الضباط الذين سافروا إلى أمريكا في بعثة تدريبية، بينهم حبيب العادلي وزير الداخلي في نظام حسني مبارك.

ورصد موقع "يناير" المصري إنشاء هذا السجن المشدد والتعذيب الذي جرى فيه وأشهر من خرج منه جثة هامدة.

وذكر الموقع أن فكرة إنشائه جاءت باقتراح من مجموعة من ضباط الشرطة عقب عودتهم من بعثة تدريبية سنة 1991، وأضاف أنه بني بمادة "الإستبستوس المسرطنة"، فيما استغرق بناؤه عامين.

ويتكون السجن من 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر ومنها خمس زنزانات يتم استخدامها "للتأديب".

ونقل الموقع عن العقيد عمر عفيفي قوله إن سجن العقرب أنشئ خصيصا بشكل يختلف عن كل سجون مصر ليكون عبارة عن كتلة خرسانية من الأسمنت المخلوط بالاسبستوس المسرطن.

أشهر نزلائه

من بين أشهر نزلاء سجن العقرب، الداعية المصري عبد الحميد كشك والكاتب الصحفي مصطفى أمين وأعضاء تنظيم ثورة مصر وقيادات الإخوان المسلمين، والقيادي اليساري كمال خليل والصحفي جمال فهمي والسياسي أيمن نور وتوفيق عبده إسماعيل ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، وخالد حامد محمود عضو مجلس الشعب السابق ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري وعصمت أبو المعالي، والجاسوس عزام عزام، ومحيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق، ومحسن شعلان وكيل وزارة الثقافة، وغيرهم.

التجويع وعدم التطبيب


الصور التي نشرت لعصام سلطان وسعد الكتاتني وقبلها صورة الناشط علاء عبد الفتاح دليل على أن النظام المصري يمارس سياسة التجويع ضد معتقلي سجن العقرب ومنع الدواء عنهم، ومنع دخول الأطعمة ومنع الزيارات أو قصر مدتها.

التعذيب

لسجن العقرب طابع خاص في التعذيب، فهو السجن الذي خصص للمعارضين السياسيين، ففيه يتعرض المعتقلون للضرب المبرح بالعصي والهروات والصعق بالكهرباء في أنحاء الجسد والتحرش والاغتصاب.

ورصدت منظمة "هيومن رايتس" في تقرير سابق لها، بعنوان “الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري”، أساليب التعذيب واستشهدت بشهادة أحد المعتقلين في عنبر H1 الذي أكد أنهم يتعرضون بشكل دوري للضرب المبرح بالعصي والهروات كما يتعرضون للصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد، ويزيد الصعق في الأماكن الحساسة، بالإضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لساعات طويلة في الحائط ربما تصل عدة أيام متواصلة.

وكانت المنظمة قد كشفت تعرض عدد من المعتقلين للاغتصاب، وكان أحد معتقلي السجن قد قال في حديثه لمندوب المنظمة: "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوع جديد من الإذلال والتنكيل بنا".

وأضاف التقرير أنه يوجد  عدد كبير من الموجودين داخل السجن مصابون بأمراض مزمنة تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة ومتابعة طبية خاصة إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات، وأشار إلى أن أحد المعتقلين يحتاج بشكل عاجل إلى إجراء عملية قسطرة القلب وتم منعها دون سبب واضح، ما يشكل خطرا على حياته.

خرجوا جثثا هامدة

لا يوجد رقم عن عدد الذين خرجوا أمواتا من سجن العقرب منذ إنشائه، لأنه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كانت مراقبة السجون والتحدث عنها إعلاميا شبه مستحيل.

إلا أن بعض المنابر الإعلامية والمنظمات الحقوقية سلطت الضوء على سجن العقرب بعد ثورة يناير التي أطاحت بمبارك، ورصدت عددا من حالات الوفيات.

وكان من بين أشهر من مات داخل مؤسسة العقرب للتعذيب، القيادي فريد إسماعيل، والبرلماني الفلاحجي، والدكتور طارق الغندور، وزكي أبو المجد، وأبو بكر القاضي؛ بسبب الإهمال الطبي، ثم القيادي الجهادي نبيل المغربي، والقيادي الجهادي مرجان سالم، والقيادي في الجماعة الإسلامية عصام دربالة، وعماد حسن الذي مات متأثرا بإصابته بسرطان المعدة داخل السجن بسبب الإهنال.