قالت صحيفة المانيفستو الإيطالية إن أكراد
العراق الذين انشغلوا في الفترة الماضية بالدفاع عن أنفسهم ضد خطر
تنظيم الدولة، يعيشون صراعات داخلية وانقسامات، ولديهم طموحات توسعية، ستظهر أكثر مع انقشاع غبار الحرب على تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة، في تقرير ترجمته
"عربي21"، إلى أن قائد قوات البشمركة، جمال إيمينكي، أعلن عن عزمه الدخول في عمليات جديدة في تلعفر والموصل. وقد نفت السلطات الكردية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم
كردستان، أية نية لضم الموصل إلى مناطق حكمها الذاتي، ولكنها لم تستبعد مشاركة قوات رئيس حكومة الإقليم مسعود
بارزاني، في تحرير المدينة، خاصة وأن الأكراد يحتلون مواقع استراتيجية قريبة منها. فمنذ أن سيطروا على سنجار في الغرب، أصبحوا تقريبا يحاصرون الموصل.
وذكرت الصحيفة أن القوات الجوية العراقية ألقت بالتزامن مع ذلك؛ منشورات على المدنيين المحاصرين داخل مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، لحثهم على مغادرة المدينة متوعدة بأن الهجوم المضاد على وشك أن يبدأ خلال يوم أو يومين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات العراقية ستكون مكونة من حوالي 10 آلاف جندي، في مواجهة ما بين 600 وألف من مقاتلي تنظيم الدولة. وبالتزامن مع ذلك، ستقوم فرنسا بعمليات قصف جوي من طائراتها، كما زودت القوات الأمريكية الجيش العراقي بأجهزة كشف الألغام، وجرافات لتجاوز التحصينات التي جهزها مقاتلو تنظيم الدولة حول الرمادي.
وأضافت الصحيفة في السياق ذاته أن اقتراب المواجهات الحاسمة، وتراجع قوة تنظيم الدولة وحظوظه في التشبث بسيطرته على المنطقة، جعل الجميع يفكر في حساباته المستقبلية، بما في ذلك تحديد المناطق التابعة لإقليم كردستان، وصراع السلطة في الإقليم.
فالأكراد ظلوا خلال الفترة الماضية متماسكين بفضل الخطر الذي كان يتهددهم، والمتمثل في تنظيم الدولة، على الرغم من الخلافات الداخلية العديدة التي يشهدها الإقليم، خاصة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده بارزاني، وحركة التغيير "كوران"، التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني.
وقالت الصحيفة إن أساليب البرزاني لمحاربة خصومه أصبحت معروفة، فقد عمد في الفترة الماضية إلى إقصاء حركة "كوران" من الحكومة، بحجج عديدة، من بينها تجنب الفوضى الداخلية في ظل الحرب على تنظيم الدولة، وهو ما تعتبره المعارضة استغلالا خبيثا من بارزاني للحرب الدائرة؛ لأنه لا يزال يتمسك بالسلطة بعد دورتين رئاسيتين تلاهما أيضا تمديد لفترة حكم في 2013 بسنتين.
وأضافت الصحيفة أن الحجة التي يستخدمها حزب بارازني لإقصاء حركة كوران برزت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عندما اندلعت مظاهرات مناوئة للحكومة في المدن الشرقية، حيث سارعت أربيل حينها إلى اتهام الإصلاحيين، على لسان مسرور بارزاني، قائد المخابرات وابن رئيس حكومة الإقليم، بأن "أحداث العنف الأخيرة هي من تخطيطهم".
وقد اتخذ رئيس وزراء حكومة كردستان العراق وأحد أقرباء الرئيس، نشيرفان بارزاني، قرارا في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بطرد خمسة وزراء، ورئيس برلمان الإقليم يوسف محمد، المنتمي لحركة كوران، حيث تم منعه من قبل مليشيات الحزب الديمقراطي الكردستاني من دخول أربيل، ما أجبره على البقاء في السليمانية في الوقت الحاضر.
ونقلت الصحيفة عن رابون معروف، رئيس كتلة حركة كوران في برلمان الأقليم، قوله إن "البارزاني يسيطر على كل المجالات، ويرفض القيام بأية إصلاحات، والإقليم أصبح على شفا الانهيار والفوضى؛ لأن بارزاني انتهت مدته الرئاسية ويتمسك بمنصبه بشكل غير قانوني، والعاصمة أربيل تسيطر عليها المليشيات التابعة له، ورجال النخبة السياسية أصبحوا أثرياء بسبب الفساد واستغلال مناصبهم".
وحذر رابون من تكرار "الحرب الأهلية التي اندلعت في السابق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، والتي تعد من أسوأ الأحداث في الذاكرة الكردية، كما أن الاحتجاجات قد تتوسع مع تفاقم ظاهرة الفساد وسرقة مداخيل النفط"، بحسب قوله.
وفي المقابل، نقلت الصحيفة موقف سفين ديزاي، المتحدث باسم الحكومة الكردية، الذي ألقى باللائمة على حركة كوران، واتهمها "باستغلال المشكلات والصعوبات الاقتصادية والأمنية للركوب على الأزمة وتحقيق مكاسب سياسية، وخلق حالة من الفوضى".