نشرت صحيفة جيوبوليس الفرنسية تقريرا، حول القبض على اثنين من جنرالات
الجزائر، وقالت الصحيفة إن لهذه الحادثة رمزية كبيرة، خاصة أنها جاءت بعد إحالة
الجنرال توفيق، مدير المخابرات السابق، على التقاعد، ورأت الصحيفة أن القاسم المشترك بين الجنرالين هو رفضهما تولي سعيد
بوتفليقة، شقيق رئيس الجزائر الحالي، سدة الحكم.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن قوات الدرك الجزائري ألقت القبض على الجنرال حسين بن حديد، في وقت متأخر من ظهر يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2015 على أحد الطرق في العاصمة الجزائرية.
وذكرت أن التهم الموجهة للجنرال هي الكشف عن معلومات عسكرية، والازدراء، والدعوة للعصيان المدني والتشهير. واعتبرت الصحيفة أن ذنب الجنرال الحقيقي هو تصريحاته على وسائل الإعلام الرافضة لترشح سعيد بوتفليقة لخلافة أخيه.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب إحسان القاضي قوله: "بدأ المأزق السياسي منذ ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، في نيسان/ أبريل 2014، وهذا ما تنبأ به المراقبون والمعارضون في الجزائر. ففي أقل من عام حدث أمران عجلا في الأزمة، وهما انخفاض سعر البترول، وعجز بوتفليقة عن التخلي عن الحكم إلا بالوصاية لصالح أخيه".
وذكرت الصحيفة، أن مراقبين جزائريين عبروا عن الوضع بمعادلة بسيطة جدا، وهي أن سعيد بوتفليقة هو الحاكم الجديد للجزائر، باعتبار أن شقيقه في حالة صحية سيئة، لذا سيقومان بأي شيء لإفراغ الجيش ودوائر الاستخبارات من أي معارضة.
وقالت الصحيفة إن الرئيس بوتفليقة لم يكن راضيا عن وصوله للحكم عبر الجنرالات، سنة 1999، حيث كان دائما يقول: "أرفض أن أكون ثلاثة أرباع رئيس". وأضافت أنه بعد 16 سنة استطاع التخلص من قيود الجنرالات الذين أوصلوه لقصر المرادية.
ورأت الصحيفة أن الرئيس بوتفليقة قد خلا له الجو مع أخيه سعيد، بعد أن أخرج اللواء حسان، المدير السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في المخابرات الجزائرية، والمسجون حاليا بالبليدة، والجنرال توفيق، الشخصية التي أوصلته للحكم، وأخيرا اعتقال الجنرال حسين بن حديد، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة عملية تطهير للمعارضين لتولي سعيد بوتفليقة السلطة.
كما نقلت الصحيفة عن خبير في السياسة الجزائرية قوله إن "اللعبة بدأت قبل العهدة الرابعة، عندما نجح الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني (عمار سعداني) بوضع يده على الحزب، وقام حينها بمهاجمة المخابرات، وقد كان باديا على وجوه عديدة رفضها أو عدم تحمسها لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، فكانت عملية التطهير لتلك الوجوه بعد بقاء بوتفليقة في الحكم".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن وصول سعيد بوتفليقة للرئاسة غير مؤكد حتى الآن، رغم سيطرته على معظم مفاصل الدولة، فوصول سعيد للحكم لن يكون إلا عن طريق الوصاية، أي أن الرئيس الحالي يسلم السلطة لأخيه، وهذا الأمر ينذر بتصاعد الأزمة السياسية في الجزائر.