ملفات وتقارير

مركز دراسات إيراني يشرح تاريخ وأسباب "العداء السعودي"

الدعاية الإيرانية ضد السعودية بلغت ذروتها بعد حادثة منى- أ ف ب
قال مركز دراسات "وثائق الثورة الإيرانية" إن عداء المملكة العربية السعودية لإيران بلغ الذروة في حادثة منى، وإن المسؤولين السعوديين بدلا من اتخاذ الواقعية منهجا في الرد على ما أسماه "الفاجعة الإدارية" التي كانت من صنعهم في منى، فإنهم ما زالوا يصرون على السير في "منهج العداء".
 
وأضاف المركز الإيراني بحسب ورقة بحثية اطلعت عليها "عربي21" الأربعاء، أن العلاقات العدائية للمملكة العربية السعودية مع إيران لها تاريخ طويل، واستمرت منذ تأسيس هذا البلد في العقود المنصرمة إلى يومنا هذا.

وقال المركز إنه عند النظر إلى نماذج "العداء التاريخي" السعودي لإيران، من "السلوك العدائي الذي تتبناه السعودية في ما يتعلق بالحجيج الإيرانيين وحتى الصراع على الجزر الثلاث الإيرانية، فإننا نرى أن انتصار الثورة في إيران جعل العداء السعودي يستمر بشدة وحدة سارت من الحروب بالنيابة حتى التهديد بشن هجوم عسكري ضد إيران".
 
وتابع المركز هجومه على السعودية قائلا إن "من أبرز حالات عداء السعودية لإيران، هي تحركها في لعبة دولية تهدف لتغيير اسم الخليج من الفارسي إلى الخليج العربي"، مشيرا إلى أن "السعودية لاقت دعم الدول الخليجية الأخرى المطلة على مياه الخليج، وأن فكرة تغيير تسمية الخليج إلى العربي راجت وانتشرت بين الصحف ووسائل الإعلام العربية بدعم سعودي رسمي".
 
وبعد أن اعتبر أن مملكة البحرين جزء قديم من "الأراضي الإيرانية"، أشار المركز إلى أن السعودية كانت مساهمة في فصل البحرين عن الدولة الفارسية، وقال إن "أهم الخلافات بين إيران والسعودية تعود إلى بداية تأسيس نظام المملكة العربية السعودية وتدخلها في البحرين ذات الأغلبية الشيعية المنفصلة عن إيران"، على حد قوله. 
 
وشدد مركز دراسات "وثائق الثورة الإيرانية" على أن البحرين كانت حتى عام 1957 جزءا من الأراضي الإيرانية وانفصلت بعد التدخلات التي قامت بها بريطانيا وخططها الاستعمارية، وألاعيبها ومؤامراتها ضد إيران.

وقال إنه "لو ألقينا نظرة على هذه الحادثة التاريخية واستذكرنا ما جرى فيها فسنرى أن الحكومة الإيرانية ومنذ بداية الفترة القاجارية وبسبب تواجد المستعمرين لم يكن لديها أي نفوذ في البحرين وأن هذه المنطقة كانت تخضع لنفوذ بريطانيا، غير أن الدولة الإيرانية وطوال تلك السنوات كان لديها حكم ظاهري على جزر البحرين، وفي هذا الإطار صادق البرلمان الإيراني على مشروع انضمام البحرين إلى إيران بصفته المحافظة الرابعة عشرة وأكد على سيادة إيران على تلك الجزيرة".
 
وأشار مركز دراسات الثورة إلى ما أسماه "تدخلات المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بالجزر الثلاث الإيرانية، وهي الطنب الكبرى والطنب الصغرى وأبو موسى، وقال إن "السعودية تدعم كل سنة مزاعم الإمارات العربية المتحدة الباطلة والمزيفة حول كون تلك الجزر عربية".
 
واتهم المركز السعودية بدعم صدام حسين في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، وقال إنه "قبل الثورة الإيرانية لم تمتلك السعودية هذه الثروة الهائلة التي تمتلكها الآن، وكانت تأخذ جانب الاحتياط مع إيران حينها، ولكن بعد نجاح الثورة الإيرانية وهجوم صدام حسين على إيران أتيحت الفرصة للسعودية لاستعراض عضلاتها بدعم صدام حسين".
 
وأضاف المركز الإيراني أنه لولا دعم السعودية والدول العربية الأخرى لصدام حسين في الحرب، فإنه "ما كان ليهاجم إيران ويتجاوز عليها بهذا الحجم الكبير".
 
واعتبر أن "السعودية قبل الحرب العراقية الإيرانية، قدمت لصدام هدية ثمينة، وهي دراسات حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية عن المجتمع الإيراني والجيش وخرائط عن المواقع العسكرية الإيرانية".
 
واتهم المركز الإيراني السعودية بمواجهة إيران في أسواق النفط العالمية وقال إن "السعودية الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تنتج يوميا عشرة ملايين برميل نفط، كما أن لديها إمكانيات عالية ومتقدمة تستطيع أن ترفع من إنتاجها بشكل عاجل تمنع من ارتفاع أسعار النفط، وهكذا تستغل السعودية قدراتها النفطية ضد إيران في أسواق النفط، على حد تعبيره.
 
وحول العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فقد قال مركز دراسات وثائق الثورة الإيرانية إن العداء السعودي "بعد نجاح الثورة الإيرانية أصبح واضحا والمملكة السعودية كانت من أبرز الدول الداعمة للولايات المتحدة الأمريكية في فرض العقوبات الاقتصادية بحق إيران في المنطقة".
 
واعتبر مركز دراسات "وثائق الثورة الإيرانية" أن عداء المملكة العربية السعودية لإيران يعد عداء شاملا حيث إنه "بعد انتصار الثورة الإيرانية ونشر خطابات مثل بذل المساعي والجهود في سبيل تأسيس الحكومة العالمية الإسلامية ورفض السلطة والتغطرس والهيمنة ودعم المستضعفين والحركات التحررية وتبليغ ونشر الإسلام والدعوة للإسلام، وخاصة المذهب الشيعي، فإنه مقابل كل تلك القضايا بدأت بصفتها أول ردود الفعل من داخل الدول المتغطرسة، في إشارة إلى السعودية، على تلك الخطابات وكانت حكومة المملكة العربية السعودية تندرج ضمن تلك الدول التي عادت الثورة الإيرانية خوفا من تصديرها إلى المنطقة".
 
واعتبر مركز الدراسات دول لبنان والعراق وسوريا، العمق الاستراتيجي للثورة الإيرانية "وأصبح النفوذ الإيراني في هذه الدول مقلقا للسعودية، وعلى ضوء هذه التطورات طرحت السعودية مسألة (الهلال الشيعي) في المنطقة".
 
يشار إلى أن الدعاية الإيرانية وخاصة التيار المحافظ في تعزيز العداء تجاه السعودية، بلغت الذروة بعد حادثة مشعر منى، حيث "أصبح الخطاب المستخدم تجاه السعودية في الإعلام الإيراني نفس الخطاب الذي أستخدم تجاه العراق وصدام حسين قبل بدء الحرب العراقية - الإيرانية".