نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية، تقريرا على أثر الفوز الساحق الذي حققه حزب
العدالة والتنمية التركي في
الانتخابات التشريعية، قالت فيه إن أحزاب المعارضة التي ما زالت واقعة تحت تأثير الصفعة المدوية التي تلقتها في الانتخابات، مطالبة بالاستفاقة سريعا ومحاسبة نفسها، لفهم الأسباب التي جعلتها تفشل في كسب ثقة الناخب التركي.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أن الأحزاب التركية، غداة الانتصار الساحق الذي حققه حزب العدالة والتنمية، مطالبة بممارسة النقد الذاتي، لفهم أسباب الفوز الساحق الذي حققه "الإسلاميون"، متابعة بأنه "إذا كان رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، قد اعتبر في تغريدة له على تويتر؛ أن النصر جاء بفضل الله؛ فإنه من المؤكد أن هناك أسبابا أخرى عملية أدت إلى هذا الانتصار".
وأكدت أن تفسير هذه النتائج يتطلب أولا أن تتحلى أحزاب المعارضة بالروح الديمقراطية، وتتقبل الهزيمة على مرارتها، رغم أن كل استطلاعات الرأي كانت ترشح حزب الشعب الجمهوري لتحقيق نتيجة جيدة، وأن النتائج جاءت مخالفة جدا لهذه التوقعات.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن أيكان إيرديمير، وهو عضو في هذا الحزب اليساري، قوله إن "الحزب انغلق على نفسه في داخل معاقله الانتخابية، ولم يتمكن من اجتذاب ناخبين جدد، ويجب علينا أن نفكر بجدية في مراجعة خطابنا الذي قدمناه للشعب التركي".
ونقلت أيضا عن سنان أولغان، الدبلوماسي السابق ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية التركي، قوله إن "ارتفاع التوتر بالمنطقة في الفترة الأخيرة، وقيام منظمة بي كا كا الإرهابية بعمليات مسلحة ضد الأتراك؛ زادت من مخاوف الناخبين، وفي نفس الوقت نجح حزب العدالة والتنمية في تقديم خطاب تطميني للشعب، ونجح في الفوز بثقته كضامن للاستقرار والأمن في البلاد".
وتابعت "لوبوان": "أما بالنسبة لأقصى اليمين التركي، متمثلا في حزب الحركة القومية؛ فقد حقق نتائج مخيبة جدا، بتحقيقه 11.93 بالمئة من الأصوات، وقد خسر حوالي نصف مقاعده التي فاز بها في انتخابات حزيران/ يونيو الماضي".
ووصفت الأجواء داخل مقر الحزب، بأنها كانت مشحونة جدا، وسط حديث عن استقالة زعيم الحزب دولت بهجلي، بعد أن سقط بالضربة القاضية، وخسر حتى في أبرز معاقل حزبه بجنوب البلاد.
وفي هذا السياق؛ نقلت الصحيفة عن أيكان إيرديمير، قوله إن "الفئة المحافظة والمتدينة داخل المناطق الكردية؛ فضلت التصويت لحزب العدالة والتنمية، وتخلت عن
حزب الشعوب الديمقراطي".
وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي "قدموا حججا لتبرير الهزيمة، واشتكوا من الظروف التي جرت فيها الانتخابات، ولكن نشطاء آخرين في الحزب؛ بدوا أكثر نضجا، وحاولوا القيام بنقد ذاتي، من خلال القول إنه يجب العمل سويا لإصلاح الأخطاء التي تم ارتكابها، وتحديد الخيارات التي فشلت".
ونقلت "لوبوان" عن أحد المقربين من حزب الشعوب الديمقراطي، قوله إن "خسارة الحزب تتحمل مسؤوليتها بالأساس التنظيمات الإرهابية، على غرار منظمة بي كا كا، وبعض فروعها من التشكيلات الشبابية التي تتبنى العنف، حيث إن هذه المجموعات تسببت بالإساءة لسمعة الحركة السياسية الكردية، وعلى رأسها حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ما أثر كثيرا على حظوظ هذا الأخير".
وفي سياق آخر؛ نقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية، قوله إنه "لم يكن يتصور أن يكون النجاح بهذه الطريقة، وإن هذه النتائج تبين أن الشعب التركي لا يريد ائتلافا سياسيا يحكم البلاد، بل يريد حكومة مستقرة يشكلها حزب العدالة والتنمية بمفرده، لأنه أثبت نفسه كضامن للاستقرار والأمن في البلاد".
وأضاف هذا المسؤول أن "بقاء حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان أمر إيجابي جدا، لأن خروجه من المشهد السياسي سينعكس سلبا على الحياة السياسية التركية".