ملفات وتقارير

خبير بريطاني: الجماعات المتشددة بسوريا استقطبت 31 ألف أجنبي

جذب المتشددون في سوريا مقاتلين من 86 بلدا - أرشيفية
قال مسؤول سابق في المخابرات البريطانية ريتشارد باريت إن سوريا أصبحت حاضنا عالميا واضحا لجيل جديد من المتشددين بعدما زادت الجماعات الإسلامية عدد مجنديها الأجانب إلى 31 ألفا خلال 18شهرا.

وفي خضم الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا ينتهي المطاف بأغلب المقاتلين الأجانب في جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الذي ينتهج تفسيرا متشددا للإسلام لتبرير هجماته على خصومه، ولفرض حكم قمعي للغاية على مساحات كبيرة من الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.

وقال ريتشارد باريت، الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب العالمي في المخابرات البريطانية التي يطلق عليها اختصارا (إم.آي.6)، "بلغت داعش في نجاحها ما حلمت به غيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى التي أصبحت الآن تقليدية وقديمة مثل القاعدة".

وقال باريت في تقرير أرسل عبر البريد الإلكتروني "رغم الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء داعش ومنع تدفق متشددين إلى سوريا فإن عدد المقاتلين الأجانب زاد للضعف".
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن هجمات باريس في 13 من تشرين الثاني/ نوفمبر التي أودت بحياة 130 شخصا، وإسقاط طائرة ركاب روسية في 31 تشرين الأول/ أكتوبر فوق شبه جزيرة سيناء المصرية قتل فيها 224 شخصا. وتوعد التنظيم بالمزيد من الهجمات على الغرب وروسيا.

وقتلت القاعدة نحو 3000 شخص في هجمات 11 من أيلول/ سبتمبر 2001 . ويقول زعماء غربيون إن تنظيم الدولة الذي أعلن "الخلافة" في مناطقه بسوريا والعراق يشكل الآن خطرا أكبر بكثير.

ودفعت هجمات تنظيم الدولة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم بريطانيا وفرنسا لشن ضربات جوية مكثفة عليه. وتقوم روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بقصف التنظيم أيضا بالإضافة إلى جماعات معارضة للأسد.

ويقول مسؤولو مخابرات غربيون إن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون للمتشددين في سوريا يشكلون تهديدا للأمن القومي لما يكتسبونه من خبرات قتالية في سوريا، فضلا عن تشددهم قبل عودتهم بسهولة إلى أوروبا وتنفيذ هجمات.

وكتب باريت في تقريره قائلا: "حتى إذا أصبح تنظيم داعش مشروعا فاشلا في تدهور مستمر، فإنه سيستمر في التأثير على تحركات أتباعه، وقد يصبح أكثر خطرا مع اقترابه من نهايته".

القتال في صفوف تنظيم الدولة

وقال باريت، الذي يعمل حاليا في مجموعة "سوفان" للاستشارات في نيويورك، إن أغلب المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على سوريا عرب من الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأضاف في تقريره أن أعدادا كبيرة تأتي من تونس والسعودية والاتحاد السوفيتي السابق، بينما سافر نحو 5 آلاف من الاتحاد الأوروبي.

وجاء في عنوان التقرير أن ما يتراوح بين 27 إلى 31 ألف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق مقارنة بما يقدر بنحو 12 ألفا ذكرهم باريت في تقرير في حزيران/ يونيو 2014.

مقاتلين من 86 بلدا

وجذب المتشددون في سوريا مقاتلين من 86 بلدا تمتد من النرويج وحتى أوزبكستان، وزيادات مستمرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد السوفيتي السابق.

وقال باريت إن حوالي 6 آلاف من تونس، و2500 من السعودية، و2400 من روسيا سافروا إلى سوريا، مضيفا أن 5 آلاف من أوروبا يضمون نحو 3700 من أربعة بلدان وهي فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، سافروا إلى سوريا.

وقد يكون العدد الخاص بفرنسا مبالغا فيه حيث يقول مسؤولون إن 1800 مواطن ومقيم يرتبطون بتنظيم الدولة لكن العدد يشمل من قتلوا وسجنوا وعادوا أو يخططون للذهاب.

وزادت بوتيرة كبيرة أعداد المجندين الجدد في تنظيم الدولة من الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة روسيا وجمهورتي الشيشان وداغستان في شمال القوقاز، وأيضا البلدان المسلمة في آسيا الوسطى.

وقال باروت "في ظل تغيير داعش لتركيزها من إحكام السيطرة على أراض إلى مهاجمة أعدائها الأجانب في بلدانهم، أو استهداف مصالحهم في أي مكان، فإن طبيعة مجنديها الأجانب ستتغير أيضا".