يعد أشرف حسن الغرابلي الذي قتل برصاص الأمن
المصري الاثنين "الصندوق الأسود لتنظيم
ولاية سيناء"، بسبب دوره الرئيس في إنشاء خلايا التنظيم خارج شبه جزيرة سيناء، ولكمية المعلومات الهائلة التي كان يعرفها عن خريطة التنظيم وخلاياه داخل وخارج سيناء.
ولقي أشرف حسن الغرابلي أو "
أدهم" -كما كان أفراد التنظيم يعرفونه- حتفه برصاص الشرطة أثناء تبادل لإطلاق النار في منطقة المرج بمحافظة القاهرة، وفقا لبيان أصدرته وزارة الداخلية.
وهو بحسب تحريات أمن الدولة في القضايا التي كان متهما فيها "غيابيا"، مسؤول خلية التنفيذ في ولاية سيناء، حتى القبض على مسؤول التنظيم خارج سيناء ومدن القناة محمد علي عفيفي (الذي أعدم فيما بعد في قضية خلية عرب شركس)، ما دعا مجلس شورى الجماعة إلى عقد اجتماع استقر على أن يتولى الغرابلي مسؤولية إعادة إنشاء خلايا التنظيم خارج سيناء.
وبحسب صحيفة "الشروق" المصرية، فإنه رغم أن عمره لم يكن يزيد على 32 عاما، فإنه كان من أكثر رجال توفيق فريج زيادة -مؤسس الجماعة الذى أذاعت الجماعة أنه لقي مصرعه- قدرة على ضم أعضاء جدد من بين الحضور لدروس مشايخ التيار الجهادي في القاهرة والجيزة والقليوبية، ونسبت له التحريات تردده الدائم على مسجد العزيز بالله في حلمية الزيتون ومساجد أخرى معروفة بأنها مصدر دائم لتجنيد عناصر التيارات الجهادية.
وقالت التحريات إن الغرابلي أنشأ سبع خلايا؛ كان أولها داخل القاهرة الكبرى، واعتمد في إنشائها على تامر العزيري عضو الجماعة الهارب، والتي قامت بعمليتين فقط حتى القبض على أعضائها وإحالتهم للمحاكمة في القضية المعروفة بـ"أنصار بيت المقدس الثانية"، وكان من بينهم شقيق تامر، الضابط السابق سامح العزيزي.
ونسبت الشرطة للغرابلي أيضا إنشاء خلية أخرى تابعة للجماعة بمدينة بني سويف، لتكون نواة للعمليات في شمال الصعيد، وأنه شارك في عدد من العمليات هناك، من بينها الهجوم على كمين الوادي الجديد، بل خصته التحريات بأنه "من تولى مراقبة ورصد الكمين لمدة أسبوعين، قبل عملية الهجوم".
وبحسب هذه المعلومات، فقد اعتمد الغرابلي خلال عملياته السابقة على عدد من معاونيه، من بينهم أحمد محمود عبدالرحيم محمد فراج، وكريم حسن صادق حسن إبراهيم، وحسام حسني عبداللطيف علي، وعمرو محمد مصطفى عبدالحميد محمود، ووسام مصطفى سيد حسين، وأحمد عزت محمد شعبان، وأنس إبراهيم صبحي فرحات، وإسلام سيد أحمد إبراهيم.
واعتمد فيما بعد على عدد من الرجال الآخرين من أبناء سيناء كان من بينهم عواد إبراهيم غانم، عضو مجلس شورى التنظيم، الذي أدلى بمعلومات حول عملية الهجوم على الكتيبة 101 بالعريش.
وتشير التحريات أيضا إلى أن همام عطية، مؤسس تنظيم "أجناد مصر"، والذي لقي مصرعه هو الآخر خلال اقتحام مسكنه بشارع فيصل، كان أحد رجال مجموعة التننفيذ، التي كان يقودها الغرابلي، لكنه اختلف معه في مرحلة لاحقة بسبب رغبة همام في تغيير اسم الجماعة وأفكارها، حيث إنه لم يكن راضيا عن لقب "أنصار بيت المقدس"، وكان يريد اسما مرتبطا بمصر.
وتتحدث التحريات في قضية "أجناد مصر"، وهي مصدر المعلومات الوحيد لما كان يدور بين الرجلين، عن أن همام كان يرى ضرورة توجيه العمليات لنظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي فقط وانتهائها بعد إسقاطه، بينما كان الغرابلي يرى أن العمليات ستستمر طالما أن القانون الوضعي هو شريعة الحكم في الدولة.
