يعاني مرضى
السرطان في الداخل السوري، ويلات الحرب، والاستغلال المادي من قبل القائمين على شؤون
المرضى، في غياب التشخيص الصحيح، في الوقت الذي تقوم به الحكومة التركية بتقديم جميع أنواع المساعدة لهم من تأمين
العلاج والدواء المجاني، حيث يكلف مرضى السرطان السوريين الحكومة التركية ما لا يقل عن مليون دولار أمريكي.
وتشير مصادر لـ "
عربي 21" إلى أن أكثر من 100 طفل سوري مصابين بمرض السرطان، تماثلوا للشفاء، فيما يتنظر ما يقارب من أربعة آلاف آخرين، مصيرهم مع الجرعات الكيماوية، ومراكز علاج السرطان في
تركيا.
وتقول والدة الشاب العشريني "أحمد" المصاب بمرض السرطان لـ"
عربي 21": "لقد جئت إلى تركيا من أجل معالجة مرض سرطان الحنجرة لابني "أحمد"، بعد أن قام الأطباء في مدينة اللاذقية في
سوريا بتشخيص المرض بشكل خاطئ، وقاموا بإعطائه جرعات بشكل خاطئ، حيث أن التشخيص كان مغايرا لحقيقة مرضه، وكانت الجرعات لذاك المرض المغاير، ما أدى لتدهور حالته الصحية".
وتضيف أم أحمد: "بعد وصولي إلى تركيا، تم استقباله من قبل مراكز علاج مرض السرطان في مدينة عنتاب، وتم تشخيص المرض له بشكل مناسب، ما أدى لتحسن حالته الصحية عبر الجرعات، وبالرغم من الانتكاسات في حالته، إلا أنه يعود للتجاوب مع العلاج"، متمنية أن تنتهي معاناة (أحمد) مع المرض في الوقت القريب.
بدورها تقول "فاطمة الطاووس" الشابة العشرينية المصابة بسرطان الرئة لـ"
عربي 21"، "أكثر ما آلمني في مرضي، هو حلاقة شعري على الصفر، نتيجة المرض"، مشيرة إلى أن وضعها الصحي يتحسن بشكل مستمر نتيجة تلقيها للعلاج في المشافي التركية.
وتشير "طاووس" إلى أنها قدمت إلى تركيا من حي مساكن هنانو في حلب، بعد أن انقطعت أسباب العلاج لمرض السرطان في الداخل السوري، آملة أن تتحسن صحتها، وتعود إلى مدينتها حلب من جديد.
وبالتزامن مع تقديم الحكومة التركية العلاج لمرضى السرطان السوريين منذ ما يقرب من أربعة أعوام، منفقة أكثر من 50 مليون دولار على علاجهم، بحسب تقديرات أولية لجمعية "الأمل" العاملة في مجال تقديم الخدمات الطبية واللوجستية لمرضى السرطان في تركيا، تمكنت الجهود التركية من شفاء ما يناهز 100 طفل على الأقل من ذاك المرض.
وعبرت والدة الطفلة "فاطمة" البالغة من العمر عامين، عن سعادتها لشفاء ابنتها من مرض سرطان الكلية، بعد معاناتها مع المرض منذ ولادتها في قريتها بريف حلب.
وتشير والدة "فاطمة" إلى أن حالتها في البداية كانت صعبة للغاية، لكن بفضل المتابعة من قبل القائمين على مراكز مرض السرطان في تركيا، تم شفاء الطفلة بشكل كامل، بعد خضوعها لفحوصات طبية متعددة في هذا المجال.
"محمود عبد العزيز" طفل في الصف الثامن، شفي أيضا بشكل كامل من مرض سرطان "الخصيتن" بعد تلقيه للعلاج على مدار عامين ونصف العام، من قبل مراكز معالجة السرطان في تركيا.
ويقول "محمود" إنه كان يعيش في ريف حلب، ويعاني من الإصابة بمرض السرطان، وبعد بحثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجد إحدى الجمعيات السورية التي تعنى بتقديم الخدمات لمرضى السرطان، فسافر إلى تركيا، والجمعية أمنت له طرق العلاج اللازمة في المشافي التركية.
وعن الخدمات التي تقدم لمرضى السرطان السوريين في تركيا، يقول رئيس مجلس إدارة جمعية "الأمل" لمعالجة مرضى السرطان في مدينة عنتاب "عبد الرحمن زينو" لـ"
عربي 21" إن جمعية الأمل تبدأ باستقبال المريض من داخل سوريا، في مناطق النظام والمعارضة وتنظيم الدولة عن طريق مراكز سرية، حيث تقوم تلك المراكز بإرسال المرضى الذي يعانون من حالات مستعصية إلينا على الفور.
ويشير "زينو" إلى أن جمعيته تقوم بتأمين الإقامة للمريض في تركيا، مع تأمين القبول في المشافي، بالإضافة للدواء وغير ذلك من مستلزمات للمرضى القادمين من سوريا، كاشفا في الوقت ذاته عن استقبال الجمعية منذ أربع سنوات لأكثر من 4500 مريض.
كما يلفت "زينو" إلى أن الجمعية تؤمن أيضا للمرضى مترجمين عائدين للجمعية، كما نقوم بجلب الدواء لهم عن طريق منظمة أفاد التركية بشكل مجاني، مبينا أن أكثر من 100 طفل تماثلوا للشفاء، بشكل شبه كامل، منوها إلى أن أبرز الصعوبات التي تعترض عملهم في الداخل السوري، هو الاشتباكات في الداخل السوري ما يؤخر وصول المرضى إلى تركيا.
ويبين "زينو" أن غالبية مرضى السرطان السوريين يأتون لتركيا فقط للعلاج ومن ثم يعودون إلى الداخل السوري، ويعودون إلى تركيا، في وقت الجرعات، مشددا على أن الدخول والخروج من وإلى تركيا، بالنسبة لمرضى السرطان يتم عبر المكتب الطبي في المعبر.
ويؤكد "زينو" على أن أبرز المعوقات تكون مالية بالخصوص في ظل التجاوب الكبير من قبل الأتراك، حيث إن الجمعية بحاجة لتأمين رواتب للمترجمين، بالإضافة لتأمين مساكن للمرضى، وهو ما يحتاج لميزانية كبيرة، وتؤمن الجمعية جزءا كبيرا من نفقاتها من قبل "بيت الزكاة" الكويتي.
ويكشف "زينو" عن قيام الجمعية بإرسال ما يقرب من 16 مريض سرطان إلى ألمانيا، حيث يوجد للجمعية هناك مكتب ارتباط، يتم تسفير بعضهم عبر البحر بواسطة الهجرة غير الشرعية، للوصول إلى ألمانيا من أجل استكمال العلاج، على نفقة الجمعية، وذلك في حال استعصاء حالتهم على مراكز معالجة السرطان في تركيا.