توصل ممثلو الثوار في قرى وبلدات وادي
بردى، في ريف دمشق، وشخصيات تابعة للنظام السوري، إلى اتفاقية "
المياه مقابل
الغذاء" عقب اجتماع جمع الجانبين في دمشق.
وقضى الاتفاق بدخول ورشات الصيانة التابعة للنظام وإصلاح خط المياه المعطل، والواقع في مناطق سيطرة الثوار في وادي بردى، مقابل رفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام على قرى وادي بردى، والسماح بإدخال المواد الغذائية إليها، وتسهيل حركة السكان.
والخط الذي تعطل بسبب القصف والتصدع؛ يعد عصب الحياة لبعض أحياء دمشق الخاضعة لسيطرة قوات بشار الأسد.
وأكد مدير المركز الإعلامي في وادي بردى، أبو محمد البرداوي، انقطاع المياه عن بعض الأحياء الدمشقية منذ عدة أيام، بسبب توقف عمل خط المياه المغذي لتلك الأحياء، إثر انفجار طاله في المنطقة الواقعة بين عين
الفيجة ودير قانون بريف دمشق.
وأشار البرداوي، في حديث لـ"
عربي21"، إلى انتخاب لجنة من قبل الثوار، شملت كافة المناطق المعنية بملف المفاوضات، بعد أن رشحت كل بلدة من بلدات وادي بردى شخصية واحدة تمثلها في الاجتماع مع النظام، إضافة إلى اختيار لواء عسكري متقاعد من أبناء عين الفيجة رئيسا للوفد المفاوض المشكل من قبل الثوار.
ومثل النظام في الاجتماع عدة شخصيات، بينها محافظ ريف دمشق. وخلصت المفاوضات التي عقدت بين الجانبين في دمشق؛ إلى السماح بدخول ورشات الصيانة التابعة للنظام السوري إلى مناطق الثوار، وإصلاح خط المياه المعطل وإعادته إلى العمل.
في حين قدم النظام السوري مقابل ذلك؛ وعودا برفع الحصار عن بلدات وادي بردى، والسماح بإدخال المواد الغذائية ولوازم الحياة الرئيسية، إضافة إلى تسهيل الحركة المرورية من وإلى بلدات وادي بردى دون مضايقات من قبل حواجز النظام السوري أو عمليات الاعتقال، وذلك بحسب ما أكده المصدر ذاته.
وبعد اتفاق الجانبين، تم تنظيف الطرقات بين منطقتي بسيمة وأشرفية الوادي، ودخلت سيارة المندوب المفاوض عن أهالي وادي بردى وورشة الصيانة التي تولت مهام إصلاح خط المياه. كما شهدت قرى وادي بردى حركة دخول لبعض الموظفين والطلبة إليها، في حين أعادت قوات النظام السوري عددا آخر منهم إلى دمشق ولم تسمح لهم بالدخول إليها، رغم الاتفاق المبرم.
وأوضح مدير المركز الإعلامي بأن الضمانات لكل بلدة من بلدات تقع على عاتق الشخصية التي مثلتها في الاجتماع الحاصل، في حين تعهد محافظ ريف دمشق في حكومة النظام السوري بفتح الطريق من وإلى الوادي بشكل كامل خلال اليومين القادمين، وتقديم تسهيلات بما يخص المواد الغذائية ولوازم الحياة.
من جانب آخر، طالبت الهيئة الطبية العاملة في وادي بردى؛ القاطنين في الوادي وعين الفيجة بضرورة قيامهم بغلي المياه بشكل جيد قبل شربها، مشيرة إلى تلوثها، وأنها غير صالحة للشرب دون غليها في الوقت الراهن.
وأشارت الهيئة الطبية إلى إمكانية أن تتسبب المياه الملوثة بحالات مرضية كالتهابات الأمعاء الشديدة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة. ونصحت الهيئة كل من تظهر عليه الآلام المرضية بضرورة مراجعتها بأسرع وقت تفاديا لتفاقم الحالة الصحية للمرضى.