وكان الغرابلي المتهم رقم واحد المطلوب في القضية العسكرية الشهيرة بـ"خلية عرب شركس"، التي قضت المحكمة العسكرية العليا بإعدام ستة من أفرادها بالإعدام، واثنين آخرين بالسجن المؤبد، وعاقبته المحكمة غيابيا بالإعدام شنقا.
وقالت المحكمة في حيثياتها إن "الغرابلي حرض المتهمين الآخرين على تنفيذ عملية عدائية ضد إحدى حافلات نقل الأفراد التابعة للجيش أثناء سيرها وقتل مستقليها من العسكريين، بغية التأثير في الروح المعنوية للقوات، وإضعاف القدرة على ضبط الأوضاع في البلاد".
وأدانت المحكمة الغرابلي بـ"إمداد عناصر الخلية بسلاح آلي وسيارة ودراجة بخارية، فأطاعوه، وتلاقت إرادتهم الآثمة بتصميم قاطع ونية مبيتة وإصرار على ما اتفقوا عليه".
وفي قضية قتل ضابط الأمن الوطني محمد مبروك، اتهمته التحقيقات برصد منزل مبروك يوم عملية التنفيذ، فاتصل هاتفيا بقائد المجموعة محمد علي عفيفي، والذي كان ينتظر على أحد المقاهي المواجهة لمبنى الأمن الوطني قبل أن تنطلق مجموعة تنفيذ العملية.
وهو أيضا المتهم بالإشراف على عملية الهجوم على كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق، والتي أسفرت عن مقتل الطفلة مريم نبيل وكاميليا حلمي عطية وإصابة الطفل فلوباتير أشرف.
وهو متهم بالمشاركة في الهجوم على كمين باسوس، وفي هذه القضية كان شريكه المباشر عبدالرحمن أبوسريع، الذي كان شريكه المباشر أيضا في قضية خلية عرب شركس وتم إعدامه.
ووفقا للتحقيقات، فإن الاثنين بمساعدة آخرين هاجموا الكمين باستخدام سلاح آلي وسيارة سبق سرقت من أمام إحدى الكنائس بحدائق القبة وأعادوا طلاءها، وقتلوا عنصري شرطة، وأصابوا عنصرين.
واتهمت النيابة العامة الغرابلي بتعقب اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفني لوزير الداخلية لمدة شهر، قبل أن يتفق مع منفذي العملية محمد سعد عبدالتواب (الذي شارك في تكوين جماعة أجناد مصر) وإسلام سيد، وأمدهما بدراجة نارية وطبنجة واصطحبهما لمكان العملية عدة مرات وشرح لهم خط سيره كما أنه دربهما على إطلاق النار ووسائل الهروب من المراقبة.
وهو متهم أيضا بسرقة السلاح الناري الخاص بعنصر الشرطة صلاح السيد مصطفى، بعد أن تعقبه هو وشريكاه سمير عبدالحكيم وفهمي عبدالرؤوف (لقيا مصرعهما في أحداث عرب شركس) بسيارة، وأطلقوا عليه النيران، ما تسبب في إصابته في قدمه.
وهو متهم بالضلوع في تفجير مديرية أمن القاهرة أيضا، حيث نسبت له التحريات التخطيط للعملية، والقيام بأعمال المراقبة، ثم رفع خرائط للموقع.
التحريات تشير أيضا إلى أن الغرابلي كان أمهر عناصر تنظيم ولاية سيناء في رفع مخططات للمنشآت ورصد الشخصيات والهروب من الرقابة، حيث إنه كان يتمتع بحس أمني عال.
أما من الناحية الفكرية، فمعلومات التحريات تشير إلى أنه "صاحب فكر عقائدي متشدد يميل إلى تكفير مؤيدي الرئيس والجيش والشرطة، وأنه كان أحد أعضاء مجلس شورى التنظيم الذي تبنى توسيع العمليات إلى خارج سيناء في الفترة الأخيرة وذلك لتشتيت الشرطة وإبعادها عن سيناء".
ويذكر أن المرة الأولى التي ورد فيها اسم الغرابلي كان في اعترافات محمد فتحي عبدالعزيز، عضو التنظيم ومالك المزرعة التي كان تنظيم ولاية سيناء يتخذها قاعدة له في محافظة الشرقية، حيث ذكر أن "الغرابلي كان يتردد على المزرعة بصحبة توفيق فريج زيادة".