سياسة عربية

كيف سخر المصريون من اتهام "حسن مالك" بتدمير اقتصاد البلاد؟

برأت النيابة "مالك" من تهمة الإضرار بالاقتصاد واكتفت بتوجيه تهمتين فقط له -أرشيفية
واصلت نيابة أمن الدولة العليا في مصر الأحد التحقيق مع رجل الأعمال الإخواني "حسن مالك" المتهم بتدمير الاقتصاد المصري والتسبب فى ارتفاع سعر الدولار.

وأثارت تلك الاتهامات غير المنطقية الموجهة "لمالك" والصورة الخارقة التي رسمتها له وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب سخرية الكثير من المصريين.

وبعد ساعات طويلة من التحقيق معه أمس السبت، برأت النيابة "مالك" من تهمة الإضرار بالاقتصاد واكتفت بتوجيه تهمتين فقط له، هما الإنضمام لجماعة محظورة وتمويلها، وأمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات وتم ترحيله إلى سجن طرة.

واعتقلت قوات الأمن "مالك" الخميس الماضي من منزله بالقاهرة، وقالت في بيان رسمي إنه متورط في مخطط إخواني لتدمير اقتصاد البلاد، والتسبب في أزمة نقص الدولار في البلاد من خلال تجميعه وتهريبه خارج البلاد لإجهاض الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

واتهمته الداخلية بوضع خطة بديلة للحفاظ على مصادر تمويل جماعة الإخوان بعد التحفظ على أموال العديد من قيادات وأعضاء الجماعة.

وخلال التحقيقات معه، استغرب "مالك" اتهامه بالإضرار بالاقتصاد برغم تحفظ الحكومة على جميع شركاته في آب/ أغسطس عام 2013 بدعوى استخدامها في تمويل جماعة الإخوان، نافيا تورطه في أي أعمال معادية لمصر.

وكشفت صحف محلية عن أن شركات الصرافة التي اتهمتها الداخلية بالتورط مع "مالك" في ضرب الاقتصاد، هي شركات تديرها الحكومة بعدما تم التحفظ عليها قبل عامين، كما أنها تبرعت العام الماضي لصندوق "تحيا مصر" وحفل افتتاح "قناة السويس الجديدة"!.

"كل مصيبة تنسبوها للإخوان؟"

وأكدت وزارة الداخلية أنها حينما داهمت منزل حسن مالك عثرت فيه على مبلغ 38 ألف جنيه فقط، بجانب أوراق تنظيمية تضم مخططات لضرب الاقتصاد والتكليفات الصادرة لعناصر الإخوان لتخفيض قيمة الجنيه.
لكن صحيفة المساء الحكومية كتبت على صدر صفحتها الرئيسية السبت أنه تم العثور على نصف مليار دولار في شقة مالك.

وتداول مؤيدو الانقلاب صورا مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي لكميات ضخمة من الدولارات وادعوا أنها وجدت في منزل "مالك".

وإزاء هذه الاتهامات الخرافية، هاجم الإعلامي محمد مصطفى شردي -المؤيد للانقلاب- الأجهزة الأمنية قائلا: "إنه لا يمكن اتهام الإخوان بكل مصيبة تحدث في مصر، مؤكدا أنه إذا كانت الدولة تسير بالطريقة الصحيحة فلن يستطيع الإخوان أو غيرهم التأثير على الاقتصاد كما تزعم الأجهزة الأمنية".

وتساءل كثيرون كيف سمحت الدولة "لمالك" بالبقاء حرا طوال هذه الفترة منذ الانقلاب رغم خطورته على الاقتصاد، كما تزعم؟ وكيف ظل مقيما في بيته ولم يغادره، وهو يدير أكبر مخطط لضرب اقتصاد مصر؟ وكيف يفعل الرجل كل هذا -من الأساس- بعد أن صادرت الحكومة كل ممتلكاته وأمواله منذ أكثر من عامين؟

#لقوا_ايه_في_شقة_حسن_مالك

وتهكم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من ادعاء النظام بأن رجل واحد استطاع ضرب اقتصاد دولة بحجم مصر، مؤكدين أن السيسي يحاول تعليق فشله في منع تدهور الاقتصاد بالإخوان، كعادته منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013.

ودشن نشطاء هاشتاج تحت اسم #لقوا_ايه_في_شقة_حسن_مالك للسخرية من مزاعم الإعلام بالعثور على كميات ضخمة من الأموال داخل منزل رجل الأعمال الإخواني.

وفي السياق ذاته سخرت حركة "شباب 6 إبريل" من اتهام مالك بضرب الاقتصاد المصري وكتبت عبر صفحتها على "فيسبوك": "تحذير: لقد وصل التهريج إلى مستويات غير مسبوقة.. فتعذر التفريق بين التهريج والاستهبال.. لذا لزم التنويه".

وتهكم المستشار "وليد شرابي" المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر من تلك الاتهامات قائلا: "حسن مالك كان هيتسبب في تدمير اقتصاد مصر لكن الحمد لله قبضوا عليه.. كده المفروض الدولار يرجع بسبعة جنيهات زي أيام الرئيس مرسي، ولا هو حيفضل يدمر في الاقتصاد حتى وهو جوه السجن؟"

وشارك "إريك نيكت" مرسل وكالة رويترز للأنباء بالقاهرة في السخرية من الربط بين حسن مالك وأزمة الدولار في مصر، فكتب عبر "تويتر" قائلا: "كنت أعتقد أن اعتبار مالك سبب أزمة العملة هي مجرد مزحة على الإنترنت، لكني رأيت الصحف المحلية تتناول ذلك بجدية، وشعرت بالأسف الشديد تجاه ذلك".

أما الناشط الحقوقي "نجاد البرعي" فكتب يقول: "لما الناس تصدق إن شخص واحد سبب انهيار الاقتصاد تبقى مصيبة".

وقال "سيد سلمان": "عرفنا دلوقتي أن ضعف الإقبال خلال الجولة الأولى للانتخابات كان بسبب تحفظ مالك  على 5 ملايين ناخب داخل منزله لمنعهم من التصويت".

وسخر "عيسى هيما" قائلا: المضبوطات داخل شقة مالك كانت عبارة عن جهاز الكفتة بتاع عبد العاطي داخل المطبخ، وبير بترول تحت السلم، والعاصمة الإدارية الجديدة في الدولاب، ومليون وحدة سكنية تحت سجادة السفرة، و35 سفينة منعها من العبور في قناة السويس الجديدة واحتجزها في البانيو".