برر
حزب الله اللبناني رفعه قضية ضد الإعلامية ديما صادق، بأنها اتهمت شخصيات من الحزب دون أدلة وإثبات، وقال إن الدعوى لا تتعلق بحلقة تلفزيونية لها مع الصحفي فيصل عبد الساتر وأسئلتها له عن حزب الله.
وادعى موقع قناة تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله السبت، في تقريره أنه "بتاريخ 28-8-2015 نشرت السيدة صادق على صفحتها على الفيسبوك منشورا يتضمن اتهاما لأسماء شخصيات في حزب الله على صلة بالفساد أو الممنوعات وقامت السيدة صادق بتسمية الأشخاص مع التهم الموجهة إليهم أو إلى أقربائهم".
وعلى الرغم من أن المنشور لم يظهر على صفحتها، ولم ينقله أي موقع إلكتروني ويؤكده، فإن الحزب أكد أن المنشور كان موجودا وقد حذفته من حسابها.
وقال الحزب إن "المنشور يتضمن اتهاما شخصيا ومعنويا ومحددا من قبل السيدة صادق بات لزاما إما أن يكون اتهامها لحزب الله حقيقيا ومثبتا بالأدلة أو أنه مجرد اتهام لا أساس له، وفي كلتا الحالتين فإن القضاء وحده من يبت في المسألة بحسب الوكيل القانوني لحزب الله المحامي نزيه منصور".
وفي التصريح الذي نقلته المنار لمحامي حزب الله، منصور، جاء أن "الاعلامية صادق في كلامها موضوع الدعوى الجزائية تناولت بعض الاسماء لمسؤولين ونواب ووزراء في حزب الله قالت إنهم يغطون المرتكبين والفاسدين للإيحاء زورا بأن حزب الله يغطي المجرمين أو المرتكبين أو بما معناه أن حزب الله يرعى الفاسدين".
إقرأ أيضا: دعوى من حزب الله ضد المذيعة ديما صادق بسبب أسئلتها (فيديو)
من جهة أخرى، اعتبر الكاتب الشيعي، المعارض لحزب الله، عماد قميحة، أن لجوء حزب الله لأول مرة بتاريخه إلى
القضاء اللبناني بدعوى قدح وذم ضد الزميلة ديما صادق "سابقة تستحق التوقف والقراءة"، مستنكرا محاولة تكميم الأفواه ومتمسكا بحرية الإعلام والإعلاميين.
وقال قميحة في مقال له على موقع "جنوبية": "أعتقد جازما أنّ ما يرمي به الحزب من وراء رفع هذه الدعوة ليس هو مقاضاة الزميلة صادق، وإنّما هو أمر آخر تماما خاصة أنّ الإشكالية الأولى التي ذكرناها عن لا استقلالية القضاء لمّا تزل على حالها وبالتالي ليس هنالك من متغير يبرر قيام الدعوى إلا استثمارها من قبل حزب الله في بروبوغاندته الإعلامية، بعد أن صار حديث الكبتاغون والفساد المالي وتستر الحزب على تجار المخدرات (نوح زعيتر) على كل لسان وداخل كل الصالونات والغرف في لبنان".
وأضاف قميحة أن حزب الله أراد من خلال رفع هذه الدعوى أن يقول لجمهوره أولا ولمناصريه أولا أيضا، إنّ "كل ما يقال وكل ما يحكى عن حالات الفساد والمفسدين لا يعدو كونه يندرج في سياق تشويه صورة (المقاومة) المقدسة عن مثل هذا الرجس، وضمن الحرب الناعمة التي تتعرض لها ليس إلاّ".
وأوضح أن سلوك الحزب ورفعه القضية جاء في سياق أن "المتهم زورا وبهتانا بهذه الأفعال الشنيعة والمستنكرة هو من يرفع دعوى قضائية، ولو كان حزب الله يخشى من هذه الملفات وهذه التهم لما كان تجرّأ على القيام بهكذا خطوة".
وأكد في ختام مقاله إن "هذه هي الرسالة الإعلامية المبتغاة من هذه الدعوى وأتصور أنها حاجة ملحة داخليا ومبررة حزبيا، فإذا ما علمنا أنّ القضاء اللبناني هو تماما كما يقول عنه الحزب بأنّه مسيس، وأضفنا على هذه المعلومة أنّ نفوذ الحزب نفسه غير بعيد عن هذا القضاء إن لم نقل بأنّه الأقوى، يمكننا حينئذ أن نقول بأنّ (الدعوة الرسالة) قد وصلت إلى جمهوره وأدّت وظيفتها المطلوبة وكفى الله المؤمنين شر القتال والقتل".