روسيا تبدأ بتوسيع مرفأ طرطوس لاستقبال حاملات الطائرات

باشرت فرق عمل وورشات فنية تتبع للبحرية العسكرية الروسية أعمالها الرامية إلى توسعة وتعميق قناة مرفأ طرطوس في الساحل السوري الذي يضم القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا خارج بلادها، بهدف تأهيل المرفأ ليصبح قادرا على استقبال البوارج الحربية الروسية ذات الحمولات الكبيرة، إضافة
إلى تمهيد الطريق لترسو حاملات الطائرات الروسية فيه.

ونقلت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري تصريحات عن مصدر عسكري روسي قوله: "النقطة اللوجستية التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس ستكون قادرة على استقبال السفن الكبيرة مباشرة عقب انتهاء أعمال تعميق القناة المخصصة لرسو السفن وتثبيت الأرصفة المتاخمة لها".

وأكدت المصادر، إشراف السفينة "كيل 158" التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود بشكل مباشر على تعميق القناة البحرية، إضافة إلى أعمال تنظيف قناة مرفأ طرطوس، بعد أن قامت السفينة "دونوزلاف" بإجراء القياسات الهيدروغرافية اللازمة لتجهيز المرفأ لاستقبال البوارج الحربية الروسية.

من جانبه أكد الناشط الميداني "منهل إبراهيم" لـ "عربي21" خلال اتصال خاص معه، إرسال النظام السوري لرئيس مجلس الوزراء في حكومته وائل الحلقي إلى مرفأ طرطوس قبل أيام فقط، الذي قام بدوره بجولة ميدانية في المرفأ اطلع "الحلقي" من خلالها برفقة وفد حكومي سوري مرافق له على أخر الأعمال المنجزة في المرفأ، إضافة إلى قيام "الحلقي" بزيارة موقع آخر في المرفأ ذاته استلمت سلطات النظام السوري مسؤولية تنفيذه.

وأشار الناشط الميداني، إلى حالة من الراحة والترحيب سادت طيف واسع من الموالين للنظام السوري بالأعمال الروسية المتواصلة في قناة مرفأ طرطوس، في حين لم يصدر أي حديث رسمي من قبل حكومة دمشق والنظام الحاكم في البلاد حول المشروع الروسي في عمق الساحل السوري وقائع وتطورات روسية متسارعة بما يخص الملف السوري، بعد أن كانت العديد من الوسائل الإعلامية العربية والغربية قد نقلت عن موسكو في شهر آذار/ مارس الماضي تأكيدها، "أنها لا تنوي إقامة قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس السوري، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد النزاع في سوريا في المرحلة الراهنة".

ونقلت وكالات إعلامية آنذاك تصريحات لرئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن "فيكتور أوزيروف" والتي قال فيها: "إن روسيا معنية بإحلال السلام في سوريا، وفي الظروف السلمية سننظر بالطبع في تطوير التعاون العسكري التقني، بما في ذلك إقامة قاعدة عسكرية متكاملة هناك".

من جانب أخر، كشفت حكومة النظام السوري اللثام عن مشروع ثلاثي تأهيلي بإشرافها، تعمل من خلاله على تحسين شبكة الطرق الرئيسية في محافظة طرطوس الساحلية، راصدة لتنفيذ المشروع مبلغ مليار ونصف ليرة سورية، كما أشارت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في حكومة دمشق أن هدف المشروع الطرقي يرمي إلى تأهيل وتأمين الطرق الرابط بين محافظتي حمص وحماة مع محافظة
طرطوس.

تعد القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس المنشأة العسكرية الوحيدة لروسيا خارج حدودها، وكانت موسكو قد وقعت اتفاقا مع نظام الأسد الأب عام 1971  بهدف دعم سفن الأسطول الحربي السوفيتي في البحر المتوسط، وتزويد سفن السرب الخامس في البحر المتوسط، والذي كان يخوض "حرب باردة" مع الأسطول الأمريكي السادس آنذاك.

ولكن رغم حل السرب الخامس في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 1992 إثر انهيار الاتحاد السوفيتي، إلا إن القاعدة الروسية في الساحل السوري حافظت على موقعها في محافظة طرطوس، والجدير بالذكر أن السلاح الجوي الروسي تدخل إلى جانب نظام بشار الأسد منذ 30 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي بحجة مهاجمة مواقع تنظيم "الدولة" في سوريا، في حين أكدت مصادر المعارضة
السورية المسلحة استهداف الطيران الروسي لمواقعها في المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرتها، إضافة إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين.