قالت مراسلة الشؤون الخارجية في صحيفة "التايمز" كاثرين فيليب إن
تنظيم الدولة حوّل بنادقه الآن إلى الغرب.
وتوضح الكاتبة أنه بعد أكثر من عام من قيام التنظيم بتعزيز مواقعه في المناطق التي أطلق عليها "الخلافة"، فإنه يقوم بعملية كبيرة في قلب "العدو البعيد"، وهي استراتيجية تبناها تنظيم
القاعدة من قبل، أي فتح حرب شاملة مع الغرب.
ويشير التقرير إلى أن معظم ضحايا التنظيم، حتى هجوم
باريس ليلة الجمعة، كانوا من "العدو القريب"، أو من داخل المناطق القريبة من "الخلافة"، أو تلك المجاورة لها في لبنان والعراق وحتى تركيا والسعودية.
وتلاحظ الصحيفة أن هناك تغيرا حدث في الأساليب في الأسابيع السابقة، حيث نفذ التنظيم سلسلة من الهجمات على عدد من الأهداف، فقد أعلن مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء
المصرية، ومن ثم جاءت العملية الانتحارية في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله في العاصمة بيروت. وبعد يوم جاءت هجمات باريس، التي يعتقد المحققون الفرنسيون أن ثلاث فرق انتحارية قامت بتنفيذها، مستخدمة الأسلحة الأتوماتيكية قبل أن يفجر المنفذون أنفسهم.
وتقول فيليب إن توقيت الهجمات في بيروت ومصر وباريس قاد المحققين الغربيين إلى الاعتقاد أن المخطط لها هو طرف واحد.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن هذه الهجمات تشير إلى شكل واحد استخدمه تنظيم الدولة في توسعه الدولي، ويقوم على التوسع المناطقي في كل من ليبيا وسيناء، وإقامة خلايا نائمة في كل من تركيا ولبنان؛ لزعزعة استقرار البلد، والتركيز الجديد على استهداف الغرب، من خلال "قسم العمليات الخارجي" الذي أنشئ حديثا.
وترى الصحيفة أن "الهجوم على باريس لم ينفذ انتقاما من المشاركة الفرنسية في الغارات الجوية على
سوريا، والأمر ذاته يقال عن عملية الطائرة الروسية، بل قام على أساس ديني وثقافي". مشيرة إلى بيان التنظيم الذي وصف باريس بعاصمة العهر والدعارة والشرك.
وتجد الكاتبة أن هذه اللغة لا تستهدف الضحايا، بل وتحاول إقناع شباب محتملين من مسلمي أوروبا بالانضمام إلى التنظيم. محذرة من تحول التنظيم إلى الغرب ومخاطره، خاصة أن هذا المدخل جلب الدمار على تنظيم القاعدة بعدما نفذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001. وهو ما أدى إلى ضرب أفغانستان وإخراج التنظيم منه، وتشتيت قادته، وبالتالي شل حركتهم وقدرتهم على التخطيط لهجمات.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تنظيم الدولة، وعلى خلاف تنظيم القاعدة، استطاع قبل بدء الحملة ضد الغرب تأمين مناطق تحت سيطرته في العراق وسوريا، حيث يديرها ولديه جيش كبير نوعا ما. ويواجه عدوا متعبا في مرحلة ما بعد 11/ 9 ، ولا يريد أن يكرر المغامرات التي بدأتها إدارة بوش في أفغانستان والعراق.